

وحدة المحبة... طريقنا للحرية
أنا لا أكتب عن حلم بعيد... بل عن يقين يسكنني.
عن دفءٍ شعرتُ به منذ أن كنتُ في السادسة من عمري،
حين سكنني الله، وسكنته...
حين صار قلبي مذبحًا صغيرًا، ومحبته صلاة لا تنتهي.
منذ ذاك الحين، لم أعد أميز بين يسوع وأحمد،
كلاهما مرآة وجه الله،
كلاهما علمني أن الإيمان لا طائفة له،
وأن الوطن لا يُقاس بعدد المآذن أو الأجراس،
بل بعمق المحبة التي نحملها في صدورنا.
نحن الفلسطينيين... لسنا مجرد شعب،
نحن قصيدة، كتبتها يد الله على جبين الأرض،
نحن النهر الذي يروي بدمعه زيتون الجليل،
والريح التي تطرق أبواب القدس كل فجر.
كم رأيتُ شابًا مسلمًا ينحني بخشوع على مقبرة مهجّرة في قرية مسيحية،
ينفض عنها غبار النسيان،
كأنه يوقظ ذاكرةً نائمة في حجر قديم،
وفي عينيه دمعة، وفي قلبه آية ومزمور.
هذا هو شعبنا... المسيحي يصلّي للقدس،
والمسلم يبكي العذراء،
والله يحتضننا جميعًا، دون أن يسألنا عن طائفتنا،
لأنه هو الحب... والنور... والكمال.
نحن لا نحتاج إلى أكثر من أن نُحب.
أحبب قريبك كنفسك، أحبب وطنك كأمك،
أحبب ولا تخف،
فالمحبة لا تعرف اضطرابًا ولا خوفًا،
المحبة هي رباط الكمال،
وحدها من تجعلنا شعبًا لا يُقهَر.
لا تقولوا عني حالمة،
أنا فقط أحب… أحب بعمق،
وأؤمن أن بالحب وحده ننتصر،
ننتصر على الاحتلال،
وعلى الكراهية،
وعلى كل يد تحاول أن تفتّتنا وتشرذمنا.
نحن لسنا مسلمين أو مسيحيين فقط...
نحن روح واحدة تنبض باسم فلسطين،
فلا تسمحوا للحدود أن تُجزئ قلوبكم،
ولا للمذهبيات أن تُطفئ نوركم.
يا شعب الله على هذه الأرض، تَحابوا... وانهضوا... وتَوحّدوا،
فالمحبة وحدها طريقنا للحرية