مشاهدُ مِنْ سنَةِ الحجارةِ الأُولىَ
ـ1ـ
يتوهّجُ بين جراح شهادته جمجمةً ً تتحوّل ً فوق شفاه ٍ ظمأىَ
كأساً مترعة ً أمطارَ دم ٍ
يكشفها إيماضٌ ينهل ُمن دفق ِ سواقيه ِ
إذ تـُقبر أنفاس ٌ في آبار ٍ تتموّجُ أسرابُ طفولات ٍ
تنحِـتُ في الصخر رؤىَ الآتي
المخضرّ ِالمتفجِّر في جمر براءات ٍ
تتحدى ألوية ً وجنازيرَ اندفعتْ بنصال ٍ
تروي رايات نضال ٍ ،
بخوارقَ في فتنة أحجار ٍ
تغرس في ألق الصفو الباهرْ
نشء التصعيد الجامح ، لفح َعزيف ٍ في صدر ِالأحبار ْ
بينا تصنع معجزة تتكسـّــرُ فوق فرادتها
تحت النبض الدافـق ِ بالأنوار ْ
من جسد ٍ لا يصمد حتى تنهار َ
أكاذيبُ ويسلخ من ليل العدوان نهار ْ
تأتي كفّ الطفل ببشرى الفجر أعانقها
فيما أبقى من إيناع الثورة فيها أمنُ ألإجرامْ
فتضئُ على الدنيا شمسُ براءته المهضومة لا يقوى
أن يخفيها غربالُ التمويهْ
ها بعضُ بقايا نقاء ٍ بثبات ِ الجوهر ِ في قممِ المحنة ِ تتبعه ُ وتعرّيه ِ .
من نور الفجر الخيط الأبيض ُ في الآفاق ِ الموشومة بالسبي ِ
ومأساة النفي ِمن الذات إلى ظلمات ِ
الأزمنة المرعوبة ِ والأمكنة الموضوعة في عمق جحيم ٍ ،
والذاكرة الموءودة في الأحياءْ ،
الممسوخة في وعي السالب والمخدوع ِ
الجاعل جرماً جسدي مطهرَه من آثام ْ
يا لوثة محراب الغازي من نازية ٍ تتوالد تبعثها
في الظلمة تنغلُ مضمرةً نحو الرمز إلى التيه ِ
بأيادٍ آثمةٍ تخفي نيّة عدوان ٍ في تحجيم الخطو ِ
وتكثيف الكائن والممكن في حائط مبكى فيه ِ
يا صوتي فليكن ِ الحاضر ساحَ نِزال ٍ
يا عين خيال الطفل اشتعلي في أعين أطفالي
يا لفظي المتململ َ في قلق ِ
لا تتحركْ فوق بياض بكارات ٍ سيفاً من ورق ِ
بل حجراً بالشرر المتطاير من عمق الترب ونبض الثوره
بعيون الأطفال إذا اندفعوا كالضوء بأجنحة الأطياف المسحوره
حتى يرتجّ بصدري النبض النوراني ُّ بما ينصف أرضي الموتوره
ـ 2 ـ
بأفاعيها النار استـَعَرَتْ تقفوها شيزوفرينيا الجند المغترّين بها
دقوا آخر مسمار ٍ في نعش الأسطوره
صدروا أشتاتاً ليس سوى استنفار الوعد الآثم جمّعهم ْ
فوق رفات الأوهام حنيناً لنشور هياكل منخوره
يتفكّك تركيب الكوميديا ، من ديباج القتل إلى
هودج مغتصبات ٍ وبهارج نعمى في الإشهار العاري ،
بدءً من سوءِ ِ تقمّـص ِ كل الأدوار ِ
إلى تحطيم ملايين الجدران ِ ،
فلم يستبقوا إلاّ الإيهام َالمبدأ َ والملجأ َ،
والتمسوا من كل أمير ٍ حكمتهُ
واستندوا للضعف الماكر في فبركة الأعذارْ
أيّ ُ قميص ٍ نتجاذبه علناً أو سراً
بحوار الصمّ وقد سكروا ؟
حازوا كل القمصان إليهمْ
حتى لم يجدوا في أقصى تصعيدات الكوميديا المشجبْ
فلينبهر التعليق هنا وهناك َ
فقد لا تتدحرج في الصوت الأحجارْ
لكنْ ستـَــكسّــَـرُ فوق ثبات الهبّةِ أمواجُ إذاعته البكماءْ
في الأعين ينهمر الهمس الهارب من شجر ٍ قدسي ٍ
من برج الحلم المنسي ّ هديلاً من أفئدة المنفيين َ،
نشيجاً في رئة تحت الأنقاض ِ يتابعني ِ بفجائع بدء مذابحَ أهلية ٍ
تطعن في اللحم المتمزق فوق الساحات ِ أواخر أيام البرج وشاتيلا
يأخذ شكل الصرخة في رحلته في ألف سماءْ
وستزكم آناف الأقوام برائحة الأمكنة المقطوعة عنا
والموصولة بالأزمنة الحولاءْ
العالم قد يسترجع ماضيَـه فيصحّـح في المشهد بضعة أجزاء ٍ مبتوره
لكن ... لا وصل الآن سوى للسوْرة من رشـّاش ٍ في أقصى
عزلته ِ، لا قـطعَ تقرر مرتجلا للأيدي
إذ تتبرعم مستعجلة إزهاراُ
لتضمّ أناملها أحجاراً
شجّتْ أفكاراً
لم تخجلْ منها رأسُ يهوذا بوصاياه انتقلت نيرانا
للجند المنخدعين لكي ينتحروا أطفالاً فانتحروه
شكراً ، إنْ هذا إلاّ وعد رضيع ٍ في اليوم الثاني يتوسط قافلة الشهداءْ
قفلوا مرصوصين بنىً
ليس سوى استنفار الثورة نظمهمْ
ليكون الوعد الحقّ ُ قيامةَ َ جيل ٍ سيصحّـح خارطة الأشياءْ
ــ 3ــ
أفعى تختال لتدعم وضعا مغلوطاً ،
والوهم يرى بالقوة حتمية ً في نظر اليوميّ العابر منتحلاً سمت التاريخ
فاعترفوا ، لن توهن رجاتُ القرن الصخرة َ ، لا شئِ يرسّخُ حقاً بتواطؤ شرذمة ٍ
فوق بساط الأمر الواقع ، كانوا احتالوا في ترسيخ كيان ٍ
يسنده الإيهام ُ بملكية الروح ِ وقبض المطلقْ
عفواً ، فالموقف لا يستدعي تحليل المشهد أو تفكيك البنية ِ ، عين النبضة في أيامي
وشراييني أصدقُ من بوصلة القبله
الآن بروق الغضب احتلـّـت عمق وواجهة الصوره
فلتنتقل الكوميديا : من سقطة هزل ٍ توسع من شفتي المتفرّج ِ سخرية ً حتى
يهبط من عينيه الدمعُ فهولُ المأساة ِ يعرّي
ما خبأه زخرفُ أستار ِ
لكنّ َ الدمعة َ لا تثبتُ حقاً فتحط ّ َ الكابوس المُطبـِقْ
عن مهزوم ٍ ، أو تنقذ ُ مرحلة ً من تاريخ ٍ أخرق ْ.
شفشاون في :20/06/1988