الثلاثاء ٣٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢١
بقلم حسن عبادي

لماذا لا أرى الأبيض؟

عُقدت في مقر رابطة الكتاب الأردنيين في عمان ندوة أخرى من ندوات أسرى يكتبون، عبر تطبيق زوم، وذلك يوم السبت الموافق 27/11/2021، وقد تناولت الندوة كتاب "لماذا لا أرى الأبيض؟" للكاتب الأسير راتب حريبات.

تولى إدارة الندوة الكاتب الأردني محمد عارف مشّة، حيث عرّف بالكاتب راتب حريبات وبكتابه.

وأما المداخلة الرئيسية فكانت قراءة نقدية للأسير المحرّر أمير مخّول (الذي زامل راتب في الأسر مدّة طويلة) ووصف الكتاب بوثيقة هامّة من شاهد عيان، وقال أنّ الأسرى ليس مرضى بل أصيبوا خلال الأسر ولم تٌضمّد جراحهم بعد نتاج الإهمال الطبّي المتعمّد، والشهادات حقيقيّة تصوّر واقع مرير مُهمّش وهناك ضرورة لترجمته للغات أجنبيّة وترجمة ما جاء فيه إلى لغة الفعل والممارسة وتعلو منه صرخة لتحمّل المسئوليّة وأشار إلى ضرورة تصليح الأخطاء النحويّة واللغويّة والطباعة في الطبعة القادمة.

تلته القاصة والإعلامية رانية الجعبري بمداخلة تناولت الناحية الأدبيّة والسياسيّة للكتاب، فالمناضل لا تنتهي مهمّته ساعة الأسر بل هي مستمرّة مع تغيير دور المقاوم، وتحدّثت عن جماليّة اللغة والقدرة التصويريّة للكاتب وتعهّدت بتنقيح وتحرير كتابات الأسرى.

وتلتها مداخلة للأديبة خالدية أبو جبل (ألقاها نيابة عنها عريف الندوة) بعنوان "ست عشرة حكاية أسر وألم".
أما كلمة الأسير فألقاها نيابة عنه علي محمد حريبات (ابن شقيقه) وجاء فيها: "هذا الكتاب ليس إلا بعض من معاناة أسرانا المرضى ويتحدث عن احتياجاتهم ومشاكلهم سواء الطبية أم النفسية داخل قلاع الاسر وصعوبة الحياة داخل أسوار السجن وما يدل الكتاب ان الاحتلال يمارس اشد العقوبات على الأسرى المرضى ويدعي انهم برعاية صحيحة كاملة ولا يعترف بأي شكل من أشكال معانتهم... المستشفى الذي يعالج فيه أسرانا لا يفرق عن السجن بشيء ويقدم به خدمات صحية بسيطة... من رحم معانات أسرانا البواسل ولدت قامات الشهامة التي لا تطيق الضيم ولا تستمرئ العيش في ظل القهر والاستعباد؛ إنهم الأسرى في سجون الاحتلال؛ هم نمور تمردت على الترويض .. هم جبال استعصت على الانحناء.. هم عطر القضية".

وتحدّثت الأسيرة المحرّرة عبير عودة بدورها عن تجربتها الاعتقالية والإهمال الطبي.

وشاركت في الندوة كذلك الأديبة أسمهان خلايلة بمداخلة جاء فيها: "عنوان ذكي، نصوص مبكية، كيف خطرت بباله فكرة العنوان، إبداع شديد التأثير"، والناشطة الثقافيّة جمانة العتبة والأديبة سحر أبو زينة.

وفي النهاية كانت كلمة المحامي الحيفاوي حسن عبادي الذي شكر بدوره، باسمه وباسم الحركة الأسيرة، القائمين على هذه المبادرة، تحدّث عن المؤتمر السابع للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين (مدينة مالمو/السويد 11-12/12/2021)، وقرأ "وصيّة" الأسير المرحوم كمال ابو وعر (أحد ضحايا مسلخ سجن الرملة): "إنّ أقسى أنواع الموت هو هذا الموت الذي لا صوت له، لا أحد يسمعه، يظل مدفوناً خلف الجدران، يندثر في الصدى والنسيان، فلا تكونوا أيها الناس مشاركين في هذا الصمت، حنجرتي مخنوقة ولكن الموت يتكلم، من يصغي ويحرك أوتار حنجرتي ويسمعني الآن. إكتب بحبرك عني وعبّر.. فزنزانتي خرساء صامتةٌ كالقبر، اكتب ولا تخف فأنت حر.. أما أنا أسيرٌ أتجرّع المر"!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى