السبت ٢١ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم حاتم حافظ

ﺣﻛﺎﻳﺔ ﺛﻭﺭﺓ ﺭﻭﺗﻬﺎ ﺷﻬﺭﺯﺍﺩ

ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ: ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻣﺴﺮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ – ﺍﻟﻌﺪﺩ 199
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ: ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ 9 ﻣﺎﻳﻮ 2011
ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ: ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ - ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ: ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺛﻮﺭﺓ ﺭﻭﺗﻬﺎ ﺷﻬﺮﺯﺍﺩ

ﻟﻭ ﺃﻧﻲ ﺃﻋﺩﺩﺕ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺄﻓﺿﻝ ﻋﺷﺭ ﻣﺳﺭﺣﻳﺎﺕ ﺷﺎﻫﺩﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻳﺎﺗﻲ ـ ﻟﻛﺎﺗﺏ ﻣﺻﺭﻱ ـ
ﻟﻛﺎﻧﺕ ﺍﺛﻧﺗﺎﻥ ﻣﻧﻬﻡ ﻟﻌﻼء ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻌﺯﻳﺯ ﺳﻠﻳﻣﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﻘﺎﺋﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﺿﻡ ﻋﺩﺩﺍ ﺃﻛﺑﺭ ﻣﻥ ﻣﺳﺭﺣﻳﺎﺗﻪ
ﻟﻭﻻ ﺃﻧﻲ ﻟﻡ ﺃﺷﺎﻫﺩ ﻏﻳﺭ ﺍﺛﻧﺗﻳﻥ!

ﺃﻗﻭﻝ ﺫﻟﻙ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺻﺩﻭﺭ ﻣﺳﺭﺣﻳﺗﻪ "ﺣﻛﺎﻳﺎ ﻟﻡ ﺗﺭﻭﻫﺎ ﺷﻬﺭﺯﺍﺩ" ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﺍﻟﻣﺳﺭﺡ
ﺑﺎﻟﻬﻳﺋﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺻﻭﺭ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻣﺳﺭﺣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧﺭ ﺻﺩﻭﺭﻫﺎ ﻛﺛﻳﺭﺍ، ﺭﺑﻣﺎ ﺍﻧﺗﻅﺎﺭﺍ ﻟﻠﺛﻭﺭﺓ
ﺍﻟﻣﺻﺭﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻧﺑﺄﺕ ﺑﻬﺎ ﻣﻧﺫ ﺃﻛﺛﺭ ﻣﻥ ﺇﺣﺩﻯ ﻋﺷﺭ ﻋﺎﻣﺎ، ﺣﻳﺙ ﻋﺭﺿﺕ ﻷﻭﻝ ﻣﺭﺓ ﺑﻣﺳﺭﺡ
ﺍﻟﻣﻌﻬﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻔﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﺳﺭﺣﻳﺔ ﻋﺎﻡ 2000، ﻗﺑﻝ ﺃﻥ ﺗﻌﺭﺽ ﺑﻌﺩ ﺗﻧﻘﻳﺣﻬﺎ ﻭﺗﻁﻭﻳﺭﻫﺎ ﺩﺭﺍﻣﻳﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺭﺡ ﺍﻟﺟﻣﻬﻭﺭﻳﺔ.

ﺷﺎﻫﺩﺕ ﻟﻌﻼء ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻌﺯﻳﺯ ﻣﺳﺭﺣﻳﺗﻳﻥ ﺃﻭﻟﻬﻣﺎ ﻣﺳﺭﺣﻳﺔ "ﻓﻲ ﻣﻌﺭﺽ ﺍﻟﻘﻬﺭ" ﻭﺍﻟﺗﻲ
ﻋﺭﺿﺕ ﺑﻣﺳﺭﺡ ﺍﻟﻣﻌﻬﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻔﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﺳﺭﺣﻳﺔ ﻋﺎﻡ 1999، ﻣﻥ ﺇﺧﺭﺍﺝ ﻛﻣﺎﻝ ﻋﻁﻳﺔ،
ﻭﺑﻣﺷﺎﺭﻛﺔ ﻛﻝ ﻁﻼﺏ ﺍﻟﻣﻌﻬﺩ ﻭﻗﺗﻬﺎ ﺗﻘﺭﻳﺑﺎ، (ﻭﻋﻣﺎﻟﻪ ﺃﻳﺿﺎ!) ﻭﺍﻟﺗﻲ ﻻ ﺃﻋﺭﻑ ﺣﺗﻰ ﺍﻵﻥ ﻟﻣﺎﺫﺍ ﻟﻡ
ﺗﻘﺩﻡ ﻣﺭﺓ ﺃﺧﺭﻯ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻣﻌﻬﺩ. ﺍﻟﻐﺭﻳﺏ ﺃﻥ ﻣﻌﺭﺽ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻣﺳﺭﺣﻳﺔ ﻓﺎﻧﺗﺎﺯﻳﺔ ﻛﻭﻣﻳﺩﻳﺔ ﻳﻧﺗﻣﻲ ﻧﺳﺑﻬﺎ
ﻟﻣﺳﺭﺣﻳﺎﺕ ﺍﻟﻛﺑﺎﺭﻳﻪ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺕ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻲ ﺃﻛﺛﺭ ﺧﻔﺔ ﻭﺩﺭﺍﻣﻳﺔ ﻭﺳﺧﺭﻳﺔ. ﺑﻌﻛﺱ ﺷﻬﺭﺯﺍﺩ
ﺍﻟﺗﻲ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﺑﻛﺗﺎﺑﺗﻬﺎ ﺷﻌﺭﺍ ﺑﺟﺩﺍﺭﺓ ﺷﺎﻋﺭ ﻣﻁﺑﻭﻉ، ﻓﺑﺩﺍ ﻛﺄﻧﻪ ﻛﺎﻟﻘﻁﻁ ﻭﻟﻛﻥ ﺑﺭﻭﺣﻳﻥ ﻓﺣﺳﺏ (ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻗﻝ ﺣﺗﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺣﻅﺔ!).

ﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻣﺳﺭﺣﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﺗﻧﺑﺄ ﺑﺛﻭﺭﺓ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻓﻌﻠﺕ ﺷﻬﺭﺯﺍﺩ. ﺑﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺑﺣﺩﺳﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻝ ﺍﻟﺗﻲ ﻭﺍﻛﺑﺕ ﻭﺍﻟﺗﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺯﺍﻣﻧﺕ ﻣﻊ ﺛﻭﺭﺓ ﻳﻧﺎﻳﺭ. ﻭﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﻷﺣﺩ ﺃﻥ
ﻳﻌﺭﻑ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﺗﺷﺭﺍﻑ ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻝ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻟﺻﻭﺭﺓ ﻛﺎﻥ ﻧﺑﻭﺓ ﻟﺷﻬﺭﺯﺍﺩ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺃﻡ ﻟﻌﻼء ﻋﺑﺩ
ﺍﻟﻌﺯﻳﺯ، ﺃﻡ ﻟﻛﻠﻳﻬﻣﺎ. ﺫﻟﻙ ﺃﻥ (ﺷﻬﺭﺯﺍﺩﻩ) ﺣﻳﻥ ﻭﺻﻠﺕ ﻟﻘﺻﺭ ﺷﻬﺭﻳﺎﺭ ﻛﺎﻧﺕ ـ ﻣﺛﻝ ﻛﺎﺗﺑﻬﺎ ـ ﻣﻬﻣﻭﻣﺔ
ﺑﻬﻣﻭﻡ ﺷﻌﺑﻬﺎ ﻭﻗﺿﺎﻳﺎﻩ، ﻓﻠﻡ ﺗﺿﻊ ﻭﻗﺗﺎ ﻓﻲ ﺣﻛﺎﻳﺎﺕ ﺗﻠﺩ ﺍﻟﺣﻛﺎﻳﺎﺕ ﻟﺗﻔﻛﻳﻙ ﻋﻘﻝ ﻣﻭﻻﻫﺎ ﻭﺳﻳﺩﻫﺎ، ﺑﻝ
ﺇﻧﻬﺎ ﻭﻣﻧﺫ ﺍﻟﻠﺣﻅﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺗﻲ ﻭﻟﺟﺕ ﺣﺟﺭﺗﻪ ﻭﺿﻌﺗﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﺧﺗﺑﺎﺭﺍﺕ ﺣﻛﻣﻪ ﻭﻭﺿﻌﺕ ﺃﻣﺎﻣﻪ
ﺍﻟﺻﻭﺭﺓ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﻳﺔ ﻟﺭﻋﺎﻳﺎﻩ، ﺍﻟﺻﻭﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻟﻡ ﻳﺣﻠﻡ ﺑﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺃﺷﺩ ﻛﻭﺍﺑﻳﺱ ﺣﻳﺎﺗﻪ، ﻓﻳﻘﻭﻝ: ﻭﻛﺄﻧﻙ
ﺗﺗﺣﺩﺛﻳﻥ ﻋﻥ ﺃﻧﺎﺱ ﻻ ﺃﻋﺭﻓﻬﻡ. ﺷﻬﺭﻳﺎﺭ: ﺣﻘﺎ ﻣﻭﻻﻱ، ﺇﻧﻙ ﻓﻌﻼ ﻻ ﺗﻌﺭﻓﻬﻡ. ﺷﻬﺭﻳﺎﺭ: ﺇﻧﻪ ﺷﻌﺑﻲ.
ﺷﻬﺭﺯﺍﺩ: ﺷﻌﺑﻙ ﺻﺎﺭ ﻣﺟﺭﺩ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﺩﻓﺗﺭ ﺟﻭﺍﺳﻳﺱ ﺍﻟﺷﺭﻁﺔ. ﺷﻬﺭﻳﺎﺭ: ﻫﺫﻯ ﻛﻠﻣﺎﺕ ﺍﻟﺳﻔﻠﺔ.
ﺷﻬﺭﺯﺍﺩ: ﺃﺧﺷﻰ ﺃﻥ ﻣﻥ ﺗﻌﻧﻳﻬﻡ ﺑﺎﻟﺳﻔﻠﺔ ﻗﺩ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻛﻝ ﺍﻟﻧﺎﺱ.

ﻟﻛﻥ ﺷﻬﺭﻳﺎﺭ ﺍﻟﻣﺷﻐﻭﻝ ﺑﺫﺑﺢ ﻋﺫﺭﺍﻭﺍﺗﻪ ﻛﻝ ﻟﻳﻠﺔ ﻻ ﻳﻬﺗﻡ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺣﻛﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺭﻭﻳﻬﺎ
ﺷﻬﺭﺯﺍﺩ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﻻ ﻳﺻﺩﻕ ﻧﺻﻔﻬﺎ، ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻣﻁﻣﺋﻧﺎ ﻟﻬﺗﺎﻓﺎﺕ ﺷﻌﺑﻪ ﺍﻟﻣﺅﻳﺩﺓ ﻭﻣﻔﺗﻭﻧﺎ ﺑﺎﻟﻼﻓﺗﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ
ﻳﺿﻌﻭﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻁﺭﻳﻘﻪ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑﺢ ﺑﺣﻣﺩﻩ. ﻭﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺄﺧﺫ ﺣﻛﺎﻳﺎﺕ ﺷﻬﺭﺯﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻣﻝ ﺍﻟﺟﺩ ﻓﺈﻥ
ﺍﻗﺗﺭﺍﺏ ﺍﻟﺛﻭﺍﺭ ﻣﻥ ﻗﺻﺭﻩ ﻳﺻﺑﺢ ﻗﺩﺭﺍ، ﻻ ﻳﻧﻔﻊ ﻣﻌﻬﻡ ﺑﺻﺎﺻﻳﻧﻪ ﻭﻻ ﺣﺭﺍﺳﻪ، ﺣﺗﻰ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺳﻣﻊ
ﺟﻠﺑﺔ ﺍﻟﺛﻭﺍﺭ ﻣﻥ ﻓﻧﺎء ﻗﺻﺭﻩ ﻗﺎﻝ: ﺻﺩﻗﺕ ﺷﻬﺭﺯﺍﺩ ﻓﺭ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍء ﻭﺻﻔﻊ ﻗﺎﺋﺩ ﺟﻳﺵ ﻣﻐﻭﻝ ﺍﻟﻐﺭﺏ
ﺍﻟﺑﺎﺏ ﺑﻭﺟﻬﻲ، ﺻﺭﺕ ﺑﻧﻅﺭﻩ ﻣﻠﻙٌ ﺳﺎﺑﻕ. ﻟﻡ ﺃﺭﻕ ﺣﺗﻰ ﺃﻥ ﻳﺣﺳﺑﻧﻰ ﻣﻥ ﺃﻋﺩﺍﺋﻪ. ﻭ ﺍﻟﺛﻭﺍﺭ ﺩﺧﻠﻭﺍ
ﻗﺻﺭﻯ، ﻭﺍﻧﺿﻡ ﺟﻧﻭﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺛﻭﺍﺭ.

ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﻣﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻣﻘﺎﻝ ﺑﺎﻟﻁﺑﻊ ﻟﻠﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﻥ ﻣﺳﺭﺣﻳﺔ، ﺧﺻﻭﺻﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺕ ﻣﺳﺭﺣﻳﺔ
ﻣﺩﻫﺷﺔ ﻭﻣﺑﻬﺟﺔ ﻛﺗﻠﻙ، ﻭﻟﻛﻥ ﺍﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﺗﻛﻔﻲ ﻟﺗﻭﺟﻳﻪ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻟﻘﺭﺍءﺗﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻟﻥ ﻳﻧﺩﻡ
ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺑﻳﺗﻬﺎ ﺃﺣﺩ، ﺧﺻﻭﺻﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻋﺭﻓﻧﺎ ﺃﻥ ﺃﺳﺗﺎﺫﻧﺎ ﺩﻛﺗﻭﺭ ﺣﺳﻥ ﻋﻁﻳﺔ ﻫﻭ ﻣﻥ ﺗﻔﺿﻝ ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ
ﻣﻘﺩﻣﺗﻬﺎ!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى