الجمعة ٨ آب (أغسطس) ٢٠٠٣

عصــر الظــلام

بقلم: مـروه سـعيد- مصـر

في عصر الظلام جرح الحق جرحا عظيما, آلمه وأعجزه عن الحراك أو حتى الكلام, فسكت.

في عصر الظلام, أصبحت العدالة أسيرة في أيدي الظلم, مقيدة في براثن الجور, تستغيث فلا مغيث, تنادي فلا مجيب, فصمتت.

في عصر الظلام اغتصب الصدق, الكذبَ, وخلع عنه ثيابه ليرتديها فيبدو مثله أمام ضعاف البصر. فالتاع الصدق وخمد.

في عصر الظلام, طعن الشرف بخنجر الخيانة, فسقط جريحا, نازفا لا يقوى على النهوض, فحرن.

في عصر الظلام, لوثت النزاهة ببريق المال الواهي, فألجم فاها فخرست.

في عصر الظلام, احتَكرت القوة في قبضة الطغيان, فجاءت أفعالها لا عقلانية ولا منطقية.

في عصر الظلام, أَذلت السلطة, فأصبحت كالدمى الصامتة لاحول لها و لاقوة, تتلاعب بها أيادي السلب و النهب.

في عصر الظلام, أصبح المنطق عليلا, قلبته علته. فبات يرى الحق باطلا والباطل حقا. فجازت فيه معاملة المرضى العقليين.

في عصر الظلام, أمسى العالم غابة كبيرة ذات نواميس مخيفة موحشة تجسد بصدق مبدأ الظلام: البقاء للأقوى والهلاك للضعيف.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى