كابوس اليقظة
| جلسْتُ أُقلِّبُ التاريخ يومـا | سلِّي النفس من همٍ دهاهـا |
| وقد صادفْتُ في سِفـرٍ عظيمٍ | رجالاتٍ رجتْ روحي لقاها |
| ولو خُيرتُ من أمري بشـيءٍ | رجوتُ الله أن أقفـو خطاها |
| رجالٌ سطّروا التاريخ فخـراً | ودانوا الشمس في عالي سماها |
| وصاغوا المجـد من علمٍ ودينٍ | وصانوا النفس إذ صانوا حياها |
| وما ذلّـوا لمسـخٍ أو لعلـجٍ | وما هانوا وما أحنوا الجباهـا |
| لهم من سالف الأيام ذكـرٌ | وأمجـادٌ تحيّي من بنـاهـا |
| فرحـتُ أطير من هذا لهـذا | وكلٌ كان من نفسي هواهـا |
| سباني من معاليهـم رحيـقٌ | كنحلٍ بين زهرٍ قد زهاهـا |
| فمنهـم عـالمٌ في كلّ فـنٍ | ومنهـم قائمُ يحمي حماهـا |
| ومنهـم قانتٌ لله يسـعى | يروم الخلدَ أن يجني جناهـا |
| وحين أفقت من حلمٍ زهاني | وعدتُ لعيشةٍ أهوى سواها |
| وذقتُ مرارةً في إثر عـزٍ | كمن ينحطُّ من عالي رباهـا |
| تمنيت الفراق لفرط قهـري | وصار الموت من نفسي مناها |
| فيا ذا المنّة اغفـر لي ذنـوبي | وهب يا خالقي نفسي رجاها |
