الأحد ١٦ شباط (فبراير) ٢٠٢٠
بقلم مريم علي جبة

«دلال حاتم».. كتاب جديد للهيئة العامة السورية للكتاب

صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب كتاب بعنوان: «دلال حاتم» سلّط الضوء مؤلفه قحطان بيرقدار على حياة الأديبة والروائية والناشطة في حقوق المرأة والطفل دلال حاتم.

وجاء في الكتاب: ولدت دلال حاتم في دمشق عام 1931، وحصلت على إجازة في الآداب عام 1955 من جامعة دمشق، وتزوجت الشاعر علي الجندي، ورحلت عن عالمنا في يوم الثاني من شهر أيلول عام 2008 عن عمر ناهز 77 عاماً.

في عام 1962 عملت دلال حاتم في مديريات وزارة الثقافة السورية، في محو الأمية، والعلاقات العامة، والإرشاد القومي، ومجلة المعرفة، ومديرية المراكز الثقافية، وفي نهاية الستينات انضمت إلى الاتحاد العام النسائي، ثم أسهمت في إصدار مجلة المرأة العربية في دمشق، وعملت سكرتيرة تحرير فيها مدة ثلاث سنوات.

ثم عادت في بداية السبعينات للعمل في وزارة الثقافة، فتم تعيينها سكرتيرة تحرير مجلة أسامة الموجهة للأطفال، ثم انتقلت للعمل في وكالة سانا، وفي منتصف السبعينيات عادت لتستلم منصب رئيسة تحرير مجلة أسامة وبقيت فيها حتى عام 2000.

أعدت الكثير من المسلسلات الإذاعية للأطفال، وألفت مسرحيتين لمسرح العرائس، وهي عضو في اتحاد الكتّاب العرب في سورية.

في عام 1984 حازت على جائزة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عن قصتها التي حملت عنوان «حدث في يوم ربيعي».

في عام 2006 كرمتها وزارة الثقافة غيابياً لأنها كانت في المستشفى، وقد قالت عن هذا التكريم وعن فوزها بالجائزة آنفة الذكر: «هما تكريمان فقط، ولا أدري إن كنت أستحقهما فعلاً، إلا أنني مرتاحة الضمير لما قدمته لوطني على مدى 22 عاماً، وكنت على رأس عملي بإخلاص».

بدايات دلال حاتم في الإبداع كانت عندما كانت في الصف الأول الإعدادي حين طلب الأستاذ منها كتابة موضوع تعبير، لكنها كتبت له قصة، وكانت هذه هي البداية، ورغم أن الأستاذ قرّعها لأنها لم تنفذ طلبه، إلا أنه تنبأ لها بأنها ستكون كاتبة.

أما في النشر، وعندما دخلت الجامعة في خمسينيات القرن الماضي، كانت هناك مجلات حائط تكتب فيها، ثم كتبت في مجلة الجندي، وفي الصحف اليومية، حتى استقر بها المقام عند المرحوم الأستاذ فؤاد الشايب، وكان رئيس تحرير مجلة المعرفة، ومن خلال ما كان يكلفها به من قراءة مواضيع ويسألها الرأي فيها، خبرت الكتابة.

اهتمت دلال حاتم بقضايا المرأة بوصفها الشريحة الأساسية للتكوين الإنساني الذي تنتمي إليه الكاتبة، ولا تقف رواياتها عند حدود التلميح، بل هو التصريح في حد ذاته، لواقع يحتّم على المرأة السورية والعربية تغييره على حد سواء.

وهي تخص المرأة بقصص عدة، تسير في اتجاهين معاً، الأول كشف المستور عن واقع المرأة وما يجري داخل البيوت المغلقة بفعل السيطرة الذكورية، وما تتعرض له من اضطهاد ومعاناة، والثاني محولة إضاءة الطريق لها من أجل أن تمضي نحو مستقبل أفضل.

وعندما كتبت دلال حاتم للأطفال ارتبطت كتاباتها بمزاج خاص، فهي لا تفضّل أن تكتب لهم إلا وهي في حالة من الفرح والأمل، ففي هذه الحالة تنظر إلى الحياة بمنظار غير منظار الكبار الذين تكتب لهم وهي في حالة قلق وتوتر.

ولم تكن يوماً راضية عن حال أدب الأطفال، وكانت نظرتها أبعد من مجرد نشر أعمال قصصية موجهة إليهم، فقد كانت ترى أن عليها أن تسعى لإقامة مؤسسة مختصة بكل ما يتصل بالأطفال وعالمهم، ذات نظام وموازنة وفريق من الخبراء في التربية والأدب والفن، لإنقاذ الأطفال من الظلم الواقع عليهم، كمشكلات التشرد بسبب الفقر، وانفصال الأبوين، وهذا ما شكّل دافعاً لها إلى تقديم القصص والكتب الأجمل والأفضل، وقد تركت في هذا المجال عدداً كبيراً من المجموعات القصصية الشائقة والمفيدة.

وكانت تركز على ضرورة مراقبة القصص المترجمة للأطفال وفي رأيها أن هذه القصص كتبت لأطفال غير أطفالنا، وبيئة غير بيئتنا، ومن ثم فاهتمامات هؤلاء الأطفال غير اهتمامات أطفالنا، لكنها في الوقت ذاته ترى أن ما يترجم من حكايات الشعوب لا بأس به، فليتعرف أطفالنا على الآخر، لكن برقابة.

لقد ضم الكتاب الكثير من الجوانب المهمة للأديبة والروائية السورية دلال حاتم، فـ إضافة لما ذكرناه بالمختصر في الأسطر أعلاه تناول المؤلف قحطان بيرقدار إبداع حاتم فيما يتعلق أيضاً بالقصص التي كتبتها للطفل، إضافة إلى ما كانت تلح عليه باستمرار حول ما يتعلق بالرسوم المتحركة وتتساءل: لماذا لا يكتب كتاب عرب قصص وسيناريو الرسوم المتحركة ولماذا لا يرسم رسامون عرب الرسومات المتحركة بدلاً من الاعتماد فقط على الرسوم المتحركة التي يكتبها أجانب ويرسمها أجانب أيضاً.

كما تضمن الكتاب بعضاً من مؤلفات دلال حاتم وشهادات تتحدث عن تجربتها لكل من: وائل بدر الدين وخالد جمعة ونهلة السوسو.

يُذكر أن كتاب "دلال حاتم" هو الجزء التاسع والأربعين من سلسلة «إعلام ومبدعون» وهي سلسلة شهرية موجهة لليافعة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى