الجمعة ٩ آب (أغسطس) ٢٠٢٤
بقلم مكرم رشيد الطالباني

ربع زجاجة عرق بلوماري «لننزع جميعاً الأقنعةَ عن وجوهنا»

شعر: قوبادي جلي زادة

1
تحدثتُ مع زوجتي عن طيبة وجمال جارتنا اليُمنى، كما تحدثنا عن مساويء جارتنا اليُسرى

2
تفوحُ رائحةُ الدّم والبارود؛
من مذيعي ومذيعاتِ قناة الجزيرة

3
الساحة والميدان؛
في مسابقة العَدْوِ للمسافات الطويلة؛
يفوز ذوي البشرة السوداء فقط

4
أصغينا لإمرأةٍ مغربية تُدعى نبيلة وهي تُغني،
لم أعِر إنتباهاً لصوتها بقدر ما كنتُ أحدّقُ في كتفها وذراعها السمينين

5
هاتفتْ نازدار شقيقتها في هولير، التي أجريَتْ لها عملية الطحال منذُ أسبوع

6
بإلله عليكم كيف تكونُ الحياة هكذا سيتأخر توزيع الرواتبِ مرّةً أخرى
لمْ ندفع أجور الخدماتِ منذُ شهرين

7
قفزتْ فتاةٌ مراهقة من الطابق السابع لإحدى العماراتِ وتناثرتْ أعضاء جسدها إرباً إرباً

8
قال أحد قدامى المحاربين من البيشمركة طويل القامة وذو لحية سوداء على تيك توك.. ترفعتُ أنا وأحد الجحوش معاً لرتبة لواء، أنا لا أملكُ جحراً آوي إليه، بينما هو لديه العشرات.

9
تحملُ كريمتي مضرباً لقتل الذباب الآن وهي تبحثُ منذ مدة عن تلك الذبابة التي كانت تحطّ على قطعةٍ من البطيخ الأحمر

10
المكنسة الكهربائية..وضعتُ يدي على أذني وهرعتُ إلى الشرفة حاملاً معي رواية الحليب الأسود لأليف شفق، التي تقول في موضعٍ ما: (لو كانتِ المرأة التي جنبي قطةً، لكانتْ تتمدّدُ في سلة جميلةٍ جنبَ موقدٍ).

11
لاحظوا..
مع شديد الأسف لقد قتلوا عتّالاً آخر

12
عند الظهر حين نهضتُ عن المائدة غضبتْ زوجتي قائلة.. لقد نثرتَ حبات الأرز على المائدةِ أمامكَ

13
كنّا ننظرُ من النافذة إلى كلّ تلك الشاحنات المليئة بالوقود المهرّبِ، والتي تمرّ أمام تلك المنازلِ، التي لا تجد فيها قارورة نفطٍ

14
لا زالت إيران لم توجه صواريخها إلى إسرائيل إنتقاماً لمقتل إسماعيل هنية. فيما تستحكمُ أمريكا في البحر الأبيض والاحمر

16
تتناهى إلى الأسماع صوتُ صفيحة القمامة خلفَ بابِ شقتنا، إنني واثقٌ أنه العامل النيبالي الذي يسكب القمامة

17
الفتاة الإيزدية وضعتْ عذريتها في لوحة وعلقتها على الجدار، اللوحةُ نقشها طاووس بإحدى رِيَشهِ

18
صححتُ بعضاً من الأخطاء المطبعية لإحدى قصائدي الجديدة

19
في إحدى القنوات الفضائية أستمعنا إلى الجلادِ والضحية، كانا يصرخان
ألله أكبر ألله اكبر

20
ذكّرني نجلي أن أتناول حبوبي
حب السكّر
والبروتستات
وحب ضغط الدّم

21
إتصلتُ بالمصلّحِ وأخبرته بأن الماء بدأ يتسرّبُ من أنبوب المرحاض مرّةً أخرى
إسم المصلّح هو دلشاد.

22
لا أدري لماذا تذكّرتُ فجأة تلك الفتاة التي كنتُ أعشقها حين كنتُ شاباً، كانت عينيها لا تشبهان عيون فتياتِ الحيّ الأخرياتِ.

23
في فيلمٍ بالأبيضِ والأسودِ أذهلتنا بائعة للهوى، حينما كانت تفتحُ الباب لزبائنها قائلةً تفضلوا إلى بيت مريم العذراء

24
أعشق تلك الغرفة الصغيرة التي بحجم علبة سجائر. لكنها تسعُ لكافة جماليات الكون.

25
لم يبقَ شيء..
لقد حان وقت إعداد وعاءٍ من الجاجيك وإرتشاف العرق!!

عن صفحة الشاعر في (فيس بوك).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى