الأحد ١٧ شباط (فبراير) ٢٠١٩
بقلم عذراء مصطفى الجبوري

نوتات الصدق

استوقفتني كلمات الكاتب والسيناريست حامد المالكي في حوار مع عباس حمزة.
سُئل حامد: هل تعطي الحقيقة بسرعة أم تُؤجلها حتى وقتها المناسب؟
أجاب: كنت سابقاً فوراً أقدم الحقيقة.. لكنني الآن بدأت أطبق القول المأثور (عظموا أنفسكم بالتغاضي). بدأت أرى أشياء غير حقيقية أمامي وأتغاضى.

تماماً كالثقة التي منحتها بغداد لمسؤولِيها وحكامها، مع علمها جيداً بأن جميع وعودهم كاذبة، وتعلم أيضاً بأن الصدق في أنين أبنائها وصدى صراخ جدران منازلها.

استوقفتني أيضاً؛ كلماته (في قرار نفسي وإذا شاء القدر و جداً مستبعد بسبب الناس الخيرة، حتى وإن أصبحت بغداد خراباً لن أتركها. هنا مُبتدئي وهنا مُنتهاي).
أهذا هو الصدق أم هناك قول آخر.

الصدق، الثقة، وجهان لعملة واحدة، لكان هناك وجه آخر، وجه ثالث لتلك العملة لقلت الحب، لا ضير فالحب والثقة واحد.
الثقة ليست فقط بين حبيبين، أو أقرباء، ولا حتى الأصدقاء... الثقة تكمن بالمشاعر، وقوة المشاعر تكمن في نوتات وسُلم أصواتنا، وأين بالذات من بين الدرجات تختبئ تلك القوة.
عندما نكذب، هل فكرنا بأن كذبتنا هذة مُوفّى حقها كاملا ؟
وحتى الصدق والحقيقة تقال وإن قِيلت فتكون ناقصة.
كلا الطرفين المتكلم، الضمير الصامت المنفصل، كلاكما النبرة في الصدق هي وحدها أصدق قيلا.
أصبحت "أنا أثق بك" يرادفها "سأستغلك وويلك مني".
رأيت بأم عيني الثقة تُنتهك حرمتها، صادفت ثُلة من البشر، من جميع الأشكال، الأصناف، والأجناس، كمن يدرس عقلية البشر، تقول منحتك ثقتي، تراهُ ترتسم على وجهه ملامح شيطانية، مع ابتسامة خُبث، ونظرات ذئب، ويداهُ كمخالب نسر، هل يا ترى بالغت بالوصف،
و حتى بغداد حبيبتي رأت ذلك.
تمنح ثقتك التي هي أغلى كنز لدينا، رغم علمك الشديد الكذب، الغش، والتلاعب، بأصدق ما لديك، ترفض أن تخون الثقة نفسها التي منحتها لهم. لا دخل للكبرياء والكرامة، فهما موضوعان. اخلع نعليك في حرمهما لأنك صادق حتى الحقيقة المرة.
هناك صُغراء سيقولون: أي غباء تحمل لتمنح ثقة. دعك من الغباء ولا تدنسه بقولك هذا، تعلم جيداً ما الغباء إلا نعمة وفي حالات استثنائية مستحبة، كالسنن مثلاً.

الكاتبة/عذراء مصطفى


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى