السبت ١٥ أيار (مايو) ٢٠١٠

صبحي فحماوي يصور العشق الكنعاني في رواية!

على هامش الندوة النقدية لرواية (قصة عشق كنعانية)، والتي عقدت مؤخراً في رابطة الكتاب الأردنيين، وتحدث فيها كل من النقاد، الدكتور حسين جمعة والدكتور مصلح النجار، وأدارها الدكتور أحمد العرود من جامعة جرش، والروائي صبحي فحماوي هو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو اتحاد الكتاب العرب، وعضو اتحاد كتاب مصر، وعضو نادي القصة المصري، وهو مهندس حدائق، وعضو الجمعية الأمريكية لمهندسي الحدائق.

وصبحي فحماوي له خمس روايات هي: (عذبة) - دار الفارابي – بيروت 2005. (طبعة ثانية) اتحاد الكتاب العرب-(طبعة ثالثة) (الحب في زمن العولمة) روايات الهلال- القاهرة-2006. وصدرت الطبعة الثانية عن دار الفارابي- بيروت 2008، ترجمت هذه الطبعة إلى اللغة الإسبانية. (حرمتان ومحرم) روايات الهلال- القاهرة-2007. (قصة عشق كنعانية) دار الفارابي- بيروت-2009- (الإسكندرية 2050) دار الفارابي – بيروت- 2009.

وله خمس مجموعات قصص هي: (موسم الحصاد.) عمان 1987. (رجل غير قابل للتعقيد) 1997. (صبايا في العشرينات)مدبولي الصغير- القاهرة 2006. (الرجل المومياء) دار الفارابي– بيروت2006. مثل الفنان السوري ياسر العظمة بعض قصصها في لوحات(مرايا). (فلفل حار) قبل الطبع. وله عدة مسرحيات منها: (حاتم الطائي المومياء)2009،(شخصيات مستنسخة)2010

وعن ماهية رواية (قصة عشق كنعانية) قال:

إنها قصة حب الأمير الكنعاني دانيال للأميرة الجميلة إيزابيل، (ذكر دانيال أنه كلما مر تاجراً من هناك، ليشتري خمور بيتسان المميزة، كان يذهب فيسبح في برك ينابيعها الساحرة، وبالصدفة التقى إيزابيل هناك ذات مرّة، فسحره قدها الجميل، وحديثها الذي يجلب الفرح، وذكاؤها الذي ينير الدروب، وأخلاقها المؤدبة، إذ لا تتصرف إلا بما يليق بأميرة فاضلة. وكثيراً ما جلسا يتحادثان تحت شجر التين الوارف الظلال، ثم سبحا تحت الشلالات الفضية الساقطة على جسديهما، فتعرف عليها عن كثب بتلك المناسبات، وعرفت منه أنه ابن العال، ملك غزة، فتطورت علاقتهما.

وبناء على دعوتها صارا يجلسان تحت ظلال عروش الياسمين، عند البحيرة الصغيرة التي تتوسط حقولهم، ثم صار يخرج معها من حقل أبيها المحتوي على كروم فريدة من نوعها في كل سهول يزرعئيل، والفائض ببحيرات صغيرة ساحرة، متدفقة لتروي تلك الكروم، ثم تنساب من هناك لترفد مجرى نهر الأردن.

وذكر لأبيه أنه راح يرافقها في رحلات إلى بحيرة الجليل المتلألئة بمياهها العذبة، وكانا يصعدان على ظهري حصانيهما، إلى مرتفعات الجولان ليجمعا ثمار الجوز البري من هناك. . كانت الثمار تفترش الأرض تحت أشجاره، وكانا يبتهجان بالتقاطه، وتعبئة خرجي حصانيهما بأيديهما، دون الاعتماد على الحراس المرافقين لهما من بعيد.

وكان دانيال ينتشي بعبق الأجمات ويعشق الأغصان الخضراء في الجبال، والتي تمد له أذرعها وكأنها تناجيه بالعناق. . كان الصمغ العسلي يخضب جذوع الأشجار، والأغصان المتهدلة تتدلى كجدائل العذارى المتأرجحة بالركض وراء الريح، وهن يغنين للفراشات. كان الجو ملوناً بالمتعة والفرح.

وكانا أحياناً يصعدان إلى سفوح جبل حرمون الأبيض الرأس، ولو أنهما لم يصلا إلى قمته الشاهقة الارتفاع، والمكسوة بالثلوج صيفاً وشتاءً. وكانا يأكلان في المناطق المرتفعة ثماراً برية شهيّة، لا توجد إلا في تلك المرتفعات، اسمها تفاح. . ومثل قمة جبل حرمون، صار حبهما شامخاً، ومثل نصاعة بياض الثلج، كان حبهما طاهراً ونقياً، ذلك لأنه راودها ذات مرة عن نفسها، فقالت له إنها تحبه على مذهب الربة الطاهرة عناة، وليس على مذهب عشتار، البغي المقدسة.)

وقال صبحي فحماوي: ولكن قبل أن يبدأ الأمير رحلته مع أبيه "العال" ملك غزّة لخطبتها من أبيها ملك بيت سان، يكتشف أن إيزابيل هي أخته وابنة أمه، فيُصدم بهذا العشق المحرم، ويتجه قلبه بعدها ليعشق الأميرة فرح ابنة سالم، ملك أورسالم. . . تلك هي حبكة الرواية، وهي مخطوطة كنعانية اكتشفها شابٌ باحث آثار، اسمه عمر، استطاع أن يحفر في تاريخه المُسكت، فيكتشف لنا في كهف عناة الكرملي- المتوج بالكنعانيات النافرات النهود، كقطوف عنب النبيذ الناضجة- هذه المخطوطات الكنعانية المذهلة، والتي قرأها علينا في رواية أرجو أن تكون قد أدهشتكم أحداثها، وأمتعتكم غراميات الأمير دانيال ورفاقه.

والرواية تصور زراعة الكنعانيين وصناعتهم وتجارتهم التي وصلت إلى الشواطىء الغربية لبحر الظلمات، وبينت علاقات فئات الشعب الكنعاني من حماة شمالاً وحتى الأمازيغ الكنعانيين في المغرب مع بعضهم البعض من جهة، ومع ملوكهم من جهة أخرى، وما يتجلى من آلهة كنعانية بإرادة (إل)، أول إله توحيد عبده الكنعانيون، وأطاعوا زوجتَه الربة عشيرة. . وتفاعلوا مع أبنائه؛ الرب بعل إله الخصب والعطاء، يقابله موت، رب الفناء، وعناة ربة الطهر، والتي تختلف عنها الربة عشتار البغي المقدسة. .

وأضاف صبحي فحماوي قائلاً: هذه المخطوطات التي رواها عمر في (قصة عشق كنعانية)، صورت لنا حيوات الناس في مرتفعات الخليل وأورسالم، وفي منخفضات ريحا وبيت سان، وعلى سواحل بحر سوريا الكبير في أوغاريت وجبيل وبيروت وصيدا وعكا وغزة، وكيفية نزول سفينة شوح المصنوعة في ميناء جبيل على جبل الكرمل، واستعادة الحياة من هناك، من جديد!
وعقب فحماوي على الرواية قائلاً: إن عناة وعشتار قد انتقلت فكرتاهما إلى الغرب الإغريقي الروماني فظهرتا عندهم على شكلي أفروديت وفينوس، وإن الحضارة الكنعانية صبغت الغرب الأوروبي بصبغتها الأرجوانية، فتجد أن كل اسم ينتهي ب(ال) إله الكنعانيين هو ذو أصل كنعاني، ومتأثر بتلك الحضارة مثل اسم (أخيل) بطل حرب طروادة في الياذة هوميروس، واسم بلاد (الغال) ومرسيل(فرنسا) و(برتن) بريطانيا من الربة الكنعانية بيروت، وكان الغربيون يأخذون معهم تماثيل الآلهة الكنعانية إلى بلادهم ليتبركوا بها، ومن بعدها نشأت عندهم عبادة الأوثان. .

وعن الرواية العربية في الأردن يرى صبحي فحماوي أنها تتطور بشكل جميل وتنتشر عربياً وعالمياً، إذ تظهر في الأردن كل شهر تقريباً رواية جديدة تستحق القراءة والتمعن فيها، وليس بالضرورة حصول الرواية على جائزة لنسرع في البحث عنها، فكثير من الروايات الجميلة بقيت بلا جوائز، ولكن الجائزة الكبرى للرواية هي مدى قراءة القراء لها، ومدى إدهاشها لهم، وذلك بفتحها أبواباً جديدة وغير تقليدية، ومدى استمتاعهم بها، واستفادتهم منها. .

وعن إمكانية تحويل الرواية إلى عمل درامي يرى صبحي فحماوي أن لقراءة الرواية متعة فريدة من نوعها، وهي متعة الخيال المجنح، ومشاركة القارىء للكاتب وذلك بالتخيل كما يراه القارىء، ولا يفرض عليه من قبل التلفاز، والقارىء هنا فنان، لأنه شريك في العمل الروائي، وأما مشاهدتها في التلفاز ففيها متعة الألوان والتصوير الحي، والانتشار السريع بما فيه من توصيل أفكار المؤلف لأكبر عدد من المشاهدين، وبالتالي مزيد من الشهرة.

ولكن تحويل الرواية إلى عمل درامي هو بمثابة نور على نور، شريطة الالتزام بروح الرواية، وأن لا يقوم المخرج بإخراج المؤلف من روايته. .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى