الاثنين ٦ آب (أغسطس) ٢٠١٨
عملية تهريب الخوذ البيضاء
بقلم محمد أحمد الروسان

كرد فعل لعملية أطمة الأخيرة في شمال ادلب

كارتلات الحكم في الفدرالية الروسية تدرك جيداً، أنّ أي تصعيدات عسكرية قادمة في منطقة الشرق الأوسط، من شأنها وأثرها أن يعقّد ويصعّب من استخدامات وتوظيفات وتوليفات لورقة اللعب الرابحة التي تمتلكها، والمتمثلة تموضعاً في مركز المصالحة الروسي في الداخل السوري. والروس يدركون أنّ السلاح الأهم هو سلاح الحوار والوساطة والضمانات الروسية، وليس الغارات الجوية وحدها بجانب الفعل العسكري والمخابراتي الآخر، وان كان الأخير سهّل وليّن من قساوة رؤوس البعض وآعادها الى حجمها الطبيعي، فكان لأستراتيجيات المصالحة التي انتهجتها دمشق وموسكو بجانب الفعل العسكري والمخابراتي، الأثر الكبير في عودة جلّ ديكتاتورية الجغرافيا السورية، حيث لم يتبقى سوى الشمال السوري والعمل جار على تحريره، ان بالبوط العسكري، وان بالمصالحات، وكذا الحال سيكون في جل شرق نهر الفرات، حيث التنف السوري المحتل والتواجد العسكري الأمريكي هناك.(التنف السوري المحتل، مثلث استراتيجي أردني سوري عراقي، عقدة مواصلات جغرافية تربط بلاد الشام ببعضها، وتربطها بالعراق وكذا بايران)لذلك الأمريكي ما زال يتمسك بذلك. انّ طاولة العودة الى الحوار والمفاوضات، كاستراتيجية روسية وسورية من شأنها أن تتيح البحث عن موائمات وميكانيزميات محددة وشاملة من خلال الحوار، ان في المسألة السورية، وان في المسألة الأوكرانية، بجانب فكرة وعقيدة روسية تتموضع: في أن لا تجعل خصمك ينتصر في قضايا الخلافات، في حين خصوم موسكو يريدون الأنتصار عليها، وباعتقادي هذا مستحيل كون كلا الخصمين قوى نووية عملاقة، ولكن الأمريكان يفتقدون للسلاح الأهم في المسألة السورية وهو سلاح الحوار والمفاوضات كعامل شامل ذو أثر، ووحدهم الروس من يملكه، لذلك الطريق نحو طاولة المفاوضات مسار وحيد في الصراع الأمريكي الروسي كقوى نووية ومعهما الصين وكوريا الشمالية وايران. الروسي السياسي والذي يتخذ السياسة مهنة له، يعلم تماماً أنّ الأنتصار على العدو أي عدو ليس غاية في حد ذاته، وانما الغاية تكمن أن تجعل عدوك يرغب في مشاركتك الحياة بتعبيراتها المختلفة، وهذا جعل الفدرالية الروسية عظيمة، حيث قدرتها الدائمة على البحث عن المصالح المشتركة والحلول المرضية لجميع الأطراف، وعبر مروحة طاولة حوار التسويات السياسية. بالمقابل الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت متمسكة باستراتيجية ادارة الأزمة في سورية، للحصول على مكاسب سياسية، عبر السياسة أحياناً وعبر دعم داعش أحياناً أخرى، وهي في النهاية ما لم تحصل عليه في الميدان العسكري وعلى الميدان، لن تحصل عليه عبر السياسة، هذه استراتيجية سورية روسية ايرانية مسنودةً من قبل الصيني. ونلحظ أنّ جيوب تنظيم داعش المتبقية لا زالت تنطلق في هجماتها ضد مواقع الجيش العربي السوري والمدن السورية من آماكن تتواجد فيها هذه القوّات الأمريكية الغازية، والوجود العسكري الأمريكي في سورية غير شرعي، والوسيلة الوحيدة لشرعنة بقائه هو التعاون المباشر مع حكومة دمشق ومع الروس وفي ملف هام الآن وهو عودة اللاجئين السوريين المتواجدون خارج الجغرافيا السورية الى وطنهم، مع اعادة النازحين السوريين، المتواجدون داخل الجغرافيا السورية أيضاً الى آماكن سكناهم في الداخل السوري. انّ المعضلة بل العقدة في هذا الملف الأنساني تكمن في أنّه: لا يوجد تعاون بين الجيش الأمريكي والروسي حتّى اللحظة بسبب قانون أقرّه الكونغرس عام 2014 م بسبب ضم موسكو لجزيرة القرم عبر استفتاء شرعي، والبنتاغون يرفض التعاون مع وزارة الدفاع الروسية في سورية وساحات أخرى، الاّ اذا صدر قرار سياسي من واشنطن دي سي. والتنسيق الوحيد الأوحد هو بين تحالف البرغر كنج والماكدولندز ما يسمى بالتحالف الدولي خارج قرارات الشرعية الدولية والذي تقوده أمريكا ينسّق مع موسكو عبر خط ساخن للتأكد من عدم وجود وقوع أي اشتباكات بينهما أثناء عملهما في الداخل السوري. حيث عدم التعاون بين الجيشين الروسي والأمريكي في الداخل السوري تحديداً يعود الى سلّة أسباب عديدة تتمثل تموضعاً في التالي:

الأمريكان لا يريدون الأعتراف للروس في دور دولي متصاعد لهم، ويريدون معاقبة موسكو كونها أفشلت مشروعهم القائم على تقسيم وتفكيك الدولة السورية، وبالتالي أي تعاون يعني أنّ روسيّا انتصرت في هذه المواجهة مع أمريكا وان كانت مواجهة غير مباشرة. كذلك تسعى أمريكا الى التمترس عودةً الى أيديولوجية القطب الواحد الأوحد، مع ابقاء الأوضاع غير مستقرة في سورية عبر سيطرتها على التنف السوري ومناطق شرق نهر الفرات ومخيم الركبان، حيث مجاميع الأرهاب الداعشي انطلقت من هناك مسنودةً بمجاميع الأرهاب في التنف في استهداف أهلنا الدروز العرب القوميون في السويداء، عبر المذبحة التي جرت وتحت أعين الأمريكان وبمباركتهم وحلفائهم. واشنطن دي سي لا تريد عودة اللاجئين الى سورية، لأنّ عودتهم تعني عودة الأستقرار الى سورية، وهذا ما لا تريده أمريكا، لذلك أتفهم قول وزير الخارجية الأردني السيّد أيمن الصفدي أننا لن نضغط على أي لاجىء سوري للعودة، وكان عليه أن يردفها بقول آخر ليحدث التوازن لقوله هنا ..أنّ عمّان لن تمنع أي لاجيء سوري من العودة الى وطنه(كما نلحظ أن هناك العشرات من اللاجئين السوريين صاروا يعودون – وخوفنا هنا من الضغوط الأمريكية والتي تمارس على عمّان في أن لا تتفاعل ايجابيا مع عودتهم)لكن كون التساوق والتماهي أردنيّاً غير واضح هنا وملحوظاً في هذا الملف – ما هو ملحوظ هو عدم الوضوح، ولا يحتاج الى ايضاحات أخرى من قبلي. الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أنّ الأستقرار والسلام في سورية ليس في مصلحتها، وبالتالي عودة اللاجئين سيسحب ورقة سياسية هامة من يد واشنطن والدول التي تاجرت بهؤلاء، وهنا ستنتهي عمليات الأبتزاز السياسي والأمني بشكل كامل، وترى واشنطن أنّ هؤلاء اللاجئين سيشكلون لاحقاً قوّة بشرية وازنة وذات أثر كمعول بناء في عمليات اعادة الأعمار في الداخل السوري، حيث أمريكا وحلفائها وارهابها دمّرت البنى التحتية للدولة الوطنية السورية، وهذا ما لا تريده واشنطن له أن يمضي وتعود سورية أقوى مما كانت، خدمةً للكيان الصهيوني وحلفاء الأخير من بعض عرب وبعض مسلمين في الأطار الرسمي لا الشعبوي. بجانب كل ما ذكر ثمة سبب آخر وجيه يكمن في عدم التعاون بين الجيش الروسي والأمريكي في المسألة السورية، أنّ هناك منظمات دولية غير حكومية وبعضها حكومي رسمي تدعمها واشنطن، وهي تمارس الضغط على القيادة السورية والنسق السياسي السوري، وهنا في حال عودة اللاجئين السوريين سينتهي دور هذه المنظمات وتنتهي أعمال ضغط هذه المنظمات على القيادة الوطنية السورية. ومنذ دخول الأمريكان بطريقة غير مشروعة سوريا بالمعنى العسكري والوجود العملياتي بحجة ارهاب داعش ومكافحته، لم ينحسر هذا التنظيم الأرهابي أو يضعف، بل ازداد قوّةً وهذا دليل أنّها دخلت لتحمي داعش وتوفر له الحماية فهو وليدها، ولكن بعد الدخول العسكري الروسي بطلب من دمشق، انحسر نفوذ داعش وجبهة النصرة، وها هو يكاد يتلاشى نهائياً أو أنّه بالأحرى تلاشى سوى من تلك المناطق التي يسيطر عليها الأمريكي وحلفائه كجيوب جغرافية عفنه متقيحة. انّ تهريب ما تسمى بمنظمة الخوذ البيضاء، جاء بعد عملية نوعية لجهاز الأستخبارات السوري في خطوط ما وراء العدو، جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام لا ضير ولا خلاف في الأسم والفعل في ادلب، وتحديداً في أطمة شمال ادلب، قادت الى أسر البعض وقتل أربعة ضباط مخابرات موسادية اسرائيلية، حيث ذهبت تنسيقيات المجاميع الأرهابية في ادلب قبل يومين من عملية تهريب الخوذ البضاء حيث اشترك الأردن في العملية مع كل أسف وحزن وحسرة وغضب الحليم، حيث قالت هذه التنسيقيات ونشرت على أنّه تم تفجير معمل يحوي غاز الكلور ومواد أخرى في أطمة شمال ادلب، والحقيقة أن تلك كانت عملية استخباراتية معقدة لجهاز المخابرات الجوية السوري، وبالتنسيق مع الروسي وعناصر من حزب الله وايران. وهذا ما أكّده مؤخراً ضابط مخابرات بريطاني من الأم أي سكس تقاعد حديثاً وأمسك عن ذكر اسمه، وقاطعنا معلوماته مع تقرير نشرته المخابرات الألمانية مؤخراً يتحدث عن أنّ عملية أطمة في شمال ادلب كانت نتاج وفعل وعمل ومفاعيل وتفاعلات العيون السورية والتي تخترق جدارات التنظيمات الأرهابية في ادلب وسيما جبهة النصرة.
وفي ظل هذا الأستعصاء السياسي في سورية حتّى اللحظة، ودور المتغير الأمني لحلف الناتو، المراد له أن يكون داعماً(للتحالف الأستراتيجي في الشرق الأوسط – بديلا لأسم الناتو العربي)الذي يسعى الى تأسيسه دونالد ترامب من دول الخليج وباقي دول ما تسمى بالأعتدال العربي وأسميها أنا دول الأعتلال العربي لمواجهة ايران، خاصةً وأنّ بعض ساحات دول الجوار السوري صارت في مرمى التغيير، وبعيداً عن مسألة من يدير الآخر، طهران تدير دمشق أم دمشق تدير طهران، ان لجهة العلاقات الثنائية الشاملة بالمعنى الرأسي والعرضي، وان لجهة الملفات الأقليمية المختلفة وملف حزب الله اللبناني وملف الصراع العربي الأسرائيلي ككل، فانّ البوّابة الدمشقية للجمهورية الأسلامية الأيرانية، تشكل محور اهتمام العالم ومراكز بحثه وعصفه الذهني وأجهزة أمنه المختلفة والمتعددة، ومنها أجهزة شبكات المخابرات الأسرائيلية المتنوعة، وكذلك شبكات المخابرات الأمريكية في اطار المجمّع الفدرالي الأمني الأمريكي، حيث الأخير ما هو الاّ بمثابة صدى عميق ودائم للمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي وحكومته الأثوقراطية الخفية، حيث الأخيرة بمثابة(الفلك أسد)لجنين الحكومة الأممية (ملتقى المتنورين) من اتباع الصهاينة اليهود والصهاينة العرب والصهاينة المسيحيين. أضف الى ذلك اهتمامات متنوعة لشبكات المخابرات الغربية الأوروبية، كل ذلك بسبب الدور المركزي الهام الذي ظلّت ومازالت تلعبه سوريا بنسقها السياسي وديكتاتورية جغرافيتها، بالرغم من الحرب الكونية العالمية عليها، في ضبط وتشكيل وتشكل التوازنات الجيو – سياسية الشرق الأوسطية والدولية، وكدولة اقليمية ذات أدوار حيوية في مجالاتها الحيوية، وفي توجيه مفاعيل وتفاعلات متغيرات الصراع العربي – الأسرائيلي، بكافة مكوناته وملفات قضاياه الأساسية، حيث اختصره البعض منّا مع كل أسف وحصرة من بعض القادة العرب الى النزاع الفلسطيني – الأسرائيلي، والفرق في ذلك واضح كالشمس، هو فرق بين الثرى على الأرض والثريا في السماء الدنيا. كذلك أدوار دمشق في توجيه مفاعيل، متغيرات الشعور القومي العربي وبكافة مكوناته، وملفات قضاياه المتعلقة بالعمل العربي المشترك، وبناءات الهوية القومية العربية من جديد وتقاطعاتها، مع بناءات الهوية الأسلامية، كذلك الدور السوري الواضح، في توجيه متغيرات ردع النفوذ الأجنبي على المنطقة، بأشكال استعمارية تستسيغها الأذن العربية، وتحت عناوين الديمقراطيات، وحقوق الأنسان والحريّة، والحاكميات الرشيدة ... الخ، وما زالت تقوم بتوجيه متغيرات ردع هذا النفوذ الأجنبي ومنذ بدء حدثها الأحتجاجي السياسي. انّ شبكات المخابرات المختلفة لمحور واشنطن – تل أبيب ومن ارتبط به من العربان، وباقي الحلفاء الغربيين الأوروبيين، تركز على عامل فهم تأثير العامل السوري، ان لجهة اخراج دمشق من دائرة الصراع العربي – الأسرائيلي عبر الحدث الأحتجاجي السياسي السوري، لأنهاء هذا الصراع والى الأبد، وان لجهة اخراج سوريا من دائرة الشعور القومي العربي، لأنهاء المشروع القومي النهضوي العربي، وهو شرط موضوعي لتفكيك تماسك المنطقة العربية، وتحويلها الى كيانات مفككة، يمكن اخضاعها بكل سهولة للنفوذ الأسرا- أمريكي بمساعدة الحركة الوهابية، حيث الأخيرة تعد أكثر خطورة من الصهيونية العالمية على سلامة العقيدة الأسلامية وسلامة العلاقة مع الخالق الله تعالى، كل ذلك من أجل ضبط تأثير العامل السوري ليصار الى انهائه لاحقاً، أو على الأقل اضعافه ونسقه السياسي، ثم تحييد دوره بشكل مؤقت، ليتاح لاحقاً السيطرة عليه. انّ سياسة العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، لجهة المنطقة العربية بساحاتها القطرية المختلفة، ومنذ ما يسمى بربيع الثورة التونسية والمصرية تحديداً تمتاز بفعل مشترك مزدوج، فنجد حكومة الولايات المتحدة الأمريكية قد ركبت على حصان الحراك الشعبي العربي وعملت وتعمل على توظيفه، لصالحها ومصالحها في المنطقة، فهي كما تقول ماكينات اعلامها المختلفة، وبعض من اعلام بعض الساحات السياسية المتحالف معها، أنّ واشنطن تسعى الى نشر الديمقراطيات المفتوحة، وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة، وتؤيد الملكيات الدستورية المقيدة في المنطقة العربية، باعتبار الأخيرة نوع من الديمقراطيات. الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في العالم والمنطقة، يسعون بجد وثبات الى تغيير وتبديل، أنظمة الحكم التي تشكل( سلّة) من العوائق والمعطيات، والتي من شأنها اعاقة انفاذ السياسة الأمريكية والأوروبية في المنطقة والعالم، حيث الأستبدال بوجوه جديدة مستحدثة، فيها سمات السياسات الأمريكية والأوروبية الخارجية، ويقود ذلك الى جعل تلك الأنظمة الجديدة، ذات الوجوه المستحدثة أو المستنسخة، تحت سيطرة وانفاذ الرؤية الأمريكية والأوروبية. كما أنّها بعمليات الأستبدال هذه، والأحلالات بآخرين موالين لواشنطن والغرب، يتم ضمان السيطرة الأمريكية – الغربية، على النفط والثروات الطبيعية في البلدان العربية، مع التمتع بنفوذ كبير وعميق على المواقع الأستراتيجية وممرات المياه المختلفة، وما شهدته وتشهده الساحات السياسية العربية، ان لجهة الضعيفة منها، وان لجهة القويّة على حد سواء، في مصر، تونس، ليبيا، اليمن، سوريا، وما يتم التحظير له في المستقبل لبعض الساحات العربية الأخرى، عبر المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي لجعلها ساحات حلول، لمخرجات حلول متعددة، كل ذلك بمثابة وصفة سياسية اجتماعية أمنية محكمة، لأضعاف تلك الأنظمة الحاكمة هناك، ومن شأن تداعيات الحراكات الشعبوية فيها، أن تؤسس لخارطة طريق أمريكية لأستبدالها، خاصة مع ازدياد عدد القتلى والجرحى، وبشكل دراماتيكي يومي ودائم، وتصعيدات للعمليات الأجرامية المتعددة الأطراف الخارجية، والمتقاطعة مع ما هو في الداخل القطري( بضم حرف القاف وتسكين حرف الطا) لساحات الأحتجاجات السياسية المختلفة. وقطرنا الأردني ونسقه السياسي ومؤسساته المختلفة في عين العاصفة الصامته وفي ذهن BILDERBURG ذراع المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، فماذا بالنسبة للفولاذه الداخلية والعناية الفائقة بمى تبقى من الطبقة الوسطى من قبل صاحب القرار، ليصار الى الأستمرار والحياة والحفاظ على المكتسبات لكافة المكونات، حيث الطبقة الوسطى بمثابة عامل التوازن الذي يحافظ على الصراع الطبقي داخل ديمغرافية المجتمع الأردني، ان لجهة السكّان وان لجهة الجغرافيا. ولا بدّ من الأشارة الى نقطة مركزية حيوية، لجهة ما يجري من حراك شعبي، هو أنّ المعارضات العربية بشكل عام، ليس لديها برامج محددة لأنقاذ الأوضاع الجارية والخروج من الأزمات، بل على العكس تماماً، نجدها تلك المعارضات المزدوجة الأهداف، تسعى الى استخدامات الأزمات كأسلوب ادارة متقدمة، لأزمة صراعها مع أنظمة الحكم التي تواجهها وتحت عناوين الفساد والأفساد وما الى ذلك. وهي بذلك قطعاً، من حيث تدري ولا تدري، وكأنّها تتساوق مع رؤية الغرب الأوروبي وواشنطن، حيال حراك الشارع العربي من مائه الى مائه، حيث الغرب وأمريكا، لا يسعون الى انفاذ سياسات الأحتواء لما يجري، ومساعدة كلا الطرفين – الأنظمة والشعوب – للوصول الى تسويات حقيقية مفصلية دائمة تجدد نفسها بنفسها، من أجل الحفاظ على استقرار الساحات، بل على عكس ذلك تماماً، وبالمطلق تتموضع بنوك الأهداف والمعطيات والأعمال والرسوم البيانية، في قياسات نبض التصعيدات، لجهة المزيد من استفحال الثورات العربية، مع توظيفاتها المتعددة كخادم ومزوّد، لتنتج الفوضى الخلاّقة وعدم الأستقرار، لبناء الملفات الأنسانية والأمنية والعسكرية، ولحماية المدنيين، وفرض مناطق حظر الطيران الجوي، وخطوط طول وعرض مصطنعة، ليصار الى تدخلات أممية عسكرية، وتحت سمع وبصر الأمم المتحدة، والتي صارت هيئة أممية منتهك عرضها وشرفها وأخلاقها، من قبل العم سام وأعوانه الأوروبيين. أدوار جديدة لحلف شمال الأطلسي ومن تحالف معه من العرب، في المسارح الإقليمية والدولية، تمّ في السابق هندسة بعضها ونفّذ، وينفذ المتبقي الآن، ويتم هندسة الآخر منها، هذا الأوان الشرق الأوسطي المتحرك، وبعد حراكات الشارع العربي، بالإضافة إلى أنّه تم وضع، عقيدة أمنية إستراتيجية جديدة للحلف، بعناصر مختلفة متعددة، لإجراءات ترتيب المسرح في المنطقة، حيث هناك تطورات جديدة، في سيناريو أدوار حلف الناتو في الشرق الأوسط، عبر متتاليات هندسية توزيع الأدوار، السياسية والدبلوماسية والمخابراتية والعسكرية. فالاتحاد الأوروبي يركز لجهة القيام بحصر جهوده، في استخدام الوسائل الدبلوماسية: السياسي والاقتصادي والمخابراتي – الدبلوماسي، بينما حلف الناتو يركز لجهة القيام، بحصر جهوده في استخدامات الوسائل العسكرية – المخابراتية، وبالفعل تم إسقاط ذلك هذا الأوان العربي على سوريا، حيث هناك سعي محموم لفرض، المزيد من العقوبات على دمشق، عبر استهداف بعض من الأطراف السورية الاعتبارية، عبر الشخوص الطبيعيين الذين يمثلونها، وهذا من شأنه أن يتيح إلى فرض المزيد من العقوبات خلال المرحلة القادمة، بعد فرملة الأندفاعات العسكرية الأمريكية لجهة دمشق، ومع محاولات حثيثة إلى تطوير العمليات السريّة لأجهزة الأستخبارات المختلفة لجهة الداخل السوري، ولجهة دواخل دول الجوار السوري، ومنها الساحة الأردنية واللبنانية. هذا وتشير المعلومات والمعطيات، إن حلف الناتو سعى ويسعى إلى استغلال وتوظيف موارد، حلفاء الناتو الشرق أوسطيين، بما فيهم بعض العربان، لصالح أهدافه التكتيكية والإستراتيجية، وذلك عبر توظيف واستخدام القدرات الإعلامية لحلفائه، لجهة القيام باستهداف خصومه، لتسخين ساحاتهم سواءً القوية أو الضعيفة، وجعل البعض منها ساحات حلول، لموضوعة مخرجات الصراع العربي – الإسرائيلي، عبر التقارير المفبركة والمنتجة، في استوديوهات غرف البروباغندا السوداء، مع توظيف قدراتهم المالية - أي الحلفاء - في تمويل، العمليات السريّة الأستخباراتية لجهة بعض الساحات السياسية العربية، كبنك أهداف لجنين الحكومة الأممية BEILDERBURG . بعبارة أخرى، إنّ الفهم المشترك هو: أن يسعى هذا الحلف إلى توظيفات واستغلال موارد حلفائه، لجهة القيام باستهداف الخصوم، والقضاء المبكر الأستباقي عليهم، قبل أن تتصاعد قدراتهم المختلفة، بما يجعلهم يشكلون خطراً حقيقياً، على الحلف وتحالفه مع الآخر بعض العرب وبعض الغرب، حيث الآخر من بعض البعضين أدوات للأول. وتقول المعلومات، إنّ شبكات المخابرات البحثية للحلف، بحثت مؤخراً متغير الدور الأمني الخاص بحلف الناتو، في منطقة الشرق الأوسط بعد الثورات الشعبية العربية، وبعد الأستعصاء على التغيير في سورية من زاوية الغرب وحلفه العسكري، بسبب تماسك الدولة الوطنية السورية بنسقها السياسي وشعبها وتماسك الجيش العربي السوري ومؤسساته الأمنية والأستخباراتية وتماسك الموقف الروسي والصيني والأيراني وتماسك جل دول البريكس ازاء الموقف من سورية وحدثها، وعلى أساس عدد من الاعتبارات المتنوعة المذهبيات، والتي تجمع بين مفاهيم المدرسة الإستراتيجية – الاقتصادية، والمدرسة العسكرية – السياسية، والمدرسة المخابراتية – الدبلوماسية، مع ضرورة تقديم المبررات المهمة، لجهة التأكيد لاعتماد حلف الناتو، للقيام بمهام حفظ الأمن والاستقرار، وحماية مصالح الأعضاء الحيوية في المنطقة، ومن تحالف معهم من الدول الأخرى – دول الأدوات.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى