الخميس ٣١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم طارق ثابت

أجنحة الرفض المطلق

قد صارت تُرهبُني الكَلماتْ..
ترميني خلف دياجي الصمت المطبقِ..،
كالصلواتْ...
تنفيني في وجع الأشباهِ..
وتمضغني كفُتاتٍ من قاتْ..
قد صرت الغارق وحدي...
في بحرٍ النزواتْ
أقتات على ظلم القربى..
وعلى حرف..
قد باع قداستهُ،
هربًا من وجع الماضي..
وفرارا من تأنيب الآتْ..
* * *
قد صارت لي دنيايَ..،
البلبل فرّ..
النورس باع قداستهُ،
والبحر أضاع حنين شواطئهِ،
كي لا ينجب أسماكا..
تتسلى بمصيبتهِ..
وتزيد النكبة للنكباتْ..
كي يمحو خارطة الداءِ...
ويجري عكس سفينتهِ،
فيجاوز شأن الماءِ...
ويرقى للسمواتْ؛
كي يغسلَ...
بعضا من أدران القلب التائهِ؛
بالعبرات..
* * *
قد صار الحائط منفايَ..
المأتم كل مساء أحضُرهُ...
كي أبحث عن وجهي المفقود هنالك،
في الظلماتْ...
أتمايل فوق بحار لا ترحمْ
أتساءلُ عن أزهارٍ...
ضاعت في الفلواتْ..
أتساءلُ...
ما جدوى الحب الموءود...؛
على الطرقات..
أتساءلُ ...
ما معنى أن يحيا الناس..
بلا معنى...، وبلا ذات،
عن معنى خارطةٍ..
قد ضيَّعها جيلٌ...
لا يفهم أن الكلمة لا تكفي..،
كي تبنيَ وطنًا..
لا تسقطُه الطعنات.
* * *
قد صرت شهيدًا...
أفضحُ نفسي...،
أحيا في عصر للخذلانْ...
فأغيّر لون دمي..
في كل صباح يستهويني...
أو في كل مساءْ..،
أتماوت في صمتٍ..
أحيا كجميع الناسِ...،
بلا هدفٍ..
كبلاد تسبح في الفوضى،
وتحارب كل ضياءْ..
أتذوق أجنحة الرفض المطلق..
وأذوب..
لأزهرَ..
بعد فصول الداء...،
* * *
قد صرت شهيدا...
أفضح نفسي،
أعلنت بأنّي لن أكتب شيئا..
فأنا قطّعت جميع كراريسي..
ورميت بعيدا محبرتي..
وأنا أغلقتُ مدائن شعري..،
وركبت أعنَّة طوفاني..
وحملت الحرف الخائف...
من صحو الزيف..
ومن خُدَع الماء..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى