أنا القدسُ.. بها مفتون
مفتون أنا بها .. فهل ستكتحل برؤيتها العيون؟، ويتحقق الحلم!!، مفتون أنا بها ويغلي المرجل في موقد الفؤاد شوقًا وحنينًا، يا عشاق العالم استيقظوا إني أخاطبكم، هل من مفتون بها يشاطرني الجنون؟!، أتلمس كل ما يشدني إليها، وأشم كل وردة تضوع بشذاها، صدقوني .. صدقوني.. إنّ الحبّ الجنوني يجعل العشاق مساطيل، يقبلون الحصى ويعانقون الشجر والجدران، كيف إذا كانت المحبوبة هي القدس؟. مهبط الرسالات ومهوى أفئدة الأنبياء، تشتاق لمسراها النفوس، وتعرج لقبابها الأرواح، وتتوق للثم ثراها القلوب، إنّ لدي طالب من فلسطين، أرى فيه شيئًا من شذا عبيرها وبريق نضارتها، ضايقه طالب مشاكس يروم به أذًا، فأقبل الطالب الفلسطيني ناحيتي شاكيًا مستاءً؛ فسألته: "ما قال لك غريمك؟"، فأجابني: "سألني من أي الديار أنت؟، فأجبته: من ديار فلسطين، فردّ عليّ: أنت لست فلسطيني، أنت إسرائيلي!!"
قلت للطالب المشاكس: "أسألك أي البلدين أحبّ إليك ديار الحرمين؟، أم ديار فلسطين؟"، فأجاب الغريم: "بالطبع فلسطين"، فقلت له: "هل تعلم أن أحد أحلامي الصلاة في بيت المقدس؟!"، قلتها وكبحت الجماح، بالطبع انتهى النزاع بينهما، إلا أنّ نزاعًا من نوع آخر يصطلي في فؤادي؛ يجاذبني لزيارة قبابها ورباها، فهل من مفتون بها يشاطرني الجنون؟!، هنيئًا لكم يا من تشرفتم بالصلاة في محاريبها، هَلّا دعوتم لنا، لعل العين تكتحل؟، هنيئًا لكم، لو كنت فنانًا لرسمت فلسطين لوحة، لو كنت مبدعًا لجعلت القدس تحفة؛ تحج إليها القوافل وتشتاق إليها النفوس، يا معاشر العشاق إنّي بها مفتون، ألا من داعٍ يدعو لي بظهر الغيب؟!، ألا من محبّ يرفع أكف الإبتهال؟، لعل دعوة صالحة تصدع فتصيب، ويتحقق بذلك المرام، حينها بحق سيرتوي القلب، وأنّى لهذا القلب أن يبلغ الرَّيَّ والرُّواء.