الثلاثاء ٢٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٠

ما الذي قصده نيتشه بعبارة: مات الله، ونحن قتلناه

محمد كريم إبراهيم

هناك العديد من الاتهامات من قبل الخبراء والمثقفين ضد الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه بكونه ملحد ومعادي للأديان وناصر للعلم على الإيمان. الجملة التي يستدلون بها هي من كتابه (العلم الجذل) على لسان شخصية "رجل مجنون" يحمل مصباحاً ويبحث عن الله في الشوارع والأسواق، ويقول بعد رفض الناس الاستماع إليه: مات الله. و الله يبقى ميتاً. ونحن قتلناه.

لم يصرح نيتشه بوضوح عن دينه، بالرغم من ترعرعه ككاثوليكي مسيحي، لعله بسبب الشحنات السلبية الدينية التي تواجدت في القرن التاسع عشر الذي عاش فيه. فكان هناك بعض المتدينين المتطرفين الذين كانوا يهاجمون الشخصيات المعروفة والمشهورة، ويهدمون سمعتهم ويطردونهم من وظائفهم.

على أي حال، لم يقصد نيتشه موت الله حرفياً، ما أراد أن ينقله من هذه العبارة هو أن أخلاقيات الدين والأنظمة الدينية من الكنائس والقساوسة وقوتها انتهت بسبب العلم وتطوراته التي بدلت الإيمان باليقين عند العقل البشري. عصر التنوير أسقطت دور الدين في تنظيم المجتمع وتكوين طبقات دينية قوية فيه، وكذلك أسقطت دوره في السياسة والتدخل بشؤون الدولة.

لم تعد حياة البشرية في عصره منظماً حسب ما تقتضيه الأديان، بل أتجه جميع الناس في تنظيم حياتهم على أساس العلم والدراسات وما ينصحه العلماء. مما أدى إلى انهيار الأخلاقيات الدينية وسلوكيات الروتينية من الصلاة والذهاب إلى الكنائس وغيرهم. هذا ما كرهه نيتشه وما كان يريد أن يستهدفه في كتابه (العلم الجذل).

لم يأتي العلم بنظام بديل للدين، بل جاء بالفوضى والعشوائية، وفسر كل شيء عن طريق تطور الكائنات والسيكولوجيا والأحياء والكيمياء والفيزياء، انتهى عنده التزام الإنسان بمسؤولياته وتحَرر من أخلاقياته. السياسة أصبحت بلا هدف بدون الدين، بل نحن فقدنا المعنى العابر للأحاسيس من دون الدين، ليست هناك قيمة من وجودنا من دون الدين.

لنكن منصفين لفلسفة نيتشه، فهو كره الدين المسيحي لا شك في ذلك، لأنه رأى بأن هذا الدين يشغل الإنسان عن الحياة بالآخرة، ويبعده عن مرغبات الدنيا، ويجعله خاملاً كسولاً في هذه الحياة لا ينتظر فيها سوى الموت والانتقال إلى عالم آخر ميتافيزيقي. لذلك أراد أن يستبدل الدين المسيحي بدين آخر (زرادشتية)، التي هي أقل دعوةً للآخرة وأكثر تفاعلاً مع الحياة الطبيعية. فهو من ناحية, كان ممتن للعلم بإسقاط الدين، ولكن من ناحية أخرى بغض العلم لخلقه فراغاً أخلاقيا ومعنوياً.

ما عليك أن تعرفه عن نيتشه هو أنه قدم المشاعر على المنطق. بل حارب المنطق بكل ما أوتي من قوة، حارب سقراط وتعاليمه، حارب عقلاء أثينا، حارب كل العلماء الذين كانوا يقولون بأن المنطق والعلم والتفكير هو ما يعطي للحياة معنى وقيمة، والذين قالوا أن العلم هو المذهب الوحيد للبشر لأتباعه من أجل الخلاص. أراد نيتشه أن يعيش كل إنسان بطبيعته وبتهوراته وبمشاعره الموروثة، وليس أن يعيش وفق منطق أو مذهب معين ما يمنعه من التعبير عن طبيعته ورغباته وحاجاته البشرية.

لذلك السبب، نحن قتلنا الله ودينه، أنا وأنت، بعلومنا ومنطقنا. العلم قتل الميتافزيقيا، عالم الأحاسيس غلب عالم الخيال والغير المحسوس. لقد رفضنا قوانين الإلهية وأخلاقيات دينية، و فسرناها جميعاً كمجرد أساطير، خالية من الأدلة والمنطق. أنتهى عصر الآلهة وأديانهم، وسقطت الطبقة الدينية التي كانت تنظم حياة البشرية وحضارته لمدة 7000 سنة.

نحن الآن في عصر العلوم والمنطق والبراهين. لكن تلك العلوم الإلحادية العدمية جردت حياتنا من القيم الأخلاقية، مما أدى إلى انحلال الأفراد والمجتمع، وأدى إلى الفردية بدل من أن يتوحد البشر وينظم تحت فكرة معينة، وأدى إلى تبرير الحروب والقتل والسرقة لأغراض مادية بحتة. لقد كره نيتشه ذلك.

أراد نيتشه تنظيمات الدين وأخلاقياته التي تنظم المجتمع وتصقله وتوحده ثم تعطيه قيم ومعاني وأهداف في الحياة الدنيا. لكنه رفض جانب من الدين الذي كان يدعو إلى ترك الحياة وملذاتها، والتي كانت ميتافيزيقية مجردة من الأحاسيس والمشاعر، وهو السبب نفسه لرفضه جانب من العلم الذي يدعو إلى المنطق المجرد والابتعاد عن الانسانية والشخصنة واللجوء إلى العقل وتقديمه على المشاعر في شتى مجالات الحياة. فالعلم المفرط كالدين الذي يبعد الإنسان عن نفسه ويغتربه عن طبيعته ووراثته وتلقائيته.

لذا، هذه الجملة لا تحمل معنى حرفي، ما كان يقصده نيتشه بموت الله وقتل البشرية له هو انهيار الدين وانحلال الأخلاق وسقوط نظام الذي كان يرتب المجتمع في السابق بسبب تقدم العلوم والتقنيات. المقصد الآخر من الجملة هو البحث عن نظام آخر بدلاً من الأديان لترتيب المجتمع وابقائه نظامياً وأخلاقياً.

محمد كريم إبراهيم

مشاركة منتدى

  • قيل الكثير بشان قضية موت الالاه عند نيتشه فاحتار المفسرون في المغزى الدي كان يرمي اليه نيتشه من خلال هده المقولة الشهيرة تساءل البعض اد الموت يقتضي وجود حياة قبل الموت وهدا اعتراف ضمني للوجود الالاهي ثم هناك فريق يقول بان نيتشه ينكر وجود الالاه
    بيد ان ان المنطلق الدي ينطلق منه نيتشه لاينظر من زاوية المتفلسف الانطولوجي الدي يبحث في الماورائيات عن الحقيقة ولعل ما يدل على الطرح هو ان نيتشه نجده في احد كتبه لااتدكر بالضبط الكتاب الدي يقول فيه لااطرح اسئلة غبية مثل الاسئلة الميتافيزقية التي كان يطرحها الفلاسفة الكلاسيكيين حول الاللاه والموت والروح والبعث الخ
    يبدو ان الحديث عن الالاه من منظور نيتشه مقرون بالاخلاق ففي القرن التاسع عشر قرن قيام الدولة القومية وظهور الحداثة التي اصبحت العقيدة الجديدة التي غزت كل الميادين الاجتماعية واصبح الانسان يحتكم الى المعايير الاقتصادية والاحتماعية لا الى التفسيرات الماوراءية فالقيم الحداثية المستوحاة من الفلسفة المادية كالعقلانية والحرية هي العملة الصعبة المتداولة في العصر الدي عرفه نيتشه
    فللقول بموت الالاه لم يكن الا التقاط الصورة ان صح التعبير لدالك الواقع المزامن لحياة نيتشه ولما كان نيتشه ابن عصره ولم يكن سوى المراة التي تعكس دالك الحو الثقافي
    من المعلوم ان نيتشه كان يكن عداء للمسييحة لم يسبق له نظير اد كرس كل حهده مستخدما سلاح العقل لمحاربتها والتصدي لها في كل مناسبة اتيحت له للتقليل من شانها ودحضها ولما لم تكن المسيحي من منظور نيتشه لا تتماشى مع قيم الحياة الارضية بحيث تدعو التضحية باحاسيس ومشاعر الحياة الانساني بل تعوق السعادة الانسانية الحقة اعتبرها قيمها عدمية ومن تم فموت الالاه الدي يصدر قيم مثل القيم المسيحية لابد من قتله ودفنه حتى يفتح المجال للمبادرة للبحث عن قيم اخلاقية جديدة تضخ دم جديد وتبعت حياة جديدة مغايرة لتلك الحياة التي تنشرها الاخلاق المسيحية وهكدا فموت الالاه يعنى موت الاخلاق المسيحية وفسح المجال لاخلاق جديدة يجسدها الانسان العلوي والدي لم يكتب لينتشه الحفاظ على قواه العقلية كي يبرز ملامح دالك الانسان صاحب ارادة القوة

  • اصبح نيتشه اليوم المنبع الدي تتغدى منه كل التيارات الفكرية المعاصرة ,الكل يجد فيه ضالته فالملاحدة المؤمنين بالعلم ولاشيء غير العلم ,يجدون فيه نبيا لمعتقداتهم , بيد ان الالحاد الدي هو افتراض بعدمية وجود الالاه , ادا نظرنا اليه من زاوية الحجج المقدمة نجده في نهاية المطاف طرح كاطروحة فرضية الايمان,فالادلة من كلا الفريقين لايمكن بحال تبرز ادلة قطعية , عقلانية ,يقينية مائة بالمائة, وهكدا فالصراع كان ولازال وسيبقى الى ان يرث الله الأرض ومن عليها
    يمكن القول ان المعركة بين انصار الايمان و انصارالالحاد لايمكن الحسم فيها, ومن تم الشك يبقى سيد الموقف ,فلانسان حر اما ان يراهن على الاخرة,الرهان على المستقبل المابعد الموت ,كما فعل باسكال, او عدم الرهان ,بحيث ان عالم الغيب عند اهل الدين والميتافزيقي عند الفلاسفة,عالم ااشيء في داته, يبقى مجهول عنا وغريب عنا ولا يمكن سبراغواره او التكهن على اسراره كما صرح به الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط
    فالغرب اقصى الله من ساحة المبارة ,من منظور تاريخي له مبرراته, اد نظر الى المسيحية ونتائجها فحكم عليها بالافلاس , وحاول ان يعمم هدا الاقصاء على جميع شعوب العالم ,معتبرا ان العقل هو الالاه الجديد والصنم الدي يجب عبادته ,الا ان التاريخ شيء والحقيقة الجوهرية شيء ثاني كما قال هيجل, وعلى أي لايمكن بحال اسقاط تجربة الغرب بكل حمولتها, على تجارب الشعوب الأخرى خاصة ان ظاهرة الحداثة لا تزال في سن المراهقة , لم يمر التاريخ طويلا لنرى هل تصمد امام الهزات التاريخية ليعود العود الابدي كما قال نيتشه , فالامم وخاصة تلك التي ساهمت في الحضارة الإنسانية كالمجتمع العربي الإسلامي لابد من إعادة قراءة تاريخها ,فمن ينسى تاريخه فلا مستقبله وهكدا يجب ان ننظر الى نيتشه من زاوية الفترة التاريخية التي انتجته, ومن المواقف التي تبناها ومن تم الحكم عليه
    من هنا يبدو ان الحكم على نيتشه بالالحاد, قبل ان نتعرف الظروف والملابسات التي قولته بموت الالاه, حكم مجانب للصواب ,اد لابد من تتبع رحلته الفكرية ,والمحطات التي مر منها والوقوف عليها بتاني لفهم سياق هده المقولة, التي اصبح يرددها كل ملحد , الواقع ان المقولة حاءت في منتصف الطريق من نشاطه الفكرى ,الدي بدا باستثناء الكتاب اصل الماساة , في نهاية المرحلة الأولى ,كان نيتشه الدي سئم من الثقافة الغربية, في هده المرحلة منهمكا بالبحث في التاريخ, وتقصى الاحداث,للبحث عن النمودج الأخلاقي الدي يتماشى مع الحياة ,معتبرا ان الاخلاق المسيحية كما روجها لها اهل الدين والمتعاونين معهم من ملوك وامراء لم تمت بصلة بالواقع ,ان الدعوة الأخلاقية المسيحية وما نجم عنها من قيم تدعو الى الزهد والاعراض عن الحياة والملدات الدنيوية جعلت نيتشه يحكم عليها من منظور النمودج اليوناني الماقبل السقراطي, استعمل نيتشه كل الوسائل المتاحة للقصف على المسيحية فكان اقرب سلاح لمجابهة المسيحية ومقاومتها هو العقل, قبل ان ينقلب عليه في مرحلة لاحقة, استخدم العقل لنقد التقاليد وعادات وثقافة المسيحيين , لقد اخطا بعض الدارسون الغربيون المهتمون بالبحث ودراسة اعمال نيتشه,بالوصف الدي الصقوه إياه , وصفه بالتنويري ,أي دفاعه عن مبادئ القيم الليبراية من حرية وعقل وديمقراطية,صحيح استخدم العقل وبعض مقولات الانوار لان الخصم والعدو الأول في المرحلة الأولى مرحلة البحث والتنقيب بالمنهاج الجينيالوجي,كان هو المسيحية وثقافتها,واستعمل كل المناهج لمعارضة التيارات الليبرالية والاشتراكية والمثالية الخ ,وكما سنرى فيما بعد
    ولعل اكبر دليل على عدم ايمانه بمبادئ القيم الليبرالية,هو اكتشافه المبكر لشوبنهاور ومفهوم الإرادة, المفهوم المحوري في المرحلة الثانية, تقتضي الإرادة ان الفاعل الحق ليس العقل بل الاردة وان العقل دمية في يدها تلعب به كما تشاء,وظف بعض المقولات ضد المسيحية والمثالية التي كانت تنشدها المانيا انداك ,فانشغالها بهدم الاطروحات المسيطرة على الساحة الفكرية, جعلت يتسائل لما إرادة الحقيقة ولمالا إرادة الحياة, ولمادا كل هده التكلفة الباهضة الثمن, ان نضحي بالحياة من اجل الحقيقة,يسخر نيتشه من كل القيم التي تدعي التضحية بالمشاعر النبيلة والتي تتجلى في الزهد والاعراض عن الحياة, في سبيل الحقيقة لانعرف لاجنسها ولا شكلها , ربما قد تكون امراة او شيء فبيح,فادا كانت الحقيقة تبشر بملكوت السماء ,نحن أبناء الأرض نبشر بملكوت الأرض,
    لقب نيتشه نفسه بفيلسوف المطرقة,فكان في موقف دفاع,وكانت مواقف تتسم برد الفعل والدي يتجلى في نفي الأفكار المسيطرة وتقويضها ,يهدم الاصنام المسيحية والمعتقدات الفكرية,فالانكار والنفي وردود الفعل هي ما كان يميز النصف الأول من نشاطه الفكري, وهكدا فمقولة موت الالاه جاءت في ظرفية حاصة ,بمعنى كانت ردة فعل وليست أطروحة شغلت باله وارقته وبنى عليه اراء وأفكار فلسفية الحادية
    بدات المرحلة الأولى من نهاية سبعينيات القرن الثامن عشر وانتهت في أواسط الثماننينيات من دالك القرن,انتهى من الهدم ودخل مرحلة البناء,كان نيتشه في نصف الطريق الأول من نشاطه الفكري ,تراوده الشكوك والحيرة ,بحبث كان يعاني العزلة الفكرية ,والاحتماعية,لم يكن يثير اهتمام أي احد من المثقفين الالمان,فالتجاهل وعدم الاعتباراثر كثيرا على نفسيته,
    لكن بعد انتهاء هده المرحلة التي بدات بكتاب ((انسان مفرط في انسانيته )),استعاد نيتشه عافيته وثقفته بالنفس فتغيرت اللهجة والنبرة,في ((كتاب المعرفة المرحة )) هو اول كتاب دشن به المرحلة الثانية, الدي يعبر تعبيرا محجازيا عن الخروج من فصل الشتاء,فصل البرد القارس ,والاعاصير, والعواصف, والدخول في فصل الربيع,فصل المرح والبهجة , والقدوم على الحياة بالوانها وازهارها ,لدا يعتبر هدا الكتاب من حيث الصحة النفسية اعز الكتب المحببة اليه ,
    بدا نيتشه مشوار جديد,لم يعد يبالي بالانكار والنفي بل بالابداع والاثبات ,فراح يقوم من وجهة نظره بالبناء الصحيح والابداع الحق والخلاق,وعاد يبحث عن الحقيقة وابرز الصعوبات التي تواجه الباحث عن الحقيقة,لم يعد كما كان من قبل,يدعي ان البحث عن الحقيقة كمراهقة فكرية, وفي هدا الصدد يعاب على الفيلسوف,الفرنسي ميشيل فوكو,اهمال موقف نيتشه من الحقيقة في المرحلة الثانية, بحيث كان نيتشه في المرحلة الاولى يلصق الحقيقة بالسلطة المسيحية, فكان نقده للحقيقة من زاوية التصاقها بسلطة رجال الدين والكنيسة,الا ان فوكو التهم مفهوم(( السلطة- الحقيقة)) وشيد عليها كل ابحاثه, الا درجة ان البعض اعتقد ان ماهية الحقيقة متسلطة قهرية,
    ولعل ان نيتشه لم يعد ملحدا صرفا بل كفيلسوف تراوده الشكوك ككل الفلاسفة,دون الحسم في عدم وجود الالاه وهو الموقف الدي يتخده من ابحث عن الحقيقة هومقارنته بين باشعوب, بين الشعب الهنود الشرقيين والهنود الحمر سكان الأصليين, ان التصدي للحقيقة يجعلنا امام امرين ,اما الاستسلام يعنى الزهد عن الدنيا ودوابناهم في النرفانا او المقاومة كالهنود الحمر ضد جلاديهم, فرغم استعمال كل أدوات الترهيب والعنف والقتل ظلوا صامدين لم يستسلموا بل ينطقون في وجه المعتدين وينعتونهم باقبح الاوصاف , فان دل هدا على شيء فانما يدل على ان نيتشه ليس ملحدا كما يعتقد الكثير,

    لم يومن نيتشه بكل القيم المتواجدة بعصره, من عقلانية ومثالية ومسيحية ,واعتبر كل هده الاتجاهات اعراض مرضية ,دائها الأصل هو العدمية , يعتقد البعض ان نيتشه عدمي وهدا خطا وظلم في حق نيتشه,هل يمكن اعتبار دوستويفسكي المؤمن حتى النخاع بعدمي وهو من الأوائل من قال بالعدمية, وهو من قال لكانت الحقيقة في جهة والمسيح جهة لاصطففت بجانب المسيح.
    ويرجع تهمة العدمية , الى سوء فهم نيتشه على احسن وجه, هل من ينطق بالعدمية عدمي , هل يمكن اعتبار الطبيب الدي يشخص الامراض بمريض, بالطبع لا, فنيتشه لم يقم سوى بشخيص الامرض الثقافية المسيطرة على الساحة الثقافية, واعتبرها بامراض معدية الواجب تجنبها.
    اتهم العقلانية والمثالية والمسيحية بالعدمية, من زاوية الاختزال ,بحيث اختزلت العقلانية النفس البشرية في الانا العاقل الواعي, و اختزلت المسيحة النفس في الانا الدي يكره نفسه, واختزلت المثالية الشمولية في محاولة الانا العقلاني الدي اريد به ان يصبح الدين الجديد, دين العقل الاخلاق الدي قال به كانط.

  • اصبح نيتشه اليوم المنبع الدي تتغدى منه كل التيارات الفكرية المعاصرة ,الكل يجد فيه ضالته فالملاحدة المؤمنين بالعلم ولاشيء غير العلم ,يجدون فيه نبيا لمعتقداتهم , بيد ان الالحاد الدي هو افتراض بعدمية وجود الالاه , ادا نظرنا اليه من زاوية الحجج المقدمة نجده في نهاية المطاف طرح كاطروحة فرضية الايمان,فالادلة من كلا الفريقين لايمكن بحال تبرز ادلة قطعية , عقلانية ,يقينية مائة بالمائة, وهكدا فالصراع كان ولازال وسيبقى الى ان يرث الله الأرض ومن عليها
    يمكن القول ان المعركة بين انصار الايمان و انصارالالحاد لايمكن الحسم فيها, ومن تم الشك يبقى سيد الموقف ,فلانسان حر اما ان يراهن على الاخرة,الرهان على المستقبل المابعد الموت ,كما فعل باسكال, او عدم الرهان ,بحيث ان عالم الغيب عند اهل الدين والميتافزيقي عند الفلاسفة,عالم ااشيء في داته, يبقى مجهول عنا وغريب عنا ولا يمكن سبراغواره او التكهن على اسراره كما صرح به الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط
    فالغرب اقصى الله من ساحة المبارة ,من منظور تاريخي له مبرراته, اد نظر الى المسيحية ونتائجها فحكم عليها بالافلاس , وحاول ان يعمم هدا الاقصاء على جميع شعوب العالم ,معتبرا ان العقل هو الالاه الجديد والصنم الدي يجب عبادته ,الا ان التاريخ شيء والحقيقة الجوهرية شيء ثاني كما قال هيجل, وعلى أي لايمكن بحال اسقاط تجربة الغرب بكل حمولتها, على تجارب الشعوب الأخرى خاصة ان ظاهرة الحداثة لا تزال في سن المراهقة , لم يمر التاريخ طويلا لنرى هل تصمد امام الهزات التاريخية ليعود العود الابدي كما قال نيتشه , فالامم وخاصة تلك التي ساهمت في الحضارة الإنسانية كالمجتمع العربي الإسلامي لابد من إعادة قراءة تاريخها ,فمن ينسى تاريخه فلا مستقبله وهكدا يجب ان ننظر الى نيتشه من زاوية الفترة التاريخية التي انتجته, ومن المواقف التي تبناها ومن تم الحكم عليه
    من هنا يبدو ان الحكم على نيتشه بالالحاد, قبل ان نتعرف الظروف والملابسات التي قولته بموت الالاه, حكم مجانب للصواب ,اد لابد من تتبع رحلته الفكرية ,والمحطات التي مر منها والوقوف عليها بتاني لفهم سياق هده المقولة, التي اصبح يرددها كل ملحد , الواقع ان المقولة حاءت في منتصف الطريق من نشاطه الفكرى ,الدي بدا باستثناء الكتاب اصل الماساة , في نهاية المرحلة الأولى ,كان نيتشه الدي سئم من الثقافة الغربية, في هده المرحلة منهمكا بالبحث في التاريخ, وتقصى الاحداث,للبحث عن النمودج الأخلاقي الدي يتماشى مع الحياة ,معتبرا ان الاخلاق المسيحية كما روجها لها اهل الدين والمتعاونين معهم من ملوك وامراء لم تمت بصلة بالواقع ,ان الدعوة الأخلاقية المسيحية وما نجم عنها من قيم تدعو الى الزهد والاعراض عن الحياة والملدات الدنيوية جعلت نيتشه يحكم عليها من منظور النمودج اليوناني الماقبل السقراطي, استعمل نيتشه كل الوسائل المتاحة للقصف على المسيحية فكان اقرب سلاح لمجابهة المسيحية ومقاومتها هو العقل, قبل ان ينقلب عليه في مرحلة لاحقة, استخدم العقل لنقد التقاليد وعادات وثقافة المسيحيين , لقد اخطا بعض الدارسون الغربيون المهتمون بالبحث ودراسة اعمال نيتشه,بالوصف الدي الصقوه إياه , وصفه بالتنويري ,أي دفاعه عن مبادئ القيم الليبراية من حرية وعقل وديمقراطية,صحيح استخدم العقل وبعض مقولات الانوار لان الخصم والعدو الأول في المرحلة الأولى مرحلة البحث والتنقيب بالمنهاج الجينيالوجي,كان هو المسيحية وثقافتها,واستعمل كل المناهج لمعارضة التيارات الليبرالية والاشتراكية والمثالية الخ ,وكما سنرى فيما بعد
    ولعل اكبر دليل على عدم ايمانه بمبادئ القيم الليبرالية,هو اكتشافه المبكر لشوبنهاور ومفهوم الإرادة, المفهوم المحوري في المرحلة الثانية, تقتضي الإرادة ان الفاعل الحق ليس العقل بل الاردة وان العقل دمية في يدها تلعب به كما تشاء,وظف بعض المقولات ضد المسيحية والمثالية التي كانت تنشدها المانيا انداك ,فانشغالها بهدم الاطروحات المسيطرة على الساحة الفكرية, جعلت يتسائل لما إرادة الحقيقة ولمالا إرادة الحياة, ولمادا كل هده التكلفة الباهضة الثمن, ان نضحي بالحياة من اجل الحقيقة,يسخر نيتشه من كل القيم التي تدعي التضحية بالمشاعر النبيلة والتي تتجلى في الزهد والاعراض عن الحياة, في سبيل الحقيقة لانعرف لاجنسها ولا شكلها , ربما قد تكون امراة او شيء فبيح,فادا كانت الحقيقة تبشر بملكوت السماء ,نحن أبناء الأرض نبشر بملكوت الأرض,
    لقب نيتشه نفسه بفيلسوف المطرقة,فكان في موقف دفاع,وكانت مواقف تتسم برد الفعل والدي يتجلى في نفي الأفكار المسيطرة وتقويضها ,يهدم الاصنام المسيحية والمعتقدات الفكرية,فالانكار والنفي وردود الفعل هي ما كان يميز النصف الأول من نشاطه الفكري, وهكدا فمقولة موت الالاه جاءت في ظرفية حاصة ,بمعنى كانت ردة فعل وليست أطروحة شغلت باله وارقته وبنى عليه اراء وأفكار فلسفية الحادية
    بدات المرحلة الأولى من نهاية سبعينيات القرن الثامن عشر وانتهت في أواسط الثماننينيات من دالك القرن,انتهى من الهدم ودخل مرحلة البناء,كان نيتشه في نصف الطريق الأول من نشاطه الفكري ,تراوده الشكوك والحيرة ,بحبث كان يعاني العزلة الفكرية ,والاحتماعية,لم يكن يثير اهتمام أي احد من المثقفين الالمان,فالتجاهل وعدم الاعتباراثر كثيرا على نفسيته,
    لكن بعد انتهاء هده المرحلة التي بدات بكتاب ((انسان مفرط في انسانيته )),استعاد نيتشه عافيته وثقفته بالنفس فتغيرت اللهجة والنبرة,في ((كتاب المعرفة المرحة )) هو اول كتاب دشن به المرحلة الثانية, الدي يعبر تعبيرا محجازيا عن الخروج من فصل الشتاء,فصل البرد القارس ,والاعاصير, والعواصف, والدخول في فصل الربيع,فصل المرح والبهجة , والقدوم على الحياة بالوانها وازهارها ,لدا يعتبر هدا الكتاب من حيث الصحة النفسية اعز الكتب المحببة اليه ,
    بدا نيتشه مشوار جديد,لم يعد يبالي بالانكار والنفي بل بالابداع والاثبات ,فراح يقوم من وجهة نظره بالبناء الصحيح والابداع الحق والخلاق,وعاد يبحث عن الحقيقة وابرز الصعوبات التي تواجه الباحث عن الحقيقة,لم يعد كما كان من قبل,يدعي ان البحث عن الحقيقة كمراهقة فكرية, وفي هدا الصدد يعاب على الفيلسوف,الفرنسي ميشيل فوكو,اهمال موقف نيتشه من الحقيقة في المرحلة الثانية, بحيث كان نيتشه في المرحلة الاولى يلصق الحقيقة بالسلطة المسيحية, فكان نقده للحقيقة من زاوية التصاقها بسلطة رجال الدين والكنيسة,الا ان فوكو التهم مفهوم(( السلطة- الحقيقة)) وشيد عليها كل ابحاثه, الا درجة ان البعض اعتقد ان ماهية الحقيقة متسلطة قهرية,
    ولعل ان نيتشه لم يعد ملحدا صرفا بل كفيلسوف تراوده الشكوك ككل الفلاسفة,دون الحسم في عدم وجود الالاه وهو الموقف الدي يتخده من ابحث عن الحقيقة هومقارنته بين باشعوب, بين الشعب الهنود الشرقيين والهنود الحمر سكان الأصليين, ان التصدي للحقيقة يجعلنا امام امرين ,اما الاستسلام يعنى الزهد عن الدنيا ودوابناهم في النرفانا او المقاومة كالهنود الحمر ضد جلاديهم, فرغم استعمال كل أدوات الترهيب والعنف والقتل ظلوا صامدين لم يستسلموا بل ينطقون في وجه المعتدين وينعتونهم باقبح الاوصاف , فان دل هدا على شيء فانما يدل على ان نيتشه ليس ملحدا كما يعتقد الكثير,

    لم يومن نيتشه بكل القيم المتواجدة بعصره, من عقلانية ومثالية ومسيحية ,واعتبر كل هده الاتجاهات اعراض مرضية ,دائها الأصل هو العدمية , يعتقد البعض ان نيتشه عدمي وهدا خطا وظلم في حق نيتشه,هل يمكن اعتبار دوستويفسكي المؤمن حتى النخاع بعدمي وهو من الأوائل من قال بالعدمية, وهو من قال لكانت الحقيقة في جهة والمسيح جهة لاصطففت بجانب المسيح.
    ويرجع تهمة العدمية , الى سوء فهم نيتشه على احسن وجه, هل من ينطق بالعدمية عدمي , هل يمكن اعتبار الطبيب الدي يشخص الامراض بمريض, بالطبع لا, فنيتشه لم يقم سوى بشخيص الامرض الثقافية المسيطرة على الساحة الثقافية, واعتبرها بامراض معدية الواجب تجنبها.
    اتهم العقلانية والمثالية والمسيحية بالعدمية, من زاوية الاختزال ,بحيث اختزلت العقلانية النفس البشرية في الانا العاقل الواعي, و اختزلت المسيحة النفس في الانا الدي يكره نفسه, واختزلت المثالية الشمولية في محاولة الانا العقلاني الدي اريد به ان يصبح الدين الجديد, دين العقل الاخلاق الدي قال به كانط.

  • يبدو ان الحكم على نيتشه بالالحاد, قبل ان نتعرف الظروف والملابسات التي قولته بموت الالاه, حكم مجانب للصواب ,اد لابد من تتبع رحلته الفكرية ,والمحطات التي مر منها والوقوف عليها بتاني لفهم سياق هده المقولة, التي اصبح يرددها كل ملحد , الواقع ان المقولة حاءت في منتصف الطريق من نشاطه الفكرى ,الدي بدا باستثناء الكتاب اصل الماساة , في نهاية المرحلة الأولى ,كان نيتشه الدي سئم من الثقافة الغربية, في هده المرحلة منهمكا بالبحث في التاريخ, وتقصى الاحداث,للبحث عن النمودج الأخلاقي الدي يتماشى مع الحياة ,معتبرا ان الاخلاق المسيحية كما روجها لها اهل الدين والمتعاونين معهم من ملوك وامراء لم تمت بصلة بالواقع ,ان الدعوة الأخلاقية المسيحية وما نجم عنها من قيم تدعو الى الزهد والاعراض عن الحياة والملدات الدنيوية جعلت نيتشه يحكم عليها من منظور النمودج اليوناني الماقبل السقراطي, استعمل نيتشه كل الوسائل المتاحة للقصف على المسيحية فكان اقرب سلاح لمجابهة المسيحية ومقاومتها هو العقل, قبل ان ينقلب عليه في مرحلة لاحقة, استخدم العقل لنقد التقاليد وعادات وثقافة المسيحيين , لقد اخطا بعض الدارسون الغربيون المهتمون بالبحث ودراسة اعمال نيتشه,بالوصف الدي الصقوه إياه , وصفه بالتنويري ,أي دفاعه عن مبادئ القيم الليبراية من حرية وعقل وديمقراطية,صحيح استخدم العقل وبعض مقولات الانوار لان الخصم والعدو الأول في المرحلة الأولى مرحلة البحث والتنقيب بالمنهاج الجينيالوجي,كان هو المسيحية وثقافتها,واستعمل كل المناهج لمعارضة التيارات الليبرالية والاشتراكية والمثالية الخ ,وكما سنرى فيما بعد
    ولعل اكبر دليل على عدم ايمانه بمبادئ القيم الليبرالية,هو اكتشافه المبكر لشوبنهاور ومفهوم الإرادة, المفهوم المحوري في المرحلة الثانية, تقتضي الإرادة ان الفاعل الحق ليس العقل بل الاردة وان العقل دمية في يدها تلعب به كما تشاء,وظف بعض المقولات ضد المسيحية والمثالية التي كانت تنشدها المانيا انداك ,فانشغالها بهدم الاطروحات المسيطرة على الساحة الفكرية, جعلت يتسائل لما إرادة الحقيقة ولمالا إرادة الحياة, ولمادا كل هده التكلفة الباهضة الثمن, ان نضحي بالحياة من اجل الحقيقة,يسخر نيتشه من كل القيم التي تدعي التضحية بالمشاعر النبيلة والتي تتجلى في الزهد والاعراض عن الحياة, في سبيل الحقيقة لانعرف لاجنسها ولا شكلها , ربما قد تكون امراة او شيء فبيح,فادا كانت الحقيقة تبشر بملكوت السماء ,نحن أبناء الأرض نبشر بملكوت الأرض,
    لقب نيتشه نفسه بفيلسوف المطرقة,فكان في موقف دفاع,وكانت مواقف تتسم برد الفعل والدي يتجلى في نفي الأفكار المسيطرة وتقويضها ,يهدم الاصنام المسيحية والمعتقدات الفكرية,فالانكار والنفي وردود الفعل هي ما كان يميز النصف الأول من نشاطه الفكري, وهكدا فمقولة موت الالاه جاءت في ظرفية حاصة ,بمعنى كانت ردة فعل وليست أطروحة شغلت باله وارقته وبنى عليه اراء وأفكار فلسفية الحادية
    بدات المرحلة الأولى من نهاية سبعينيات القرن الثامن عشر وانتهت في أواسط الثماننينيات من دالك القرن,انتهى من الهدم ودخل مرحلة البناء,كان نيتشه في نصف الطريق الأول من نشاطه الفكري ,تراوده الشكوك والحيرة ,بحبث كان يعاني العزلة الفكرية ,والاحتماعية,لم يكن يثير اهتمام أي احد من المثقفين الالمان,فالتجاهل وعدم الاعتباراثر كثيرا على نفسيته,
    لكن بعد انتهاء هده المرحلة التي بدات بكتاب ((انسان مفرط في انسانيته )),استعاد نيتشه عافيته وثقفته بالنفس فتغيرت اللهجة والنبرة,في ((كتاب المعرفة المرحة )) هو اول كتاب دشن به المرحلة الثانية, الدي يعبر تعبيرا محجازيا عن الخروج من فصل الشتاء,فصل البرد القارس ,والاعاصير, والعواصف, والدخول في فصل الربيع,فصل المرح والبهجة , والقدوم على الحياة بالوانها وازهارها ,لدا يعتبر هدا الكتاب من حيث الصحة النفسية اعز الكتب المحببة اليه ,
    بدا نيتشه مشوار جديد,لم يعد يبالي بالانكار والنفي بل بالابداع والاثبات ,فراح يقوم من وجهة نظره بالبناء الصحيح والابداع الحق والخلاق,

    0 فالكتاب هدا كان بداية مسيرة جديدة تتسم بالصحة الفكرية والابداع يلاحظ في انطلاقا من هده المرحلة ان النبرة اللغوية تغيرت تتميز بالثقة بالنفس انتهىى من مرحلة الهدم فراح يقوم بعملية البناء اصبح الاهتمام بالحقيقة وابرز الصعوبات التي تواجه البااحث عن الحقيقة ويقارن البحث عن الحقيقة وبين الهنود الشرقيين والهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين واعتبر الاستسلام للحقيقة كاستسلام الهنود الشرقيين ودوابهم في النيرفانا ومواجهة الحقيقة كمقاومة السكان الأصليين لامريكا لجلاديهم فرغم القتل والعنف والاضظهاد لم يستلموا وتحت الضغط ووالقهر متسلحين بالشحاعة واصفين جلاديه باقبح الاوصاف
    لم يومن نيتشه بكل القيم المتواجدة بعصره من عقلانية ومثالية ومسيحية واعتبر كل هده الاتجاهات اعراض مرضية دائها الأصل هو العدمية يعتقد البعض ان نيتشه عدمي وهدا يرجع الى سوء فهم نيتشه هل يمكن اعتبار الطبيب الدي يشخص الامراض بمريض بالطبع لا فنيتشه لم يقم سوى بشخيص الامرض الثقافية المسيطرة على الساحة الثقافية بامراض معدية الواجب تجنبها
    اتهم العقلانية والمثالية والمسيحية بالعدمية من زاوية الاختزال بحيث اختزلت العقلانية النفس البشرية في الانا العاقل الواعي واخ اختزلت المسيحة النفس في الانا الدي يكره نفسه واختزلت المثالية الشمولية في محاولة الانا العقلاني الدي اريد به ان يصبح الدين الجديد اعتبر نيتشه ان كل هده الاتجاهات تعمل على التقزيم والتقليل والتحقير للنفس
    يعتبر نيتشه ان النفس البشرية فضاء لا متناهي الحدود بحيث الغرائز والرغبات كالامواج تتشابك وتتلاطم في بينها وبشكل متواصل وغير منقطع تحال كل من تلك الغرائز المتنامية ان تتغلب كل واحدة منها عن الأخرى فادا ما تحاول احداهما ان تطفو على الواجهة والا تتبعها موجة أخرى من الغرائز قد تتفق او تتعاكس معها فالانا الدي اختزلته العقلانية في صوت واحد خطا فادح بل يجب على ان يصغي الى كل تلك الأصوات الداخلية وينطق باسمها يبخس نيتشه العقل الحداثي ليجعل من الإرادة كما فعل شوبنهاور الباعث والمحرك للكينونة الإنسانية لكن لم ينحو بها نفس المنحى الدي نحى به شوبنهاور نحو الزهد والاعلااض عن الحياة بل جعل منها إرادة القوة واعتبر ان الانسان الدي ينصت الى همسات الإرادة يتقوى فالارادة بهدا المعنى عند نيتشه إرادة الحياة إرادة القوة الرغبة في البحث المستمر عن القوة اد بالقوة ينشد السعادة والابتهاج فهده هي إرادة القوة والانسان الدي ينحلى بهده الاوصاف هو الانسان العلوي استعمل مفهوم الانسان كضرورة ملحة اد فعل هيدجر نفس الشيء باستعمالة دازين اعتبر نيتشه مفهوم انسان قد تميع لكثرة المضامين التي تحتويه فاضطر الى اختيار هد الوصف لكي لايكون موضع الابهام وسوء الفهم
    بناء على ما سبق يصعب الحكم على شخص مثل نيتشه بالالحاد انسان شديد الحساسية ويحب الحياة بحيث كاما التفت من حوله يجد قيم اما تدعو الى الزهد والاعراض عن الحياة او قيم تختزكل النفس البشرية في انا عقلاني الدي نصب الاه جديد اد تظهر احدى تجلياته في الفن معتبرا ان التاملات في اللوحات كالحام بواضحة النهار ويقول في هدا الصدد نحن نرقض أولئك الفراعنة المصريين الدي نقلوا تلك الخرافات الصبيانية واضح ان نيتشه يحب الحياة ويتعرض مع كل من يكره الحياة لم تكن مقولة موت الالاه نابعة من اعتقاد راسخ بل منظور الحب في الحياة لم يكن يعادي لا الإسلام ولا اليهودية لقد ال نوه باليهودية وتقاليدهم ومساهمتهم في الحضارة اليونانية الاغريقية وزكي موقف الإسلام من المسيحية بقوله لم يجانب المسلمون الصواب في طعنهم في المسيحية ومما يدل على طعن نيتشه القيم السيحية لا الدين المسيحي قوله صلب المسيح وصلب مع الانجيل بعد كل هدا هل يمكن ان نحكم على نيتشه بالالحاد كما يروج له الالحاديون

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى