
إلى طفلي... الذي لم أرَهُ بعد
رسالــــة
بقلم: إسراء ضعيّـــف
بُنيّ... كلمة جديدة عليّ...في هذهِ اللحظة، أنا ملكةٌ تُلبِسني بيديكَ تاج الحنين، فألوح في عراءِ الصّمت بأصابعٍ تمسح دمعة،ثم أقضمُ أظفار الوجع،لأرميها بعيدًا كلّما زارني الحلم وكنتَ فيه...وجعٌ وسقمٌ وموتٌ يراودني بِجناح ضعف، وسيفٌ يقضم أطرافَ عنقي،فتعال يا عمقي لتغسلني سماؤك بديمةِ طهر كالذي في قلبك...تعال لتُبلّلني حُبًّا،تعال ولا تتأخّر عن موعدٍ رسمتهُ في أحشائي نورًا، ولوّنتهُ بدمائي أكسجين عشق،تعال ولا تُعِق ياسمينة قلبي عن لقائك...أنا اليوم شريدةٌ بك،أطيرُ معكَ بعيدًا مع الرّيح، فنتمنّى،ونَسعَد ولا نهتم للعجاجِ الأسود!فأنا معك وأنتَ معي... كلانا معًا يا طفلي...نشرب من كأسِ السّحاب ابتسامة مطرودفء وطن...الآن... أكتبُ لكَ عن أشواكٍ بملامح زهر، تشبهُ جسد غُصن مائل تقتلهُ براعم دم،كانت تنزفني ألمًا،وتساؤلات في الوريد تملأني بعلاماتِ اتّهام،فأبحثُ عن إجاباتٍ ضائعة في حقيبةِ النّسيان...حبيبي... سأُخبرهم عنك في كلِّ وقت، في كلِّ زمن..سأُخبرهم أني رسمتُكَ لوحة ربيعيّةبريشةٍ من ضلعٍ انتزعتهُ من صدري،فكان نبضًا وشيئًا من حبّ...سأُخبرهم عن طفلٍ ينمو في جسدي...عن ملاكٍ يعدِم أوجهَ التّعب التي تقتل نبضي ألف مرّة كلّ مرّة...تنتابني قشعريرة حمراء لـِ ذاتٍ أشبه بِذاتي...فأخبرني الآن، لِمَ بكَ أحيا وتموت لذّاتي؟ألا تعلم أنّكَ اللّذة الوحيدة التي أردتُها طيلة حياتي؟وأنّكَ الوردة التي تسقيني من روحها النّدى فتنتحر معاناتي؟قتلتُ الحزنَ لأجلك،ودفنتهُ بِأصابعي لأتنفّسكَ عشقًا،ولأنام على صدركَ إن مسّني العجز يومًا...أنا في عزلةٍ عن الحياة،معكَ أسيرُ في طُرقات العاطفة بوحًا..أوتعلم...؟كم أنتظرُ رؤيتك على أرصفةِ عاطفتي الباكيةتاركة خلفي دموع الانتظار لتُخبركَ عن شغفي!تمتدّ الذّاكرة بي كلّما مررتَ في هاجسي، وغرستَ في خاصرةِ العمر خطوات القُرب...سَـ أرويكَ (ماما) لتنمو بي، ولا بأس من ظمئي...وَ سَــ أكتُبكَ رسالة تقرأنيحكاية في مسمعِ الفجر قُرب بحيرةِ اللّقاء الآتي،ولا بأس إن التصقت حروف نبضك بي،فلن أوقظ أجراس الدّقائق التي تتسلّق عقارب وقتي...تُميتني الوحدة دونك، فتستنجد الرّوح بابتهالِ الفجر إشراقة شمس،تُخلقُ حنينًا في عينٍ لا ترى إلا إياكولا تُفرغ اشتياق المقل إلاّ لك...سَــ أصعد على مسرحِ الشّوق لأتوسّل زفراتكَ الـ تُشاركني الرّئة،ألاّ تأخذ حقائبك، وترحل، فقد كرهتُ طُرق الفراق حتّى مزّقتهافلا تدعها تُشاطرني روحك..لا تفعل ذلك، كي لا يتمطّى الأسى حَنجرة الصّباح،فتُخرِس تغاريدَ النّغم الـ تدنو من أُذني،كلّما رددتُ اسمك...العصافيرُ تُغنّيأُنشودة عزف قُرب شُباك الحُلم تيمُنًا بك،فأحتفلُ بك مع اشتياقات تشتعلُ في قلبي...وجودكَ بي، يُشبه تمامًا التصاق هلالين...أصبحا قمرًا،فدعني أتلذّذُ بك....طويلاً....!طويييييلا!
بقلم: إسراء ضعيّـــف