أم سعيد
تساقطت حبات المطر من أوراق الأشجار الكثيفة على رأسي.. شعرت رقبتي برودتها حينما انزلقت عليها وداعبتها. هي تجمعات قطرات ليلة الأمس الماطرة على أغصان أشجار الغابة المجاور ة لمنزلي؛ على حد علم ذاكرتي...تابعت مسيري. استرحت على الكرسي الخشبي القابع تحت عريشة من الأغصان المتشابكة؛ أظنها نتاج نسيج عاشقين استظلا بها بعد يوم شمسي قائظ. تبا ماذا أفعل في هذا الظلام؟! سيقولون لي إنه الزهايمر. أرى الورقة المربعة على صدري تحمل اسمي وعنواني. ما أغباهم يظنون أنني أعاني من الزهايمر. لماذا لا يدركون أنني جئت كي أشعر الأمان في ظل العباءة السوداء التي ستغطي عربة أم سعيد. مسكينة، تنتقل من شارع إلى آخر علها تبيع بعض الخضروات، فتحظى ببضعة دراهم تساهم في سد رمق جوع أطفالها. جئت هنا كي أراها ..أردت أن أبتهج بها وهي تحاول ايجاد رصيف تحت مظلة الليل بعيدا عن أعين الشرطة، أو ركلة أقدامهم. يا إلهي أي أم سعيد في غابات كالدويل الشيكاغوية. تلفت يمنة ويسرة. صرخت لست أعاني الزهايمر يا عائلتي المجنونة. أنا أعاني ذاكرة لا تموت
أنقذوا أم سعيد. لا أظن أن الليل ذرف عليها الدراهم
تبا لك من ذاكرة لا تعيد لي سوى الدموع.
أنقذوا أم سعيد..