مطاردة النور

لمّا إنطفأت الأضواء من المساكن وأصبحت رائحة الحزن يخيمها دخان الحرائق الخارج من كل مداخن البيوت، وقف الغيم حابسًا دمعته، والقمر يتحسر، يسكُب من بين شقوق القلوبِ نزيفًا من موت، قام طفل الشتات يبحث عن فتات خبز حتى وصل مدينة النمور، (…)
لمّا إنطفأت الأضواء من المساكن وأصبحت رائحة الحزن يخيمها دخان الحرائق الخارج من كل مداخن البيوت، وقف الغيم حابسًا دمعته، والقمر يتحسر، يسكُب من بين شقوق القلوبِ نزيفًا من موت، قام طفل الشتات يبحث عن فتات خبز حتى وصل مدينة النمور، (…)
اطل من بين شقوق الباب الخشبي المتهرئ، حول عينيه الضيقة التي تشبه عيني سمكة ميتة يمنة ويسرة، لفحته رائحة روث البهائم، تمطط ككلب أجرب، طقطقت العظام، انفلت أنين متقطع،طاف حول سور الدار المتآكل، حبلق في الفضاء البعيد،شيع الكلب المقعي خلف (…)
المدينة، مساء، تتقيأ كماً هائلا من المتسولين، تبدت بينهم سيدة نحيلة،استرعت انتباه أحمد، كانت تحمل طفلاً، عينه فُراره، توقف عندها، منحها ورقة مالية ليس كرماً منه، لكن بغيته أن يسمع منها، قال لها: عمتِ مساءً سيدتي.. قلما يحيينا أحد، "هنا" (…)
تآلفت مع أحد أحناش دغل نبات الصّبّار؛ في ربيع أحد الأعوام، وتحدثنا معا في شؤون كثيرة، وأشياء عديدة... فما الذي دعاني إلى الخروج من بيتي، تاركا الحي الذي أسكن فيه، وأولي ظهري لبنايات المدينة؛ المتلاصق بعضها ببعض؛ ويضيق بعض أزقتها، ولا (…)
لم تتوقع ريتا ان ترى شيطان البحر عاريا من المشاعر يسير على الساحل... شيطان البحر الذي طالما ناجته ليلا في كثير من ساعاته المعتمة و هي ترجوه تسأله عن سر فقدها من احبت بعد أن ابتلعه في آخر رحلة له على سطحه... سارعت تلحق به في محاولة (…)
كانت جالسة على كرسي، خجولة، نظراتها مضطربة، تراقب حركات رجليها النحيلتين. تخبئ يديها تحت ابطيها حتى ينتعشا بحرارة جسدها الصغير. كان يوما باردا جدا، فصل شتاء بدون أمطار. حلت محله برودة تصطك معها الاسنان وترتعش معها الأبدان. ظلت جالسة لا (…)
مقع على الكرسي، شارد الذهن، أتأمل تأملي بانزعاج متقطع،وجوه مألوفة وأخرى عابرة، أحداق فاغرة ترعى في جرائد الصباح، جماجم متعبة، انخرطت في حوارات مستهلكة،المقهى مهرجان بخس، يفتح فخديه للصالح والطالح، عيناه الضيقة موزعة بين رواد المقهى (…)