الاثنين ٢ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم
إنه المــوج
أيُّ عزّ لغزّةٍ سوف يُهـدى | |
وذوو تينِهــا يكيـدون كيــدا | |
يستحلّون في الدهور حراماً | |
ويدسّـون في الملمّـات ضــدّا | |
ليس إلا الشهيدُ قاطف غيـمٍ | |
جاعلاً مُـرَّ ما رأيناهُ شَهْـــدا | |
مدَّ كفّاً و قامةَ العزم شــدّا | |
وامتطى المجدَ صاعداً واستعـدَّا | |
وارتدى شعلة الشموخ عزيزاً | |
واصطفى سدرة المروءات فــرْدَا | |
وتحدّى بعزمــه البغيَ لمّـا | |
طفح الكيل باطــلاً وتحــدّى | |
فهو منْ قلّـد السحائب عطرا | |
وكسا قلعة الفتوحـــاتِ مجـدا | |
مزجَ الدّمعَ من ندى كلّ قلبٍ | |
بدمــاء فجـادت الأرض ورْدا | |
إنه الموجُ شـدّة و سمــوّاً | |
يستفزُّ العداة جــزراً ومــدّا | |
مستميتاً يشدو الشهادة حلْمـاً | |
حازم القلب رابطاً مستعـــدّا | |
أصبح العزم في يديـه بروقـاً | |
ورمى الطامعين برقـاً فرعْدا | |
قطفَ النصرَ من دوالي الأعالي | |
جعل العـارَ عاريـاً يتـردَّى | |
عُـدَّ في جنّـة الخلود شهيـداً | |
ومضى في آلائـها يتنـــدّى | |
غـزّةٌ مدّت في لهيبٍ يديهــا | |
فإذا الحقّ ساطعــاً يتبــدّى | |
غزّة العـزّ عرّتِ اليومَ وجهـاً | |
في وجوهٍ يا أمّة سوف تَـردى | |
إن تكونوا في ذا الوجود وجوهاً | |
من سيخفي عيوبَـكم.. لن أعُدّا | |
إنّ من يألف الخنــوع صغيراً | |
ليس عيباً إنْ صار للعار جَـدّا | |
والذي رام في اليهود رغــاباً | |
وهو يرفو من المذلّـة بُــردا | |
سوف يسعى إلى القرود مطيعاً | |
صمته من عُـرا الدّناءة قُـــدّا | |
يتخفّى عن الكــرام جهـاراً | |
ذيله البخـلُ.. لو تكـرّم أكدى | |
كنتُ أهفو إلى الحياة فراشــاً | |
من ضيــاء الكـلام أقطف وِدّا | |
أنسج الحبّ من نــداء شفيفٍ | |
يستقي من عشق الخمائـل وِردا | |
صار في مقلتيّ ألفُ عــزاء | |
ينحني في تقوّس العمــر كَـدّا | |
مسّني الشعرُ حين ألفيتُ دمعاً | |
فوق خدّ السّماء ينحتُ وعــدا | |
شدّني في هطـول قربيَ منّي | |
جفـوة القربى وهي تندب بُعـدا | |
وحّدوا الصّفّ أنتـمُ يا نشيـدي | |
وحّدوا الشّامخاتِ عرباً وكُـرْدا | |
وحّدوا القلبَ فالهوى ليس يجدي | |
إن يجدْ في توائم الحبّ صــدّا | |
كيف نصبو إلى اليهود، وهم لم | |
يحفظوا ذمـةً.. ولم نرَ عهْـدا | |
قوّضوا الأمنَ فوق سُكنـى بنيه | |
هدّهــم صاعقٌ من الله هــدّا | |
قمّة العار أن نعيـشَ حيــاةً | |
ودمــاءٌ في غـزّةٍ تتصـدّى |