الأربعاء ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥
بقلم سلوى أبو مدين

في جوف إعصار

ذات يوم استيقظ معكر المزاج، دفع الغطاء، مط جسده، اتجه نحو النافذة أزاح الستار، الجو مبلد بالغيوم، أمسك المنبه الوقت مازال باكرا 6:45 صباحا قال في نفسه، فكرة تراوده للعودة إلى النوم.

مضى إلى المطبخ وضع الماء في معد القهوة أضاف ملعقة من البن، تأمل العصفور عند النافذة المغبشة يغرد ويلتقط الحبَ، ألقى بتنهيدة أسئلة تطفو في فمه قال بصوت هامس: هل تراه يشعر بالسعادة؟

تمنى أن يحظى بتلك الحرية التي ينعم بها ذاك الطائر.

وبينما هو يسبح بفكره تناثرت القهوة في كل مكان أغلق مفتاح الغاز، أخذ أول رشفة ثم تركها، طعمها لا يحتمل فقد وضع الملح بدل السكر، فتح باب المنزل الصحف متناثرة ومبللة بالمطر، لا رغبة له في قراءتها أخبارها بائتة كل الأشياء تشبه بعضها.

جلس على أريكة قريبة من النافذة تطل على حديقة مليئة باليمام، الشارع يخلو من المارة.

تأخر!

ارتدي ملابسه على عجالة، خرج وهو يعبث في جيوب بنطاله نسى مفاتيح سيارته في غرفة الجلوس.

عاد مهرولا صفع باب منزله مسح الغرفة بنظرة سريعة ثم اتجه نحو غرفة نومه بحث في كل مكان لم يجده!
تذكر!

ربما نسيها في البنطال الذي ألقى به في سلة الملابس، دفع يده داخل الجيب أمسكه، حثً خطاه ركب سيارته وانطلق، السماء مبلدة بالغيوم تشبه نفسه، الهواء ينوح ذاك الصباح قطرات المطر تتساقط على الزجاج.

وصل دائرة عمله، لا رغبة له في شيء، يرجىء فكرة تراوده.

أمسك جهاز الحاسوب ضغط على لوح المفاتيح كتب كلمات غير مرتبة، طلب من مديره إجازة طويلة.

دقائق وجاءه الرد إجازة طويلة مدى العمر!

نظر إلى الشاشة فرك وجهه تمسرت عينه عند آخر كلمة، رسالة المدير تشبه محركات صوت الطائرة!

خرج من المبنى يسابق خطواته ركب سيارته مضى على غير هدى؟

وحده بجوب الشوارع، كل شيء يتثاب، روحه تصطك، ابتسم ابتسامة مترهلة وهو يضرب بوق السيارة طويلاً ليبعد عن طريقه بائع الحلوى.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى