الأحد ٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٩
بقلم سلوى أبو مدين

إضاءات رامبو

جين نيكولاس آرثر رامبو 10 1854 - نوفمبر 1891) هو شاعر فرنسي. ولد في شارلفيل، الأردين، وكتب أشهر أعماله وهو لا يزال في أواخر مراهقته، وأثنى عليه فيكتور هوجو وقتها وقال أنه "طفل شكسبير"، وقد توقف كليةً عن الكتابة قبل أن يبلغ الحادية والعشرين من عمره. وباعتبار رامبو مشاركًا هامًا في حركة التدهور، فقد أثر بطبيعة الحال في الأدب الحديث وكذلك الموسيقى والفن. ويُشار دومًا إلى رامبو على أنه واحد من الطائشين المتحررين من الأخلاق والعادات. وقد سافر في رحلات كثيرة إلى ثلاث قارات قبل أن يموت من السرطان قبل أن يكمل السابعة والثلاثين .

إذا كان آثر رامبو شأن القلة من الشعراء الذين يتحدون الظلام بشمعة يوقدها ومساحة بيضاء يسيجها بالأزهار والورود ويطلق في سمائها الفراشات لتضيء روحه العتمة .
إذاً الشاعر يرى روحه شمعة تضيء العالم وفراشة تعانق النار بجناحيها لتحترق وتضيء مصابيح الروح . خلاصه للبشرية على هذا الكوكب .
يرسم الريح المنحدرة من أعالي جبال النرويج ، سمة تضفر خصلات شعر أوفيليا الطويل وقلبها يعزف سيمفونية الطبيعية .

فتح شرفته ليعلو أنين الأشجار وتنهيدات الليالي
وصوت البحار الصاخبة الذي يحدث حشرجة هائلة
أما إشراقاته :
فوق موجة السكون الليلي
وحيث تغفو النجوم
تعوم الزنبقة البيضاء أوفيليا
ببطء شديد تعوم غافية في غلالاتها الطويلة
ونسمع التهاويل من غابات بعيدة
أكثر من ألف عام
وأوفيليا الحزينة
ما تزال كالشبح الأبيض
تطفو على نهر الليل الطويل
أكثر من ألف عام
وجنونها اللذيذ ما يزال بأغنية
يهدد نسيم المساء
تنشر في التويج بتلاتها التي
هدهدتها الماء برخاوة
صفصاف على كتفها يبكي مرتجفاً
ورود تميل على جبينها الشاسع الحلم
صورة أوفيليا تمضي بنا فوق قالب ممزوج بالثلج والنار
وتخلطنا بريشة ألوان الرغبة والأحلام المستحيلة مع إشعاعات النجوم البراقة .
*يحيرك الشاعر بإصراره على الحلم حتى يدفعك عنوة وأنت مكبل إلى عالمه الفردي ، وكأنه أسطورة من سلسلة ناعمة من الكلمات .
الأعشاب تستيقظ من جديد لتجد نفسها في أحضان الماء العكر ، كم هو جميل وجهها الشاحب الذي يشبه كرات الثلج الناصعة .

هل كانت أوفيليا من خيال شاسع في ذاكرة رامبو حين سطر لها قصيدته.
الشاحبة أوفيليا
جميلة أنتِ كالثلج
نعم ، جرفك نهر النزق أيتها الطفلة
فالرياح المنحدرة من أعالي جبال النرويج
حدثتك ِ هامسةً عن مرارة الحرية ؛
وأن ذات صباح نيسانيّ ، سيجثو لأمامكِ صامتاً
فارس النور ، عاطفي ومسكين
يا للسماء ، يا للحب ، يا للحرية
يا لحلم الطفلة العفوية
في قصيدة بوهميتي إذ ينشد الألم:
أمضي القبضتان في جيبي المثقوبين
معطفي أيضاً معانقاً للكمال
أسير تحت السماء .. ربة القصيد
ملهمتي !
لقد كنت المخلص لك
أوه !
يا للمحبان المشرقة البهية التي كنت أحلم بها
هناك حيث كنت وسط الظلال الغريبة انظم شعري
كأنها القيثارة ، أجذب أوتارً مطاطية
لحذائي المجروح ، رجل بالقرب من قلبي
ذات ألم يقول : ـ
لم أعد أقدر البته أنا المستحم بذنوبكم أنتم ذوو النصال
علي الإبحار في ممخر حاملي القطن
ولا عبور زهو
عجرفة الرايات ذات اللهيب
ولا السباحة تحت الأنظار
الرصيف الرهيب

شعر رامبو يؤسس الحلم ممزوج بنار الحلم وحلم النور يرسم من الثرثارة صمتاً ومن الصفاء نقاءً .

قصائد تكره التعكير المبتذل تشبه الشمعة في الظلام والغيمة في السماء قصيدة النثر تحيا في شرنقة البياض ، تختصر المسافات ألوانها شفيفة مثل فراشات ترفرف شعراً في فضاء ليل العالم

عالم غير متكلف يبوح لك ، يحملك من زهرة إلى أخرى على جناح فراشة الشعر .
يحيا بداخله طفل يلطخ يديه بألوان الشعر والأوراق المبعثرة يحمل في ملامحه أصوات العصافير؛ ودموع الغيوم الملونة التي تضيء ليل العالم المعتم .
عالمه يسافر بك أبعد من الأحاسيس يصنعها حتى تبقى قصيدة بجناحين يحلقان فهي أشبه بفراشة ثم يطلقها في الفضاء الملون .

ما أجمل بياض رامبو وهو يصف الشعر والشعراء بأنهم إخوته وهم أيضاً مسؤولون عن الإنسانية كما قال في رسالة الرائي .
 المجموعة الشعرية الساخرة(1866)
 ليه أميس (1867)
 فتس جلانتيس (1869)
 لبوني تشانسون (1870)
 الرومانسية الغير مشروطة (1874)
 الحكمة (1880)
 الشعراء الملعونون (1884)
 جاديست نجروا (اليوم الماضي والسنة الماضية) (1884)
 حب الذات 1888)
 متواز 1889)
 تكريس 1890)
 نساء 1890)
 الرجال 1891)
 السعادة 1891- 1893)
 في البرزخ 1894)

والعديد من الأعمال التي حفظت له ومع ذلك يبقى يشكل ظاهرة شعرية غير قابلة للتفسير ليس فقط في الأدب الفرنسي وإنما أيضاً في الأدب العالمي .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى