الأحد ٩ حزيران (يونيو) ٢٠٢٤
بقلم حسن لمين

قصص قصيرة جدا

اللقاء

على ضوء خافتٍ، في مقهى هادئ، جلس شابان يتناولان القهوة. نظراتٌ خجولةٌ تتلاقى، ابتساماتٌ خفيفةٌ ترتسم على الشفاه. كلماتٌ قليلةٌ تُحاكي مشاعرَ دفينة، مشاعرٌ لم تُعبر عنها الألسنة من قبل.

في تلك اللحظات، وُلد شعورٌ جديدٌ، شعورٌ غامضٌ ومُبهم، شعورٌ يُسمى "الحب".

النافذة

في غرفة مظلمة، يجلس رجلٌ عجوزٌ على كرسي هزازٍ بجانب النافذة. ينظرُ إلى الخارج، حيثُ أمطارٌ غزيرةٌ تهطلُ على المدينة. يتذكرُ ذكرياتٍ قديمة، ذكرياتٍ جميلةٍ مع زوجته الراحلة.

يبتسمُ العجوزُ، دمعةٌ تنزلُ على خده. يهمسُ بصوتٍ خافتٍ: "أحبّكِ يا حبيبتي، حتى بعد كلّ هذه السنوات.

الظلّ

في كهفٍ مظلمٍ، يمشي مستكشفٌ حذرًا. يضيءُ طريقهُ بمصباحٍ قديمٍ، ظلالٌ غريبةٌ تتحرّكُ على الجدران. وفجأةً، يسمعُ صوتًا غريبًا، صوتًا يُشبهُ همسًا.

يتوقفُ المستكشفُ عن المشي، خوفٌ يسيطرُ عليه. ثم ينظرُ حولهُ، لكنّه لا يرى شيئًا.

أكمل طريقهُ ببطءٍ، وقلبهُ يخفقُ بقوةٍ. فجأةً، يظهرُ ظلٌّ ضخمٌ أمامه.

يصرخ المستكشفُ ويسقط المصباح على الأرض، فيصبحُ المكانُ مظلمًا تمامًا.

يحاول المستكشفُ النهوضَ، لكنّه يشعرُ بيدٍ باردةٍ تُمسكُ بكتفه.

يصرخ المستكشفُ من جديد، لكن لا أحدَ يسمعُه. أغلق عينيهِ وينتظر مصيره.

الأمنية

في ليلةٍ مقمرةٍ، تمنى طفلٌ صغيرٌأن يُصبحَ رائدَ فضاءٍ. فكُبُرَ وصارَ رائدَ فضاءٍ حقيقيًا، وسافرَ بين النجومِ، حاملًا معهُ أحلامَ طفولته.

الصرصور المغامر

في ليلةٍ مظلمةٍ، خرجَ صرصورٌ صغيرٌ من جحرهِ لاستكشافِ العالم. سارَعبرَالعشبِ الطويلِ، متجاوزًا العقباتِ ومُواجهًا المخاطرَ. فجأةً، وجدَ الصرصورُ نفسهُ أمامَ حفرةٍ عميقةٍ فتوقفَ للحظةٍ، ثمّ قفزَ بكلّ قوّتهِ. سقطَ في الحفرةِ، لكنّه لم يُصبْ بأذى.

نظرَ الصرصورُ إلى الأعلى، فرأى ضوءًا ساطعًا. ثم تسلّقَ جدرانَ الحفرةِ حتى وصلَ إلى الضوءِ فاكتشفَ أنّه قد وصلَ إلى سطحِ منزلٍ.

نظر الصرصورُ حولهُ، فرأى مدينةً كبيرةً مليئةً بالأضواءِ.ثم ابتسمَ، فقد عرفَ أنّه وجدَ مغامرةً جديدةً.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى