لأنك تشبه شيئاً منها.. حب من طراز خاص
شعورٌ صعب لا يمكن وصفه ..ذلك الذي انتابه عندما تخيل أنه فقدت البصر للحظة من الزمن، كيف ستكون الحياة؟ في ثنايا هذه اللحظة التخيلية فقد عمله ووظيفته وراتبه .. اكتست زهور الربيع بالسواد .. وتوشحت وجوه الأحبة بالظلام .. ولأول مرة يتلاقى الشرق والغرب .. والقريب والبعيد .. والطويل والقصير.. والأبيض والأسود .. والجميل والقبيح .. والغني والفقير.. والبحر والصخر.. والقاسم المشترك بين هذه المتقابلات هو أن جميعها لم تعد في مجال رؤيته.
لم يعد بإمكانه مجرد القراءة بمفرده، ولا حتى كتابة ما يريد في الوقت الذي يريد، الآن أصبح مجرد ذهابه إلى المسجد أوالمكتبة يحتاج إلى مساعد .. كم سيصبح ثقيلاً على الآخرين، ويله إن خرج من البيت بمفرده .. سيقف طويلاً تحت لهيب الشمس المحرقة في انتظار (ابن حلال) يأخذ يده ليعبر به الطريق، أستطيع القول نيابة عنه أنه من الآن فصاعداً: "أصبح لكل شيئٍ حسابات أخرى"!.
لم يعد بوسعه أن يرى ابتسامة أمه مرة ثانية، ولن يرى ملامح وجهها الذي تحكي تفاصيله قصة كفاحها مع الزمن، ولن يمكنه مشاهدة شبيه البدر الذي يحتل وجه والده عندما يراه...
الآن .. وفي هذه اللحظة لم يعد مسموحاً له أن يرى خيوط الشمس وهي تعانق جدران حجرته ولن يرى أناملها الدافئة تداعب خدود النائمين لتدفعهم إلى النهوض والخروج إليها لتصحبهم في رحلتهم اليومية وتودعهم عند الغروب لتلتقيهم في شروقٍ جديد... أما هو فلا شروق .. ولا غروب ..سوادٌ حالك وظلام مطبق .. سجن متحرك يأخذه معه أينما ذهب...!
في هذه اللحظة فقد رؤية أجمل ما في الوجود، حبيبة عمره وريحانة حياته (زوجته)، نعم .. لن يراها بعد الآن، فقد حيل بينه وبين إبحاره المعتاد في عينيها المكتحلة بالسواد ، ياللعجب! أصبح الآن سر عذابه هو أجمل شيئ في ملامحها، إنه السواد الذي يزين رموشها ويتربع على عرش جمال عينيها، أصبح هذا السواد هو سر عذابه، لعله أصبر على ما أصابه، لأن أمر المؤمن كله له خير، ولأنه كما كان يقول لي في كل مرة أزوره أن عزاءه في تحمل هذا السواد أنه يذكره بسوادٍ تكتحل به رموشها ويتربع في وسط عينيها، كان يقول أيها السواد: أنت تشبه رموشها، وسوادك يزين حدقة عينيها، لذا سأتحملك .. بل .. سأحبك .. نعم سأحبك .. فقط لأنك: "تُشبه شيئاً منها".
شعورٌ صعب لا يمكن وصفه ..ذلك الذي انتابه عندما تخيل أنه فقدت البصر للحظة من الزمن، كيف ستكون الحياة؟ في ثنايا هذه اللحظة التخيلية فقد عمله ووظيفته وراتبه .. اكتست زهور الربيع بالسواد .. وتوشحت وجوه الأحبة بالظلام .. ولأول مرة يتلاقى الشرق والغرب .. والقريب والبعيد .. والطويل والقصير.. والأبيض والأسود .. والجميل والقبيح .. والغني والفقير.. والبحر والصخر.. والقاسم المشترك بين هذه المتقابلات هو أن جميعها لم تعد في مجال رؤيته.
لم يعد بإمكانه مجرد القراءة بمفرده، ولا حتى كتابة ما يريد في الوقت الذي يريد، الآن أصبح مجرد ذهابه إلى المسجد أوالمكتبة يحتاج إلى مساعد .. كم سيصبح ثقيلاً على الآخرين، ويله إن خرج من البيت بمفرده .. سيقف طويلاً تحت لهيب الشمس المحرقة في انتظار (ابن حلال) يأخذ يده ليعبر به الطريق، أستطيع القول نيابة عنه أنه من الآن فصاعداً: "أصبح لكل شيئٍ حسابات أخرى"!.
لم يعد بوسعه أن يرى ابتسامة أمه مرة ثانية، ولن يرى ملامح وجهها الذي تحكي تفاصيله قصة كفاحها مع الزمن، ولن يمكنه مشاهدة شبيه البدر الذي يحتل وجه والده عندما يراه...
الآن .. وفي هذه اللحظة لم يعد مسموحاً له أن يرى خيوط الشمس وهي تعانق جدران حجرته ولن يرى أناملها الدافئة تداعب خدود النائمين لتدفعهم إلى النهوض والخروج إليها لتصحبهم في رحلتهم اليومية وتودعهم عند الغروب لتلتقيهم في شروقٍ جديد... أما هو فلا شروق .. ولا غروب ..سوادٌ حالك وظلام مطبق .. سجن متحرك يأخذه معه أينما ذهب...!
في هذه اللحظة فقد رؤية أجمل ما في الوجود، حبيبة عمره وريحانة حياته (زوجته)، نعم .. لن يراها بعد الآن، فقد حيل بينه وبين إبحاره المعتاد في عينيها المكتحلة بالسواد ، ياللعجب! أصبح الآن سر عذابه هو أجمل شيئ في ملامحها، إنه السواد الذي يزين رموشها ويتربع على عرش جمال عينيها، أصبح هذا السواد هو سر عذابه، لعله أصبر على ما أصابه، لأن أمر المؤمن كله له خير، ولأنه كما كان يقول لي في كل مرة أزوره أن عزاءه في تحمل هذا السواد أنه يذكره بسوادٍ تكتحل به رموشها ويتربع في وسط عينيها، كان يقول أيها السواد: أنت تشبه رموشها، وسوادك يزين حدقة عينيها، لذا سأتحملك .. بل .. سأحبك .. نعم سأحبك .. فقط لأنك: "تُشبه شيئاً منها".