هيام ٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر)، بقلم صالح مهدي محمد لم تكن هيام تكبر؛ كانت تُسحَب إلى الأمام كما تُسحَب الستائر الثقيلة في بيتٍ لا يريد ليد المعاناة أن تلمسه. وُلدت في فجوةٍ بين زمنين: زمنٌ تقاسمت فيه الأم والأب الغياب، وزمنٌ آخر عاد فيه الاثنان (…)
رجل الكرمات ١٩ تشرين الثاني (نوفمبر)، بقلم صالح مهدي محمد كان حضوره متواضعًا، لا يعرفه الناس جيدًا في المدينة، لكنه يترك فجوة صغيرة في الهواء، ضبابية، كأنها سؤال لا يجرؤ أحد على صياغته. يمشي كعابر، كحلم يمر بين الأزقّة، لكنه في الحقيقة يزيح طبقات من (…)
الشبح ١٩ تشرين الثاني (نوفمبر)، بقلم صالح مهدي محمد في المساء الذي يهبط سريعًا على المدينة، يصعد ضوء المصابيح إلى الواجهات مثل محاولة بائسة لطرد الظلام الدامس. الشوارع شبه هادئة، والهواء ثابت إلا من رجفة خفيفة تشبه ترددًا في قلب بشري. هذا هو الجو (…)
أحاديث المساء ١٧ تشرين الثاني (نوفمبر)، بقلم رائد قاسم يقفون في صفين متوازيين، يحملون كؤوسهم المليئة بالمشروب الأحمر المثلج، أصواتهم كأنها كورال جماعي متناغم، كل عدة أشخاص منهم يتحدثون في شان ما، يتكلمون بألسنتهم وفي دواخلهم، كل شخص منهم له ظل، كل ظل (…)
بكاء بلا دموع ١٧ تشرين الثاني (نوفمبر)، بقلم ميسون حنا اخترنا مدرسة لنستوطنها كونها مكانا من المفروض أن يكون آمنا غير مستهدف. توزعنا في أرجائها، وبتنا ليلتنا ونحن نحمد الله على اختيارنا المكان الموفق. في الفجر، في موعد الأذان الذي حُرمنا من سماعه كون (…)
عبور متأخّر ١٧ تشرين الثاني (نوفمبر)، بقلم صالح مهدي محمد في مساءٍ يشبه انكسارَ المرايا على صفحةِ ماءٍ راكد، خرج أبو سلمان من عزلته اليومية، كأنّ قدميه تُساقان إلى شيءٍ لم يتّضح بعد. كان الضوء يتسرّب من بين النوافذ الضيّقة مثل غبارٍ ذهبيّ، فيما كانت (…)
تنقية المواليد الجدد ١٦ تشرين الثاني (نوفمبر)، بقلم عبد الإله الراوي النسمات الخريفية تدفعنا للنوم بدغدغتها جفوننا ..تهدهدنا كأم حنون ..ونحن ممددين على سريرينا .،.أنا وسعيد، على سطح أحد فنادق مدينة الموصل، والذي جمعتني به صلة قرابة بعيدة لا أكثر. الصمت عبادة.. (…)