الاثنين ١٧ آذار (مارس) ٢٠٢٥
بقلم سلوى أبو مدين

صديقة بحجم وطن

صديقتي الغالية،

حتى هذه اللحظة التي وصلني خبر رحيلك لا زلت في حالة اضطراب نفسي وجسدي .

أشعر بعجز الكلمات أكثر من أي وقت مضى!

تمنيت أن استيقظ وأجد منك رسالة تسأل فيها عني كعادتك

أو ربما تكون كذبة نسيان!

لكن لم يحدث.

رحلت بصمت وتركت، وراءك ذكريات لا تُنسى وأحزان لا تُشفى.
أمسكت هاتفي وبدأت اقرأ رسائلك بنهم مرة ومرات وأبكي، والصور لا تغادرني،

دعاؤك حنانك، خوفك علي أجنحة حارسة لجناحي وخطواتي، لطول غربتي يا صفاء.

أنت صديقتي، التي لم التقي بها إلا في الصغر. ولا أنسى تلك المكالمة التي طلبت مني أن نجتمع ، لكن الظروف حالت دون ذلك.

كانت كلماتك نجوم أضاءت الليل المعتم.

وصوتك الهاديء وضحتك الرائعة التي أزاحت الكثير.

صديقتي:

أنت قطرة مطر صافية في دنيا الوحل.

رغم أيامنا القليلة لكنها حملت في طياتها أزهار بيضاء وحب ناصع.

كيف أنساك وقد أخبرني ابنك بأنك أوصيته عني؟

يا لصفاؤك الشاسع، حقا أنت صديقة بحجم السماء.

رحلت ورحل الدفء معك، وتركتِ في قلبي حبًا وحزنا، وذكرى لا تُنسى.

صديقتي الحاضرة ستظلين في قلبي وفي ذاكرتي إلى الأبد.

عزائي أنك تمنيت أن تلقي ربك في أطهر بقاع الأرض، وكان لك ذلك.

أحسن الله عزاءنا جميعا وتغمد الغالية صفاء بواسع رحمته وأمطر عليها من شآبيب رضوانه.

أحر التعازي لأسرتها الكريمة وهم بالتالي أسرتي.

إنا لله وإنا إليه راجعون.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى