الثلاثاء ٢٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٠
بقلم سعيد مقدم أبو شروق

شركة قصب السكر

غسل مسحاته بماء جدول مزرعته ورفعه على كتفه ثم قال مثبطا عزيمة الشباب:

ما سر عداوتكم لشركة قصب السكر؟! دعوها تنتج، لعلنا نحصل على سهم من إنتاجاتها بحكم المجاورة.

قالوا معاتبين:

يا عم، سمها شركة الغصب وليس القصب. ألم تر أنها غصبت أراضينا وسوف تضطرنا للمهاجرة إلى البلد؟!

ثم هل حصلت على حصتك من النفط حتى يعطوك سهما من إنتاج هذه الشركة؟! أم أن النفط لا يستخرج من أراضينا؟!

قال وهو يزيل الطين الذي علق برجليه من أرضه:

نحن نتربص أحد النفعين، إن لم نحصل على سهم من السكر، فسوف ينخفض ودون أي شك سعره في الأهواز انخفاضا عظيما حيث يصبح بسعر (التوله)!

ردوا عليه محذرين:

ما هذه البساطة يا عم؟! هذا مشروع استيطاني. ألا ترى أنهم بدأوا ببناء مستوطنة شيرين شهر؟! أم أنك تظن أنهم بنوها لك ولأولادك وأحفادك؟!

اليوم كان الشيخ البسيط ذاك، واقفا في طابور مياه الشرب، عندما رآني دمعت عيناه فقال:

كنتم محقين إذ توجستم شرا من مشروع قصب السكر المشؤوم قبل عقدين، وتوقعتم الكارثة التي حلت بنا فعلا.

سألته في رفق: وهل علمت بتغيير مجرى كارون وسرقة مياهه؟

قال وهو يتنهد: نعم، الآن عرفت كل شيء، وانكشفت لي جميع تلك الخطط الخبيثة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى