

أهازيج الوجع
وجه متجهم يتكوّم دفعة واحدة أمام كرسي عريض .
طبيب يحمل في وجهه كل معاناة البشر ينظر ملياً إليه .
يسأل بنبرة حادة ؟
ماذا يؤلمك ؟
يشير المريض بيده إلى قلبهِ !
علامات تعجب تبدو على وجهِ الطبيب !
يطلب منه الاستلقاء فوق السرير
يكشف عليه بتؤدة وتروٍ .
تزداد الحيرة والتعجب ، يقطب حاجبيه !
يسأله عن اسمه وعمره ؟
المريض ينظر ولا يجيب .
كم هي مفاجأة للطبيب !
المريض أصم لا يسمع !
كيف يشرح له حالته ؟
يحضر ملفاً ويكتب فيه التقرير التالي : هناك كثير من التصدعاتِ والشقوقِ التي علت القلب ، نتوءات نتيجة الظلم والطغيان والجور !
مشاعر تلتهب من الألمِ ، قتلى ، وجوعى ، وجرحى .
قلبٌ متعب متهالك نتيجة مفترسي الكرامة !
أشار الطبيب للمريض بيده أنه سيصف له علاجاً يريحه من معاناتهِ .
ابتسم المريض وعلت وجهه ابتسامة خفية ، أشار برأسه دليل موافقة .
كتب له في الوصفة ، ستموت العاطفة من قلبك .. ستفقد الإحساس بالآخرين !
ستشيح بوجهك عندما ترى أجساد الصغار مزروعة بين الأطلال .
سترى الجثث ملقاة على جانبي الطريق ، وستتابع طريقك خائفاً على حذائك من الاتساخ .
سترى الأطلال والبيوت تُهدم أمامك ، وتفكر كيف تقتني بيتاً أرحب !
وبعد أن أنهى الطبيب وصفة العلاج قدَّمها إلى مريضه . الذي أمسك بها ونظر إليها بامتعاض شديد ، ثم مزَّقها وألقى بها .. وخرج يحمل أثقالاً من التصدّع التي غرزت أنيابها في قلبه ولا يعلم إلى أين ستقوده آلامه وأحزانه !؟