الأحد ٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٨

شهادات وتاريخ ورؤى، في الثقافة والسياسة والحياة

على مدى أزيد من خمسة عقود، ومنذ عام 1966 تحديدا، شيئ لي، او شئت، ان اكون في خضم الاحداث العراقية، في مجالات الاعلام والثقافة والسياسة، والنشاط الوطني العام، في العراق وخارجه. مرات في الصحافة واخرى في التنظيمات الديمقراطية النقابية، وما بينهما في الأطر الحزبية وعداها..

وبسبب ذلـك وهذا، تنوعت المشاركات والمهمات، وتعددت الأشكــال وتوسعت المديات، التي ستبينها - ولو بايجاز - الصفحات التالية، في هذا الجزء الأول، وما ستليها من صفحات في الجزء الثاني الذي آمل ان لا تطول فترى اتمامه وطبعه وتوزيعه ..

لقد كانت النيّة ان يكون الكتاب هذا واحداً، لا بجزأين. ثم أستقر الرأي على تقسيمه لكي لا تكون صفحاته وما فيها – وما علّيها طبعاً!- ثقيلة على من سيهتم به.. دعوا عنكم اسباباً أخرى ليس ضرورياً الاشارة، اليها هنا على الأقل ...

وبرغم أن الكتاب معرّفٌ من عنوانه، فلا ضيّر ان أوضح هنا بأنه جمع متجانس حيناً، ومتفارق حينا آخر، مما لا يجعل منه سيرةً أو ذكريات تقليدية. فمرة هناك آراء، وثانية مواقف، وما بينها ما أسميته "ضفاف ذكريات".. الى جانب بعض همسات شعرية، وأنسانية وغيرها مما يمكن احتسابه محطات أستراحة من ثقل ورتابة السرد والتفاصيل..

أما ملحق الصور ذو المئة صورة وصورة، فهو على ما أزعم، مؤلف آخر بحد ذاته يوثق وقائع وشهادات وعلاقات، في التاريخ والجغرافيا، وأحداثاً لها أرتباط وثيق بالصفحات المكتوبة، وتفاصيلها بهذا القدر أو ذلك. ولقد تم أختيارها من بين نحو الف صورة وصورة، وعسى ان يكون لجمعٍ آخر منها فصلٌ مناسب لها في الجزء اللاحق، الموعود من هذا الكتاب..

ولأن السطور السابقات أعلاه ليست تقديم وحسب، بل واشارات ايضا، كما يوضح العنوان، فدعوني أنوه الى الجهد الباذخ الذي تحملته ذات الروح الماسية، والآنامل الذهبية: نسرين وصفي طاهر، التي ما برحت تجهد منذ نصف قرن في تحمل ما لا يطاق تحمله مني: مزاجاً و"دلعــاً" ودلالاً وعنادا، وحتى "صبوات مهــر" برغم مشارف السبعين التي تلاحقني في هذه الفترة التي كتبت عنها مُوجِزاً قبل ايام:

يا للخريفيّنِ، ويلٌ من ظلامهما، في غربةِ الروحِ، أو في وحشةِ الزمنِ
يا للشقييّـنِ كم جاءا بمنعطفٍ، يهوي الى القاعِ، أو يسمو الى المزنِ

... والأشارة الثانية التي أريد التوقف عندها، فهي التنويه الى ما قد يرصده القارئ في خطأ طباعي هنا، أو آخر غيره هناك، في صفحات الكتاب، فأقول معللاً – أو محترزاً !: ان متطلبات التنضيد والطباعة جاءت في العاصمة التشيكية براغ، والتي تكاد أن تخلو من المتخصصين في مجالي التدقيق اللغوي والطباعي وغيرهما من إحتياجات النشر ..

وأخر الاشارات – الثالثة - فهي التوضيح بأني لم أقم بأية إضافة أ تعديل على المواد المنشورة في متن الصفحات التالية، والتي كان عدد غير قليل منها قد نُشر في فترات سابقة.

وأستدرك فأقول سوى في حالة أو أثنتيّن. وبمعنى ان جميعها كُتبت في التواريخ المبينة عليها، وفي ذلك تقصد للتوثيق، تاركاً للزمن أن يشهد على صوابها أو خطلها، ويا له من شاهد عزوف عن الرياء، كما أردد دائماً..

ختاما اليكم صفحات الكتاب، بينّة، بلا تكلفٍ أو مبالغات – كما أزعم من جديد - متمثلاً ببيت شعر للجواهري الخالد، والأمثلة تضرب ولا تقاس:

خيّـرُ الشفاعةِ لي بأني كاشفٌ حـرَّ الضميرِ، وقائلٌ: هذا أنـا

مقدمة الجزء الاول لكتاب رواء الجصاني، الجديد، المعنون "شهادات وتاريخ ورؤى، في الثقافة والسياسة والحياة" صدر ووزع هذا الاسبوع عن دار "بابيلون" للثقافة والنشر، في براغ، ويوزع حاليا في اوربا، وقريبا في بغداد، وهو بمئتين وثمان واربعين صفحة من القطع المتوسط.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى