من الأدب الأسود.. نلبس جلدنا كعلم.. نلبس جلدنا كخارطة
الشعر الأسود خارطة الجرح والتراث والثقافة الأفريقية، تاريخ العسف والعبودية، توثيق الكوابيس والأحلام وتتخلله نوافذ الكلمات المشرعة للضوء والمستقبل.
فهل يصح الحديث عن شعر أسود وأبيض ونقد أسود؟! هذا ما تطرحه نظريات وقصائد الشعوب المعنية بهذه الخارطة القادمة من <خصوصية> تاريخية وثقافية مختلفة. وهذا ما تطرحه أجواء الكلمات، أعماق لوحات المبدعين السود، موسيقاهم المتميزة، طقوسهم المحملة بمختلف الرموز والأقنعة والرقصات والأبخرة والتي تعج بها البيوت والكتب وصالات المعارض حين تفتح أبوابها ونوافذها لتسليط النور على ما بقي مركولا في العتمة، وفي آخر السلم الاجتماعي.
هنا بعض القصائد مختارة من أنطولوجيا خاصة بالشعر الأسود صدرت عام 2002 قام بإعدادها <شارلز هنري راويل> بالرجوع إلى محتويات <كاللالوو> وهي المجلة التي بلغ عمرها 25 سنة نشرت خلالها أفضل ما جاد به الكتّاب السود من شعر وقصة ومقالات. فيها نقع على نصوص لكتّاب وكاتبات، بعضهم حازوا على جوائز مرموقة وعالمية، منها جائزة <بوليتز> والتي فازت بها كل من ريتا دوف، أليس وولكر، ولوسيل كليفتون...
نصوص ينعكس فيها جانب من معاناة المرأة السوداء في بيتها الأسري ومحيطها العام، كما في قصيدة أليس وولكر. كذلك نجد وجه الكلمة مجروحاً بالحزن لدى لوسيل كليفتون وهي تكتب حالة من <الستيريوتايب> التي يحملها الآخرعن أخلاقيات العرق الأسود. ونقف في قصيدة الشاعر تيرانس هايز على مطاردة الطفولة في الحقول التي يمرح فيها الشباب السود. ونقرأ قصيدة <صورة جانبية لأفريقيا> مأخوذة من مجموعة أخرى بعنوان <جمال مستعار> للشاعرة الكندية الأفريقية ماكسين تاينس والتي حازت على جوائز قيمة، وكانت أول أمرأة سوداء تعمل في إذاعة كندا <سي بي سي> وعلى شرفها تمت تسمية إحدى القاعات في المكتبة العامة، في مقاطعة <نوفا سكوتشيا> الكندية. ومن خلال متابعاتي لبعض هذه الفنون والأنشطة في تورنتو وعلى أرض الواقع أستطيع القول إن صوت الجرح في أدبياتهم ما يزال شاخصا، موجعاً، مباشراً ويخدش الأذن <البيضاء> الناعمة كما في بعض هذه القصائد.
قصائد مترجمة:
صورة جانبية لأفريقياللشاعرة: ماكسين تاينسنلبس جلدنا كقماش ناعمنحن الشعب الملوّنالبني الأسود القهوائي الكريمي الأبنوسيالجميل، القوي، بصورته الجانبية الاكسوزتيكيةشفاه كالزهرةسطوح مظللة سوادها صقيل، انحناءات، بنيانكبعض الموزاييك المظللنلبس جلدنا كعلمنتقاسم جلدنا كملاءاتنلقي جلدنا كالظلالنلبس جلدنا كخارطةمن صورتي ارسمْ خطاً بيانياً لبدايتيارسم خطاً بيانياً لبدايتي من لونيإقرأ خارطة تراثي فيوجهيجلديفي الوميض الأسود للعينفي الصورة الجانبية لأفريقيا.* * *في نزع القشور عن ذاتيللشاعرة: آليس وولكر(إلى جين، التي قالت إن الأشجارتموت لهذا السبب)لأنه من المتوقع من النساء أن يبقين صامتاتمن أجل خلاصهن الوشيك، لذلك لن أبقى صامتةوإذا هلكتُ (شجرة عارية!) أحد ماسيأتيويضع نقطة علاّم في المكانحيث سقطت وسيعرف أنني لم أستطع العيشصامتة بين أكاذيبي الشخصيةأسمعهم يقولون <كم طيبة هي!>هؤلاء الذين أحتقرُ بشدة إعجابهمبالحركات المهذبة.لا، لقد أكتفيتُ من العيشلأجل ما آمنتْ به أميلأجل ما دافع عنه أبي وأخيلأجل ما ثمّنه حبيبيلأجل ما كانت تخجل منه أختي، وتتنكر له وتهرب من معانقته.لقد وجدتُكياني الصغيرذاتي الواقفةفي مواجهة العالممدركة الرغبات المتكافئةأخيراً.بالإضافة إلى هذا:كان صراعي دوماً معالعتمة الداخلية: التي أحملها في نفسيمفتاحاً وحيداً معلوماًإلى موتي من أجل تحرير الحياة، أو لإغلاقهاإلى الأبد. إمرأة تحب سيقان القمح، اللونالأصفروالشمس، سعيدة بمحاربةكل القتلة المحيطينإنه واجب كما أرى.* * *أزمنةللشاعرة: لوسيل كليفتونمن الصعب أن تحافظ على إنسانيتك في زمنترى فيه فراخ الطيور تدمععلى الأشجار وحين عيون السنجابلا تحيد بنظراتها بعيداً عنك، فقط الكلب يفعل ذلكلوهلة، بشفقة.طفلٌ آخر قتل طفلاًأمسكُ نفسي وأنا أتنفس الصعداءإنهم بيضٌ ويمكنني أن أفهم ذلك إلا أننيتعبتُ من الفهم.إذا استطاعتهذه الأبجدية أن تتحدث بلسانهمستكون كلها رموزا بكل تأكيد،تستطيع القطة أن تتمطى فوق هذه الطاولة العريضةوسيكون معنى هذا أن الوقت يحين،والسمكة المغزولة سوف تجري نحو الأرضويكون معنى هذا أن النهاية قادمةوحبيبات الغبار سوف تبلور نفسهاوتنطلق عبر الشوارع لتخبر الحقيقة بالتفصيلهؤلاء أيضاً أطفالك هذا طفلك أيضاً.
مشاركة منتدى
24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021, 07:11, بقلم دارالسلام موسي
سنوات من خريف العمر اصبحت تمر كالشهر ،والشهور مجرد يوم ،والايام ما هي إلا ساعه ،وساعات العمر تمر كدقائق معدوده في لمح البصر ،والدقائق ثانية وينتهي الزمن ،والثواني لحيظات منها الجميل وفي ذات الوقت منها القبيح ،كبر الصغار ومات الكبار وتولدت الاجيال،وانت من تقرر كيف تعيش هذه السلسلة الزمنيه المعقدة.
تاتي السنوات خلف بعضها بسرعه سنه تتبعها سنه اخري ونحن ما زلنا عالقين بأحداث الاولي وصدمتها لم نستعد بعد،شغلتنا الاولي واحزانها عن الاستعداد وربط حزام الامان نسينا الطرق الوعره التي تكون بين اخري واخري نسينا ان علينا الإنتقال بدون أمتعه ولكن لقد تم العكس كنا محملين بالحقائب،حتي قالوا لنا انكم تحملون أكثر من المطلوب حاولنا استنزاف القليل والبعض الاخري وضع في قائمة التناسي.
لم نكن نعلم اننا في يوم سوف نطالب بالنسيان ان نقبر من احببناهم وكانوا سبب وجودنا في مقبره النسيان ،ولم نكن نعلم ان التذكره سوف تصل الي تلك الدرجات من الوقاحه في الاسعار والمقيضه،لو علمنا لم نكن لنحزم الحقائب ولما كان علينا ترك البعض منا والذهاب،حقا ان تذهب وتترك جزء منك لشئ مستبكي ،من سيبكهم مرة أخرى ولا يذكرهم أحد.
من سيبكني وهم لا يعلمون إني رحلت،وحتى رساله وداع لم أكتب،انتظر ان تنبس رائحه العفن من اسفل باب شقتي لكي يصل جواب سؤالي.