
ندوة برس تحتفي بالشعر المقدوني في القاهرة بديوانين
في باكورة مطبوعاتها في مصر صدر حديثاً عن دار نشر ندوة برس ديوانان للشاعرين المقدونيين ترايان بتروڤسكي و برانكو تسڤتكوسكي. جاء كل ديوان في 64 صفحة بحجم (15سم/21 سم). يحتوي ديوان «حديث الروح» للشاعر ترايان بتروڤسكي على 41 قصيدة بينما يحتوى ديوان «أماكن سماوية» للشاعر برانكو تسڤتكوسكي على 25 قصيدة. هذا وسوف يقوم الشاعران بزيارة مصر نهاية شهر مايو لإقامة حفل توقيع للديوانين، ولقراءة بعض قصائدهما مع قراءة للترجمة العربية التي قام بها الشاعر المصري سيد جودة. تأتي هذه الزيارة كخطوة هامة على طريق التبادل الثقافي بين مصر ومقدونيا.

لمزيد من المعلومات عن النشر عن طريق الدار يرجى الاتصال بالمسئول عن الدار في القاهرة الأستاذ ممدوح القصيفي على هاتف: 25795948 202 أو مراسلته على إيميله الخاص بالدار: mkassifi@arabicnadwah.com
من ديوان «حديث الروح» للشاعر ترايان بتروڤسكي
أغنية درويشية
اطحنْ جسدكبصولجان مرصع ٍ بمساميرابذرِ الرجفة في العاطفةاشعلْ دمك بالناركي يحترق فيكمكان الخمراطحنِ الأفكار الشريرةالتي تهسهسُ كالحياتفي بئر نفسكاطحنِ السحر الأسودالذي فعله ثعبانحين يحبك سرًّاالمعاناة اللعينةوأجمل الخطاياتُصَمَّمُ في خليةتعالَ، دعنا نغنيأغنية درويشية !
حين أرحل
إلى أعزائيحين أرحلحين يبدأ الضوء الإلهي في الغناءفوق ترابيحين أترك لكمولحكم ضمائركم الأصيلةهذا المشهد الطبيعي الذي عملت فيه بكدحين أحرركم للأبدمن عادات روحيحين يتعرف عليكمالرعد الذي فهم حبي للبشريةامتنعوا عن الثناءواحنوا الرؤوس أمام الأصولإن شعرتم بالخوف والمرضميلوا على جبلي المورقهو لن يضحي أبداًبدموعي الطفولية
مشهد طبيعي للنفس
أولاً حرثوا الأرضثم زرعوا فكراً ثقيلاً كي ينبتفي حظيرة النفس المعانيةوقبل أن تخرج للنبتة أذنٌتحت السماء الشاسعةانكسرت جبهة المزارع لشروخوأصبحت كأرض واسعة محروثةلا يعجز إنسان عن عبورها قفزاًوأصبحت معرضاً للمخلوقات الأرضيةالرقيقة والقاسية الماكرة
الآخرون
من الجميل منهم حين يرقدون وينعمون بوليمةأن يتذكروا أننا أيضاً موجودونفي هذا الزمن الشرير والمغبرمن الجميل منهم أن يقبلوا الوليمةعلى موائدنا البروميثيوسيةولكن ما زال الدود يأكلنالذلتناوطمعهمما زلنا نعجز عن أن نصقلأعمدة أعيادنا
نحن
لسنا شجيرةً من الأشواك البريةلسنا شجرة تفاح مطعًّمةً مُرَّةَ الطعمأَسِرَّتنا ليست أرضاًلتفريخ الأمراض المتقدةعظامنا ليست أجنحة مهيضةلطواحين الهواءأقدامنا تجرجررائحة الدم البشريفي تراب الطرق المتقاطعة.ولكن لو اختار العالم العنفنكون الأشرس بين الشرسين.
خطايا
لم يتوقف أبداً الطمعُ عن الغوايةلا ينال التعبُ أبداً من الدودضعيفٌ هو من لم يشعر بروحه تتجمدوأكبر الخطايا هي خطيئة من لم يخطئوا أبداً
حديث الروح
إنه حفل روحانيشكل متوهج لعاطفة خفيةتطهير متفتح للجسدحاجة ملحة لعشق الجراحانسحاب اللهب الأبيضتحذير قبل المفاجأة المرتقبةحجاب البرق، رأس الرعدلا يمكنك لمسهاحيث تتعانق الفوضى والانسجامفي الغرفة الزرقاء للعذريةلا يمكن تطهير انبعاجاتها وعقدها في النارتحت نظرة غيورة متسائلةإنه جنون أن ندخل في متاهتهاإنها فجاجة أن نلمس عقمهاإنه هراء أن نُغْوَى بعذريتهاتعريتها خفيةليس سوى الشك الذي تحيا عليه مرئياًالملاك الشيطاني للرغبة
من ديوان «أماكن سماوية» للشاعر ترايان بتروڤسكي
نذير
لم تصل الصورة بعدالكتابة المحفورة القاسيةمختصرةفقط صوتٌ خارج الدَوْرِيخطوخلال الزمنكأنه يقفز على نغمات موسيقيةالصوت الصاخبيهرب منهعند صقيع شتاء الكلمةالعين لم تصل بعدولا الخدّولا الحافرولا هذا الخطو المكتومالذي يختفي خلف شعر الحصانمخدراًبدون نوم كافٍسأرحلعن اسميسأبعدوسأعرف من أرسلكأيتها القصيدة التي لم تكتبْ
ثلج في مارس
قليلٌ من صمت الربيعتراكمَ فوق الأسطحتثاؤبُ الصباح أطول قليلاًفي السريرليس سوى النار التي لا تستحق ثقتناتسرع في طريقها الأسطوانيفوق أسقف وأفاريزبطمع ٍوبإيقاعٍ شرهيصعد اليومُفيعود الشررُ من السماءما زال الحجر يطحنفي سواقي المياه في الجنةاخرجْ وانفتحْعلى الأرض المتجمدةالتي تسير في الساحاتعارية
الأرض، العشاء الرباني، الشوفان
تتهاوى السماءيسقط فتات خبز أسودفي وعائنايسرعُ ويتلوَّى بطول أشكالهرباطٌ من رأس الثعبانريشة الربِّ تغمس في ماء مقدسفوق الماءمظهري الدنيوييتمدد، يتلوَّىبشكل سماوييختلطويهمس:"اذهبْ إلى الجغرافيواركعْ في ظمأ تحت إبرته الذهبيةوخذْ خبزاً وخمراً!"فعلتُ هذاتهاويتُ تحت يدٍ بيضاءَ كالرمادامتدتْ نحويتوقفت العلامة الثائرة في مكانٍ ماوالتحمت السماء ثانيةًفي وعائناالمليء بالترابلالتقاطها
مستجمع الأمطار
بوتيرة ذات عزميملأ الصفحات المعدودةمتقدماًداخليفي مخطوطةالكتاب الذي لم يكتبملاكٌ يلتهم الأفكارَ والحبريستريح في ظل الظهيرةبين الأنصاف المتساويةلحياتيويرفع يده الثقيلةيا ربيوراء الأفق و وراء الرؤيةأرسلْ لي لهباً صغيراً لا تطفأ فتيلتهفي هذه الشمعة المنتصبةوالأخيرةفي ترتيب النجوملتحولني إلى شحم نقطةً نقطةفي نهر النجومفيما هو آتٍيلمع ثانيةً ليظهر من الفجر المظلمليرىكيف تُكتبكتابةُ الموت
حلم البذور
أنفاس الموتى تدفئ البذورتحرر قلوبها الثلجيةترجف برسالة بكماءوتبعد الآلام عن عيونهافي بيوتها المظلمة تبدأ البذور في الرؤيةتطرق على الجدران في الليالي الطويلةتغلي نسمة ليلية في المصباح الأيقونيويخبو اللهب الصغير عند الفجرألهذا يكون من الصعب النومبعد أحاديث سعيدةيتردد صدى همسةٍ طويلةٍوصلاةٍحين تعود سعيدةًمن أخدود الأرض الطريةحيث جباهنا الباردةوسروجنا الملآنة تتعفنألهذايد الآخر الملساءدائماًتلوِّح من فوق الأشجار العاليةإلى لمعان السماء
نسمة صلاة
فجِّرْ هذا الليلمزق الفتيلة من الشمعةدع الكلمة وحيدةفي الصمتلتجد كاتبها الصامتوالحرف الأسود الذي ينضجفي صدر الظلامافتحْ عينيكشبح خلف اللهب الصغيرهذه المرة لن نفتقد بعضنا البعضيا وجهي المجهوللم يبقَ لنا سوى بضع سنواتللتحسسللتدحرجفي هذا الجبل الأصمبلا جانب مشمسبلا جانب ظليلارفع الستار عالياًادخلفي صمتي - ضوئي
أماكن سماوية
آخذ كل شيءٍ منكوفي كل لحظة أعطيك فراغاً مباركاًآهٍ، أيتها الكلماتيا ممرات المرور الباردة!مثل آنية خزفيةأستقبل مطرك الغامروبإشارة من يدٍ متواضعةأنشرك بين الموائد والأخاديدفارغاً، أعود صدىً في الفضاءخفيفاً، بارداًأتردد صدىً أمام بناة القبابتحت أساس القوسآخذ جرتيوأحملق في فتورلأعلىفي فراغٍ...آهٍ، يا غبار الرخامآهٍ، أيتها الأماكن السماوية!

عن الشاعر ترايان بتروڤسكي
وُلِدَ عام 1939 في قرية أربينو بالقرب من بحيرة أورخيد في مقدونيا. تخرج في جامعة سيريل وميثوديوس بسكوبيا العاصمة. عمل في الحقل الدبلوماسي منذ 1974. كان الملحق الثقافي لسفارة يوغسلافيا في القاهرة من 1980 إلى 1984 وسفيراً ليوغسلافيا في تركيا عام 1989. بعد استقلال مقدونيا أصبح سفير مقدونيا في تركيا والسعودية. كان سكرتير اتحاد الكتاب في مقدونيا، ورئيس مجلس مهرجان ستروجا للشعر. يكتب النثر بجانب كتابته للشعر. ترجمت أعماله للعديد من اللغات. كتب ديوان شعر في حب مصر باسم "أبو الهول" نشرته الهيئة المصرية للكتاب عام 1989. نال العديد من الجوائز الأدبية عن أشعاره ورواياته منها جائزة "كوشو راسين" عن ديوانه "سحر القاهرة" عام 1988، كما نال جائزة "الريشة الذهبية" وهي أعلى جائزة بمقدونيا عن ترجماته الشعرية.
عن الشاعر برانكو تسڤتكوسكي

ولد عام 1954 في قرية سلاتينو بالقرب من بحيرة أوخريد في مقدونيا. تخرج في كلية علوم اللغة، جامعة سيريل وميثوديوس بالعاصمة سكوبيا. من دواوينه "التحول" 1981، "الرياح العالية" 1985، "رماد طازج" 1990’ "هدية الملح" 1991، "نسمة صلاة" 1993، "حدود" 1997، "كتاب الليل" 1998، "الاسم. القرابة. الملكية" 2000 – قصيدة سردية، "أسف" 2002 . له كتب نقدية مثل "طبقات وأصوات" 1989 – دراسات ومقالات، "حوارات مقدونية" 1990، "أقراط النجوم" 1991 – شعر أطفال، "أعمال وفضائل" 1992 – دراسات ومقالات، "العالم لا يفتح دائماً الأبواب" 1993 – مقالات، "نظريات نقدية" 1996 – نقد، "أعلى من الحياة" 1997 – مقالات نقدية، "الصوت والذبذبة" 1998 – نقد، . وغيرها من الكتب النقدية. نُشِرَ شعره في العديد من المختارات المقدونية. محرر ولديه دار نشر في مقدونيا. حصل على العديد من الجوائز في مقدونيا.
عن المترجم الشاعر سيد جودة
وُلِدَ عام 1968. تخرج في كلية الألسن متخصصاً في اللغة الصينية. فاز بجائزة الشعر

الأولي في كلية الألسن عام 1990. هاجر للصين عام 1992 واستقر في هونج كونج حتى يومنا هذا. له أربعة دواوين شعرية باللغة العربية ورواية باللغة الإنجليزية. صُدِرَ له ديوان باللغة المقدونية وقيد الطبع ديوان باللغة المنغولية وآخر باللغتين الصينية والإنجليزية ورواية باللغة الإنجليزية. ترجم مئات القصائد من وإلى اللغات العربية والصينية والإنجليزية نشرت جميعها في العديد من الجرائد والمجلات الورقية والمواقع الإلكترونية. أسس دار نشر "ندوة برس" عام 2006. شارك في العديد من المهرجانات الأدبية الدولية.