

ظلام ُالصبحِ ، وصبحُ الظلام
(ظلام الصبح)شبحٌ أراهُ ولا يرانيعن يميني يرصدُ الأخطاءَ،والعثراتِ يحفظها قريني عن شمالي، لا يباليأين يلقي وجهه، فلربما يُلقيه فوقَ النارِ،أو من فوقِ مرتفعٍ - ويكفيهِ اقترابي من مطاياهُ -وقد يُلقيهِ فوقَ جناحِ فاتنةٍ، تفح الحب عن بعدٍوترخي شعرها كسفاً لقرص الشمسِكي يفدَ المساءُ. وفي المساءِرأيتُه يمشي أمامي، كان يجتذبُ البقاءَمن انبزاغِ الغيمِ عن قمرٍ توارى بالشتاء،الضوءُ مأكلُه ومشربُه :لكي يبقى على قيد الهباءِ،وكلما اشتعل استزادَ به انخماداً وانطفاءْ.يعيش موتاً غامقاً أو خافتاً، متفاوت الدرجاتمن أعلى السوادِ إلى انحدارِ في الرمادِومنه ما رسم الضلالُ على رقاعِ الوهمِوالدَّجلِ المحنَّطِ في النهارِ الفظِّ. ظلييا ابن أمي، من تراه بنا أنا ؟!مالي أراك إذن تصر على البقاء بجانبيأخذتكَ من ضوءِ الكهاربِ عزةٌ بالإثمِلكنَّ الحديدَ تفلُُّه ذاتُ الحديدِوسوف لن أنصاعَ "كي يقع الشبيهُ على الشبيهِفلا أراكَ ولا تراني" بيد أنيسوف أُطفئ لونَك الممجوج منه،لكي أراني أوحداً في وحدتيولكي أرى الأصليَّ فيَّ مع الظلامِ الدامسِ(صبح الظلام)إن ناشئة الظلام أشد وطئا،وهي أقوم في ائتلاف القلب مع لفظ اللسانكأن في أحداقها روحي تطن كنحلةتمتص منها نورها لتبث شهدا صافيالا فارضاً أو بكرَ بل فكراً عوان.أنا أرى في حلكةِ الظلماتِ أشياءكأنَّ الضوء عني كان يحجبهاأراني دونما ظلٍ أنوءُ بحملهوبلا مرايا كنت أخدعها،أرى المطبوعَ لا المصنوعَ فيَّأرى الشفافيَّ النقيَّ الخامَ، في جنحِ الظلامِتجولُ أفكاري ويمخرُ ذهني الفياضُ ذاكرةَ التأملفي تباريج الزمان، أرى "المعرِّي" يكتفي من صيد خاطرهولا يحتاج حتى يطفئ الأضواء إلا أن ينام،أرى "ابن ذبيانَ"، النبوغُ يخون حدس الشاعري بهفيأمن مكر شيطان الكلام،وفي الظلام تطير نفسي مثل أسراب القطاوتصير أعذب من ترانيم الكمان.
إحدى القصائد المشاركة في مسابقة ديوان العرب الرابعة للشعر الحر عام 2007