أنشودة الأسير
شعـر: سليمان نزال
إلى أسرانا الأبطال في السجون الإسرائيلية-
أنا أسيرُ انتسابي لغزالةِ رؤيتي و الترابْ
أنا رهينُ الفيض الملائكي و قرنفلة الإيابْ
فأغلقي عليَّ بابَ سجني، أغلقي الأبوابْ
لستُ أشكو مكوثي مدى الدهر مع الجذور..
أنا سجينُ انتظاراتي لأيام يديها و المكان
زنزانتي صوت جدي و القرية و الحصان..
أسيرُ حلمي أنا، يأتي في صورة البركان
يحملني فجراً على صهوة جرحه و يسير..
أنا أسيرُ حكاية النوارس و الغضب و النسور
أنا أسيرٌ لدموعِ قمحي و أنّات الزهور..
أنا سجين الأنوثة الأولى و الحبق و الحرير
و كم أنا طليقٌ حين يحبسني اليخضور..
فلا تطلقي يا أمي سراحي...
زنزانتي بحر و دنيا في قلبك الكبير..
أنا أسيرُ لوزتينِ تبرعمانِ بحضنِ الشفقْ
تدعوانِ صهيلي كي يمضي و ينطلق
مُحطماً سجنَ الدخيل و زمنه المرتزق
سجنُ البلادِ عشقٌ.. سجنُ العدو مرير..
أنا أسيرُ سنديانة كتبتْ عنوانَ دمي
على كتفِ الجليلْ..
سجين قصة حزينة عن فارس
كبا حلمه الجميلْ
فنهضَ للجموحِ ثانيةً، تسنده الصقور
أنا أسيرُ صحبتي لأمسي و حاضري و الآتي
أنا أسيرُ فكرتي عن حريتي و شمس أمنياتي
أنا سجينُ الغيبة الكبرى و شتاتي و مأساتي
سجنُ المبادىء عزٌ.. و سجنُ الطغاةِ مأسور
أنا أسيرُ أهزوجة خضراء
يتقاطر منها الندى و التذكار الجميل
تطلقها حناجرُ اللقاء
ساعات الحصاد و قطاف المواويل..
ترددها حبات القمح كأنها تراتيل
فيضيء الحقل أقمارا و صبايا مثل البدور..
سجن الأوطان عناق.. و سجن الجلاد نفور.