الأحد ٥ شباط (فبراير) ٢٠٢٣
بقلم عبد الكريم المحمود

هذا عليّ

بوصفه حارت الأوهام والفِكَرُ
في كلّ نادرةٍ فاضت بها السيَرُ
هذا الوصيّ الذي في يوم مولده
لضمّه راح بيتُ الله ينفطرُ
صنو النبيّ ونورٌ منه مقتبسٌ
في دوحة كرمتْ ما مثلها شجرُ
مكرّم الوجه ما صلّى الى صنمٍ
وما تحدّاه في الاسلام مفتخرُ
مقرّبٌ من نبيّ الله مجلسُه
زوج البتول لدى ذي العرش معتبَرُ
بابٌ لعلم رسول الله مفتتحٌ
بألف بابٍ وألفٌ فيه مدّخرُ
ربّان فُلكٍ بنى نوحٌ أوائلها
من ضلّ عنها هوى للقاع ينحدرُ
رُدّت له الشمس خجلى بعدما غربت
بأمره عادت الأفلاك تأتمرُ
وبابُ خيبرَ أرداهُ بقبضته
عن هزّه كانت الأبطال تعتذرُ
ما من قوى بدنٍ إعجاز قدرته
مؤيّدٌ بقوى الجبّار مقتدرُ
مباركٌ أينما حلّت رواحلُه
في الحرب والسلم معصومٌ له خطرُ
غوث الكماة اذا ما ضاق مسلكهم
في ساحة الحرب لا وردٌ ولا صدَرُ
يجتاح جيش العدى إعصار عاصفة
في عصفها الموتُ لا يبقي ولا يذرُ
مدجّجٌ باسم رب الكون صيحته
تردي القلوب اذا أبطالها زأروا
سلوا الصناديد من عمروٍ ومرحبهم
ومن عتاة قريشٍ كيف هم قُبروا
هيهات ينطق من لاقى بمهجته
سيفَ الوصيّ فقد أزرى به القدرُ
فإنّ سيف عليٍّ ألفُ صاعقةٍ
تنهال مزهقةً أرواح من فجروا
وإنّ صوت عليٍّ راعدٌ أبداً
رعداً تفيق على أصدائه العصُرُ
وإنّ برق عليٍّ ساطعٌ أبداً
فوق الدنا خاطفاً أبصار من كفروا
وإنّ وجه عليٍّ مشرقٌ أبداً
شمساً تسير على أنوارها البشرُ
من نوره معشرٌ عمّت فضائلهم
في العالمين وفي القرآن قد ذُكروا
آل النبيّ وأولاهم بعترته
هذا الوصيّ الذي في نهجه الظفرُ
هذا عليٌّ إمام المتقين فما
يسطيع تقواه لا جنٌّ ولا بشرُ
هذا عليٌّ إمام الصابرين فما
داناه في محن الأهوال من صبروا
هذا عليٌّ يكاد الكون يشرق من
ذكراه والأرضُ بالخيرات تزدهرُ
أين المجيرون من ظلمٍ ومن رهقٍ
والثائرون على بغيٍ اذا ثأروا
هذا عليٌ إمام الثائرين خذوا
منه العناد بوجه الظلم ينهمرُ
أين المنادون باسم العدل في زمنٍ
يسوده الجور والافساد والضررُ
هذا عليٌ له في العدل محكمةٌ
من يأتها ظالماً لا بدّ منكسرُ
وفي حماها ترى المظلوم مبتشراً
فلا يغادر إلا وهو منتصرُ
أين المجيدون في قولٍ اذا خطبوا
والمحكمون كلاماً ما به هذرُ
هذا عليٌ تحدّى في بلاغته
بحرَ الخطاب بنهجٍ كله دررُ
أين المخفّون في الدنيا وزينتها
والزاهدون بوفرٍ ما له ذخروا
هذا عليٌ أتاه المُلك أجمعه
من كل صفراء أو بيضاء تُبتدَرُ
فما استباح رنينُ التبر مسمعَه
وما لروعة مُلكٍ راعه نظرُ
أين المفيضون دمعاً في مساجدهم
والراجفون خشوعاً ملؤهم حذرُ
هذا عليٌ بكاء الليل ديدنه
وشوقه للقاء الله مستعرُ
هو الامام الذي تُنجي شفاعته
يوماً تصول على أعدائه سقرُ
هذا عليٌ اذا ما كنت جاهله
فاسمع هُديتَ فها قد جاءك الخبرُ


الأعلى