فَـرَحْ
تستيقظُ من نومكَ وكأنّكَ تملكُ الفجرَ بيديكَ، وتبتسمُ.. تسافر إليكَ كلّ صباحاتِ الدّنيا، وتطلع الشمس ملء دفئكَ وقتَ شتاء، أو تستديرَ ملءَ عينيكَ حيثُ تتأملُ هذا الأصفرَ الذهبي كلهبِ نارٍ تعرفه.. تُدَندِنُ كلّ تراتيلِ العشقِ في محيطكَ الحيويّ وأنتَ من يعزفُ..
تعيش لحظتك كما تبدو، كما أنتَ.. تستمتعُ بالتفاصيل التي ما غابتْ عنكَ وتزيدها من شغفكَ روحاً أخرى، تنتشي كما ينبغي وكما تريد النشوةُ أن تكون، أنتَ وحدكَ من يدري في هذي الدنيا الغريبة، أنتَ من يتحكّمُ.. لأنّك ترغبُ..
تنشرُ خلاصةَ الياسمينِ في أجسادٍ تريدُها، تعبرُ معكَ جسوراً بنيتَها من الدّمِ الخالصِ وتخترقُ..تصبّ على جسدكَ ماءً من المتوسّط يشتعلُ، وتصرخ يا ابن ذاتك ها نحن.. أو لا أحد.
كلّ هذا اللهبِ الكاملِ كاف لإشعالِ عواصمَ جوعٍ وقهرٍ مكبوتٍ في الرّوحِ.. ويختنقُ، وتجتمع دونك كل كائنات الأرض على فرح قدّرته.. وتنتصرُ.
تنطفيء شفتاك على فرحٍ أعرفه ويعرفه كلّ أطفال الدنيا..
هذا فرح بوعزيزيّ لا ينتهي.