
موتٌ ... ونواةٌ ... وحُلُمْ ...!!!

عُذْراً أبي ...
ما عادَ يغريني المسيرُ مع القطيعْ
شاعر أردني
عُذْراً أبي ...
ما عادَ يغريني المسيرُ مع القطيعْ
يا صــاحبـي إمّا دخلـتَ المعــتركْ
أو صــار حِملك مثقلاً قد أوقـركْ
أو تهـت في هـذا الوجـود بلا هدىً
أو حمـتَ في هذا الفضاء بلا فـلكْ
يا هاشِـمُ قـدْ مِتَّ فَـتِـيَّـا
ولقِيـتَ إلهــكَ مَرْضِـيَّـا
ماتتْ أحْـلامُـكَ يافِعَـــةً
وغَـدَوْتَ بِرَمْسِـكَ مَـرْثِيَّـا
عشرةَ أعوامٍ قـدْ رحَلَــتْ
وأعيـشُ لفَقْـدِكَ مَدْمِيَّــا
هَلَّتْ عليَّ بنـاتُ قلْبِكَ في الدُّجى
أضْفَتْ علـى اللّيلِ البهيم تألُّقـا
جاءتْ رِسالتُكَ العَليلةُ أثْلَجَـتْ
قلبـاً عبـوساً قمْطَريراً مُرْهَقـا
أزْجيْتَني من فيضِ روحِكَ نفْحَـةً
صُبَّتْ على القلْب اليَبوسِ فأورقا
قبلَ أنْ يعتادَ فيا الليلُ أنْ يمحو النَّهارا
قبلَ أنْ يَغتالَ فيها البومُ أصواتَ البلابلْ
قبلَ أنْ يختالَ خِنْزيرٌ ويرمي بالقبيحات الأيائلْ
قبلَ أنْ يُقتادَ فيها الشِّعرُ موقوفاً بأبواب المدائحْ
تتبسَّمينْ ...
ومن عينيكِ تَنْهمِرُ المحبَّةُ من سنينْ
وتجلسينَ على ضِفاف نهر العُمْرِ
غيرَ عابِئَةٍ بتصريف القدرْ
مْجَرةٌ خَلْفَ الجُدْرانْ
لا تُبْصِرُها العينْ
تسْمَعُها الأُذْنُ
ويحياها الوُجْدانْ
تَتْرُكُ بصْماتٍ مِنْ خَوْفٍ
ليتني كُنْتُ حِمارا
لسْتُ مسؤولاً بذنْبٍ
أو لعيبٍ أتَوارى
لا أُعاني أيَّ همٍٍّ
لسْتُ في سلك الحَيارى
جلسْتُ أُقلِّبُ التاريخ يومـا
سلِّي النفس من همٍ دهاهـا
وقد صادفْتُ في سِفـرٍ عظيمٍ
رجالاتٍ رجتْ روحي لقاها
ولو خُيرتُ من أمري بشـيءٍ
رجوتُ الله أن أقفـو خطاها
تلاقينا ...
ولكن بعدما فات الأوانْ
تعارفنا بروحَينا
تهامسنا بلا حرفٍ
تعانقنا بلحظ الأعين الحرّى
الصفحة السابقة | ١ | ٢ | ٣ | الصفحة التالية