الثلاثاء ٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم حسن أمين رعد

فِي المقهى

حيرانَةَ ترنو سَارِحَةً
والجَفْنُ تلألأَ في سِحْرٍ
يخلو مِنْ عِطْرٍ فَوَّاحٍ
من شَهْدٍ صافٍ مِنْ عسلٍ
والثَّغْرُ يُدَنْدِنُ أُغْنِيَةً
مُذْ كانتْ جالسةً، عيني
لَمْ أشعرْ بالوقتِ الماضي
لَمْ تَأْخُذْ كَأْساً تَشْرَبُها
ويقيناً لو شَاءَتْ.. أَمَرَتْ
لكنَّ الحلوةَ راقيةٌ
وبلفتةِ طَرْفٍ آسِرَةٍ
لَمَحَتْنِي أَنْظُرُ مَفْتُوناً
وبِغمزةِ عينٍ ساحرةٍ
وتحرَّكَ فِي قلبِي وَلَهٌ
وعزمتُ ألبّي من فوري
فَرَشَفْتُ سُلافَةَ تَهْيَامي
أسرعتُ الخَطْوَ تلاحقُنِي
وجلستُ مقابلَ مقعَدِها
لكنَّ الخيبةَ طالتْنِي
هَزَّتْ كَتِفِي بأناملِها
وبِمُرْهَفِ صَوتٍ خَاطَبَنِي:

وبِخِصْلَةِ شَعْرٍ تتلهّى
والفِكْرُ يغرِّدُ .. والمقهى
إلاّ عِطْرَ الخَدِّ الأشهى
مِنْ خَمْرٍ لا تأتِي منها
وضِيَاءُ السِّحْرِ عَلا الوَجْهَا
تتأمَّلُ بالوجهِ الأبهى
فأمامي فاتنةٌ وَلْهَى
أو تَطْلُبْ أشياءً تُطْهَى
وللبَّاها مَنْ تَتَشَهَّى
تأبَى أنْ تَأْمُرَ أو تَنْهَى
لَمَحَتْنِي أَجْلُسُ فِي المقهى
وبعينِي نُوْرٌ.. لا أزهى
سألتنِي أنْ أقربَ منها
وجفونِي نَادَتْنِي: صِلْها
فالدّعوةُ صادرةٌ عَنْها
وهُيَامِي خَمْرٌ بل أشهى
نَظَرَاتُ أَبَالِسَةٍ بلهى
لأقابلَها وجها وجها
فيدُ السّاقِي كانتْ أدهى
لتُبَعِّدَنِي طوعاً عَنْهَا:
وبمرهفِ صوتٍ خاطبني:
"إستيقظْ أقفلنا المقهى"

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى