أقاصيص قصيرة للغاية
(2)
"سعياً للبوح
الحر نلجأ
إلى الأدب الثري"
عبد الباسط خلف
نزاع
كان ساري يتابع بشغف وحزن، دراما دامية سرقت من عينه الصلبة قطرات دمع بالمجان.
أسفل القصة التي لا تنتهي ، راح شريط أحمر، يسرف في بث أخبار هزليةً .
توقف الشاب عند نكتة صفراء تقول: مرة واحد.....، فتشاجرت دموعه وشهوته، قبل أن يتبخر التيار الكهربائي من منزله غير المرخص....
فندق
في بهو الفندق الرخامي، تصاعدت حمى موظف الاستعلام، وهو يطارد في نظراته ثرياً غير حكومي وتاجر "حكي"، تتحلق حوله فراشات ملونة، ويحاول آخرون الاقتراب من مجاله الجوي، طمعاً ونفاقاً وخوفاً.
في النهاية، يكتشف رجل الاستقبال مساحة الغباء التي تحيط به، فعند مقربة فندقه ذي النجوم الخمسة، تقف دورية جيش وقح، تأمر بالكشف عن البطون وإبراز أرقام البطاقات الشخصية!
شقاء
على حين غرة، قررت سعاد الإطاحة بشقائها متعدد الجنسيات. قالت سأكف عن الوصف، وسأفر من الشقاء بعيداً...
قبل أن تجف كلماتها، وقعت رهينة لغضب زوجها، الذي اتخذ قراراً بتوسيع عمله في زراعة نباتات حارة ذات شوك.
ليلى
سألت الصغيرة صفاء، بوجهها البريء، والدتها: لماذا بدّل خاطفو الصحافية الفرنسية فلورانس أوبنا، اسمها إلى ليلى؟
تلعثمت الأم ، ولم تدر بماذا ستجيب صغيرتها. في النهاية جاءت الإجابة: ربما يا صغيرتي كان زعيم الخاطفين، لا يجيد نطق الأسماء الفرنسية...
عناوين
في المدينة، تتكاثر الشائعات كالبكتيريا العرجاء. علي الشاب اليافع، خصص كراسة حمراء لتدوين أبرز الشائعات التي يسمعها:
ميس تحب سليم، وضاح يخون زوجته، امرأة من الحي المجاور قتلها والدها..، سمر تتحدث عبر الهواتف النقالة للشبان، عاملة المصنع سيتزوجها المدير لأنهما....
أكتشف علي، أن ضحايا الألسن غالبيتهن من شقائق الرجال، وقرر صنع شائعة ذات رائحة ذكورية...
توثيق
في حي ما، نشبت في ظهيرة حزيرانية نكسوية عدة جبهات: سالم أطلق نيرانه على التاجر عدلي، وضاح استرق الخط الهاتفي لجاره، "البطل" كما يسمونه، أراد نهب المشفى الحكومي، لأن مديره رفض توفير مشروب "سفن أب" لشقيق المريض...
لم يجد سعد من يتشاجر معه، فتخاصم مع أعماقه الملتهبة....
صفقة
سامية، فتاة صغيرة ذات 16 سنة قمرية، إلا يومين، متفوقة في مدرستها، ذات جمال، والدها يعاني الفقر ومشتقاته.
ذات نهار، طرق شاب لا زال يستخدم إبهامه في التعاملات الرسمية، طالباً القرب...
هلل الأب وكبّر فرحاً....
في الحافلة العمومية، راح والد الشاب يقول: تصوروا ستكلف "الـ..." ألف يورو وأكثر!!!
انتخابات
في منتصف الشارع الرئيس، شرع سامر في تثبيت ملصقات الدعاية الانتخابية للحزب البنفسجي ، قبل يومين من الانتخابات المحلية.
في منتصف النهار، وقع سامر في حفريات لم تجد من يردمها، فكسرت رجله، فأرسل إلى المستشفي في سيارة إسعاف سارت كسلحفاة عرجاء، وعلى سرير الشفاء لم يجد المريض شربة ماء، وتأخرت حبات الدواء في الوصول إليه، وشتمه الطبيب لسبب تافه......
ذئاب
اليوم: بعد ظهيرة يوم الخميس.
الحي: 13 شارع الوفاء.
الشخوص: شابان و"كلب".
التفاصيل: محاولة من "الكلب" غير المروض للانقضاض على عهدية.
الحبكة: تواطؤ سمير ومساعدته للكلب.
النهاية: قلب محطم، ومؤامرة ، وأرباح بالجنيه الإسترليني، وفنجان قهوة مستوردة.
مكافأة
حسين، شاب في الأربعينيات، صحافي حر، يعشق الكتابة كحبه للحُب.
في ظهيرة يوم قائظ، قال له رئيس تحرير مطبوعة: أنت رائع ككلامك العسل، لكن جيوب صحيفتنا" والسماء والطارق".
بدل حسين صاحب الشعر النادر إلى مجلة ثانية، قالت له مديرة المال: للأسف لا نستطيع صرف مكافأة لك هذا الشهر...
قبل أن تختتم كلامها، جاء ساعي شركة توريدات الضيافة، وطلبت المديرة ذاتها، كمية من الكستناء والفستق الحلبي للضيوف، وأطباق تعج بالبروتين وبعض المقبلات و.. و.. و ....
صلابة
كان الأب منهمكاً في متابعة فيلم عربي غير ذي حبكة. بجواره جلس صافي الصغير، وهند الخجولة، قطعت دعاية تواصل الشاشة الصغيرة: ورقة نقدية لا تستطيع الدخول في آلة النقود، لأنها مرنة، فيما تنجح ورقة صلبة في المهمة، وتنتهي بجملة ذات خط أزرق مشتق من الحبة الزرقاء" العبرة بالصلبة".
يسأل صافي الأب عن معنى الدعاية، فيقول: إنه لشركة تنظيف!!