للصبر حدود

الصبر له منزلة عظيمة في الأديان السماوية والسنة النبوية وأيضا تناول الفن الصبر ولكن عندما يتجاوز الغير يكون الفيضان كمال قال الشاعر البكستاني محمد إقبال (لابد للمكبوت من فيضان) ولكن نتوقف مع درة غنائية كلثومية وهى أغنية للصبر حدود فبعد أن كتبها الشاعر عبد الوهاب محمد أعطتها كوكب الشرق أم كلثوم للموسيقار محمد الموجي ليلحنها واتفقت معه أن ينتهي من اللحن خلال شهر واحد فقط ومضت الفترة ولم ينته من اللحن فأقامت ضده دعوى في المحكمة.

وقف محمد الموجي أمام القاضي الذي سأله : لماذا لم تنه اللحن في الميعاد المحدد؟ فرد الموسيقار محمد الموجي: أحكم على بالتلحين.

فقال له القاضي: حكمنا عليك بالتلحين.

ثم رد الموجي قائلا: نفذ الحكم.

فقال له القاضي: كيف؟

قال له محمد الموجي: افتح رأسي وأخرج اللحن.

ثم قال محمد الموجي: أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئا فتخرج لحنا على التو واللحظة إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت كاف حتى يخرج اللحن إلى النور وأم كلثوم ليست مطربة عادية.

فقال القاضي: عندك حق يا موجى سأحفظ القضية وأنت حر مع أم كلثوم.

ذهب الموسيقار محمد الموجي إلى أم كلثوم يعاتبها لأنه دخل المحكمة بسببها فقالت أم كلثوم: ماهو للصبر حدود يا محمد وكلما بحثت عنك لم أجدك فأخبرني ماذا أفعل غير ذلك فالوقت ليس في صالحي.. يوم تذهب إلى عبد الحليم ويوم تكون لدى صباح أو شادية أو فايزة فاحترك معاك .. فضحك الاثنان وتم الصلح.

لكنهما اختلفا مرة أخرى على لحن الكوبليه الأخير (متصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيا ومليت) لكن هذه المرة لم يتراجع محمد الموجي ولم يغير اللحن وترك العود في صالون أم كلثوم ومضى غاضبا واعتكف في منزله ورفض أن يتحدث مع أحد إلى أن طلبت أم كلثوم من الحفناوى وعبده صالح أن يذهبا إليه ويقنعاه بالعودة إليها لتناقشه وهناك اتفقوا على أن تغني اللحن كما هو وفي عام 1964 غنت أم كلثوم أغنية للصبر حدود كلمات عبد الوهاب محمد ولحن محمد الموجي ونجحت الأغنية نجاحا منقطع النظير.