الثلاثاء ١٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٥
بقلم رقية أبو الكرم

الحرب على السلام

في حقبة الحملات المغولية وبشكل أدق قبل شرارة الغزو المغولي ارسل جنكيز خان مئة دبلوماسي مغولي للتفاوض من أجل السلام، لكن المفاجئه انه تم ذبح المئة دبلوماسي الذي ارسلهم جنكيز خان.

تحول وقتها إلى ثائر وكتلة من لهب وأعلن الحرب على السلام ... وبدأت انهار الدم تجري مجرى النهر، ولكن هناك روايات اخرى لمؤرخين وباحثين في التاريخ تقول ان من ذبح الدبلوماسيين المغوليين المئة هو نفسه جنكيز خان ليشعل الحرب على السلام.

ان ما نمر به من فوضى سياسية اليوم ترتبط ارتباط متين بأحداث تاريخية مرت عبر العصور والازمنة ان التاريخ الدموي في الصراع على السلطة والمؤمرات التي تحاك حول النفوذ، غالبا من ينسج خيوط المؤامرة بين الأخوة وأبناء العم او حتى الحاشية وقد تتوسع الى الدين والمذهب والى ابعد من ذلك فسلطة مطامع و مراب.

ان افتعال الازمات السياسية كما ذكرها التاريخ هي نفسها لم تتغير الفارق الوحيد الزمان والمكان والشخوص، وتطور الادوات كان ذلك واضحا في الفترة الأخيرة حيث ظهرت ادلوجية الإيقاع المتسلسل وتركيب الأحداث كلا حسب الظهور.

مع وجود ادات تكاد هي الأخطر على مر العصور ما نسميه ب (التكنولوجيا) تطورت إلى حد مرعب ودخلت في برمجة الانسان مثل الهندسة الاجتماعية والتلاعب النفسي والتجسس على أدق تفاصيل النفس البشرية وسرقة المعلومات وكل ما يرتبط بعلم النفس البشري.

وهنا تكون قد وصلت التاثير من خلال الخطاب الجمعي بمساعدة تلكنلوجية المعلومات .واصبح العالم بقبضة واحدة نجهل من تكون لا نعرف اكان خيرا ام شر.

الاعلام الممنهج، في الماضي القريب كان وجود الراديو و قنوات البث التي لا تجاوز عدد اصابع اليد فاخبار راس الساعة هو الحدث الذي نعتمد عليه كافراد ومجتمع والسوق ثم الاقتصاد والامن المجتمعي، اما اليوم قنوات اعلامية ممنهجة، اخبار على راس الدقيقة، تواصل مجتمعي مرتبط بذكاء صناعي يسترق السمع والنظر.

اما افتعال الازمات اليوم لا يحتاج الى مئة دبلوماسي لتقديمهم كبش فداء لاختلاق ازمة واشعال فتيل حرب لم يعد هذا البذخ بالاضحيات موجودا، لا نحتاج سوى اضحية واحدة تخلق اكبر ازمة اجتماعية (عاطفية) وسياسية قد يتجاوز مداها الى اقصى بقاع العالم.

الترويج من خلال مهرجين السوشيال ميديا تجاوز امكانيات فلاسفة الترويج والتسويق من اجل البحث عن اعجاب واحد من خلال الترويج لمادة دسمة تسهدف تعاطف المجتمع كفيلة بان ترفع عدد المتابعين للوصول الى وهم الشهرة... وجني الارباح

فالازمة السياسية والاجتماعية فتيلها اصبح في بيتك بين يديك (هاتفك) انت لا تحتاج الى خطاب قائد ولا ذاعة راديو او اخبار راس الساعة لتعرف نوع الازمة السياسية ومتى واين، مجرد ان تلتقف جهاز هاتف وبنقرة زر تصلك ازمات العالم المفبركة وتحديدا ازمتك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى