الثلاثاء ٢ أيار (مايو) ٢٠٠٦
إلى كمال العيادي شاعرا
بقلم مصطفى الشليح

مِسْبحَةُ القَصِيدةِ

يا وحديَ المُرّ
لا كأسٌ ولا وطنُ
 
هذا العسيبُ سؤالٌ
أينا شجنُ ؟
 
صحراءُ ..
صحراءُ
يا عمْري، ويا وتري ..
 
صحراءُ
لا دمنٌ تصحو بها
دمنُ
 
حاذيتُ ظلا
كأنيِّ
كنتُ أصحبه
إلى هنالك ظلا ما له
سكنُ
 
حنوتُ أسأله
عني
وعنكَ
وقدْ شابَ الكلامَ
إذا ما كنتَه
الحَزنُ
 
راودتُه
واستبقنا
والحُروفُ إلى أبوابنا
فتنٌ
تخلو بها فتنُ
 
جاذبتُه فرنا لغوًا
وجاذبني
إذا رنا مِنْ حُميَّا لغوه
الوسَنُ
 
سَحبتُه
والقوافي منه مِسْبحة
أطلَّ منها
حمامٌ ما له فننُ
 
كأنه
وقوافي العمْر
تسحَبني
إليَّ
يحْدو منافي عمْره
الزمنُ
 
كأنني
وفيافي الشعر
فارهة
أحْدو الرمالَ
إلى اللاشيءِ يرتهنُ
 
أخفّ محوًا
إلى مَحْو أعابثه
والظلّ يختبرُ النجوى
ويمتحنُ
 
أشفّ حتى أراني
في متاهته
نضْوًا
وقد طفتُ بالرؤيا
ولا بدنُ
 
أرفّ
يا وحديَ الغافي
على أرقي
ولا جناحَ
كأنيِّ الخوفُ
والشجنُ
 
يا وحديَ
المترف الساجي
على وتر
وللمعارج خُفّ
ما له سكنُ
 
يا وحْديَ المرّ
يا خمرًا ولا قدحٌ
يمْحو
أأنتَ أنا أم خَمرُنا
الدِّمَنُ ؟
 
لا كأسَ لي
الثغاءُ المُرّ كاستُنا
فهلْ نكسِّرها أم أنها وثنُ ؟
 
يا وحديَ المرّ
إنـَّا
يا أنا
ظمأ إلى مدى الريح
تعوي
طيَّه السفنُ
 
يا وحديَ المرّ
أنىَّ
صهوةٌ صهلتْ
لكيْ
يحفّ بنا من متنِها
الوطنُ
 
يا وحديَ الخائف الآتي
إلى زمن
تقفوكَ خطوا
وقد أسرى بك الزمنُ
 
خذ وحْدكَ
العاكفَ الجاثي على
سرٍّ أخير
فإنَّ المنحنى علنُ ..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى