إلى " ذاكر ٍ"* لَيْسَ يَنْسَى
ربما قد رحلنا ولكننا سنعود
ونمحو دفاتر من دمعنا فوق هذي الخدود
ربما سوف نسلك أرضا
ونحفر أسمائنا.
دائما
نتشظى هنا وهناك
ولكن إذا نفخ الأرقُ البوق َ
اجتمعنا
كخلق جديد.. بُعثنا .. وعدنا
وعاد الينا الوجود
بكينا كثيرا
تقرّح جفن الحضارات من نزفنا
واقتلعنا
أزيز أظافرنا
ورمينا مصاحفَ أعمار ِنا خلف ظهر الغياب
وكيف بقينا وضاقت شوارعنا
وماجفَّ دمع له ارثُ دمْ
ولم يعدِ الحزنُ يكفي محاجرَنا .. والندمْ
لقد قتلونا
وجفّ القلمْ
***
الى ذاكر ٍ ليس ينسى
وهو خلف اصابعه ينزفُ الحرفَ / يفجّرُ أحلامَه ُ
وهو يرسم حرفا جديدا
ويتلو اغانٍ جديدة
ويرسم لوحاته ... في قصيدة
يزخرف صوتا جديدا وينأى بدكان أوجاعه ويُفلسِف عُزلته وينام ْ
- يطوف عليه الكلامْ -
وتطوف عليه الحروف العتيدة
يطوّعها .. ويروّضها ثمّ يُلجمها بأصابعَ وحيَ اللجامْ
وآخر ُ مرّة
قبلَ الختامْ
قرأت عليه السلام
ومازال تختلف الناس فيه /إليه
وماكان الاهوَ
(((زماني لم يزل شيخا .. وذاكِر
أينسى أيَّ عبّاد ٍ وذاكر ؟
قضى ناجٍ وأطوار وذاكر
وما ادري تعود بهم مَنيِّة ؟ !))) . *
وأين سألقاك ياجبل الحب
تحتَ السفوح ؟
وكيف سأنتشل القلب حتى اوزّعه لبني ذئبنا
وماذا احدّث عنك ؟
وأين سأنعاك
يابن الجنوب
وكيف رحلت لبغداد (أرض ِ السواد\ الحداد)
لمن انت خلّلفت نهرك ؟ حرفك ؟
كيف لم تتوجع لدكانك الأزلي ؟
الذي كان يغفو به ألف دهر
ذاك الذي كان إلفـــَـك
عالم من بلاد كثيرة
وماذا رسمت ؟ وماذا خططت بريشتك الأزلية
خلف ظهرك ( صورة رياض احمد ) * بريشة ذاكر الشويلي
( كُتِبَ عليها : آن الاوان ومابعد رجعة ) *
مولاي : أنت كتبت النهاية
عفوا :
كتبت ميلادك الثاني ، وما انصرفت
عيناك عنه .. ولم تأبه لأي أحد
وقد تنبأتَ (عيشٌ غربة ٌ)... مرضٌ
ماقيمة المرء لو تمضي الحياة نكد
ولم تبال لعيش ٍ ميتةٍ أرق ٍ
لذاك خلفت أهلا دونه وبلد
وضاقت عليه الحروف
ولكنها لم تضق عنه تلك الحتوف
الحتوف ...
التي وزعت في شوارعنا
بأحجامنا
كل له حتفه ...
لن تعدم اليوم حتفا ... إذا جئت صفا
اذا لم تفرقكم الكلمات تفرّقكم هذه الارض عنكم وتحملكم ياصفوف
اشقى أنا خلف جسمي بكم ياالوف
****
تمترس خلف قدامِكْ
ولاتحفل بأيامِـكْ
ودع أرضك لو أصبحت الأرض ضبا هامـك
ودع وجهك لو صانك يوما .. من لأيتامك؟
* ( ذاكر الشويلي )خطّاط ورسّام وشاعر وإعلامي عراقي ( قُتل هو ومن معه من كادر في قناة الشعبية الفضائية العراقية عندما اقتحمها مسلحون ، قُتلوا بدم بارد )
* ( آن الاوان ومابعد رجعة ) أغنية للمطرب العراقي الراحل ( رياض احمد )
* (((زماني لم يزل شيخا ... إلى آخره) فنٌ شعبيٌّ عراقي اسمُه" الابوذية" وهو فن مؤثر ( استخدمناه باللغة الفصيحة ) .