الأربعاء ٩ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم توفيق الرصافي

أحـلام صبية صغيـرة

أعطني عرائسي الصغيرة
يا أمــي ..
و دعيني أهدهدها
مثل طفل عضه الوسن
ودعيني أراقصها
كمن لا يعرف الحزن
وأغني لها موشحات الحب و السلام..
أعطنيهـا أصبغها بعطـر الزهور..
بحنـان القمر المنير ..
وأمحو عنها دم أخي.. أبي المغدور..
ودماء الحلم الصغير...
وأشطب من ثنـاياها بقـايا الكلام..
* * *
أعطني يا أمي عرائسي الصغيرة
أزينها بدل الموت..
و الخراب .. و أشلاء القتلى
وردا ..
واعصب جبهتها بفتيل من حناء..
أعطنيها يا أمي ودعيني أغني لها
أغنية العائم بلا مجداف
في بحر السلام..
وأمحو من صدرها كيف تذبح الخراف
وكيف تجهض الأحـلام..
كيف تغتصب بسمة الأشراف
وكيف تشنـق الأقـلام..
و أنسيهـا يا أمـي
كيف تحترق السنين بمرارة الأيام
كيف تحترق السنين بمرارة الأيام ..
* * *
أعطنيها يا أمي أغني لها
علها تنسى صوت الصواريخ
المارقة بلا حق ..
فوق رؤوسنا..
علها تنسى الموت الساكن مثل الليل
في شوارع المدينة
وتحت حطام بناياتها ..
علها تنسى قهري ..
أعطنيها يا أمي أغني لها
علها تنسى رائحة الدم في أيدينا
و تنسى الخوف وكوابيس آخر الليل
ونتانة الصمت المشينة..
فتهجر بكاها ..
وتموت في صدري..
* * *
أمي عرائسي و أحبها
فأعطنيها..
أعطنيها ودعيني أهدهدها
وأسكت جرحها بقبلة..
وأكفكف دموعها ببسمة..
وأروي لها يا أمي
قصة طفل و طفلة ..
رجل و امرأة ..
قصة شعب يحب السلام
قصة شعب..
يرفض أن يموت تحت الأقدام..
يرفض أن يموت تحت الأقدام..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى