نحتفل بقيمة الشعر وليس الفائزين فقط
ألقى الشاعر الكبير د. حسن طلب، عضو لجنة تحكيم قصيدة التفعيلة، كلمة خلال وقائع حفل توزيع جوائز مسابقة ديوان العرب وتكريم رموز الثقافة العربية، ألقى فيها الضوء على بعض المعايير التى تم اعتمادها لاختيار الفائزين، ورؤيته لواقع الشعر العربي حاليا.
وفى بداية كلمته أكد د. حسن طلب: "إننا فى هذا الحفل لا نحتفي بالمتسابقين الذين فازوا فقط، ولكنها مناسبة للاحتفال بالشعر بشكل عام، وكأن ديوان العرب يرد على صيحات النقاد الغربيين اللذين يدفعون بأن الشعر قد مات وان هذا العصر للرواية، فالتاريخ يعلمنا أنه لا يوجد عصر واحد للون أدبي واحد. وكل العصور تجتمع فيها كل الفنون وعلى رأسها الشعر والمسرح والرواية، لذا فمسابقة ديوان العرب ترد على هذه الصيحات والتي لا نجد تبريرا نقديا موضوعيا لها".
وأكد د. حسن طلب، أن دور شعر التفعيلة يكمن في أنه بات قادرا على أن يصل إلى وجدان الناس وأن يخاطب عقولهم أيضا، حيث اجتهد شعراء التفعيلة كما اجتهد شعراء النثر. وكان هناك أكثر من مائة وبضع وأربعين قصيدة من شعر التفعيلة، وفي النهاية انتهت اللجنة إلى إعلان فوز أربعة من الشعراء.
وتابع د. طلب: "هذا العمل الذي قام بفرز هذه القصائد يعد جهدا كبيرا للجنة التحكيم، والمعيار الذي كان يتحكم في فرز هذه القصائد هو معيار موضوعي لأنه جمع بين النظر الى موضوع القصيدة وجماليتها، مع النظر إلى مضمونها وأنها لا تنفصل عن الواقع ولا تسقط في بئر الذات، وإنما تقترب إلى التجربة التي نعيشها. هذا الموضوع يجعل الشاعر يشعر بما حوله وكيف يصوغ هذه التجربة كي لا تكون مجرد فكرة واقعية وصياغتها بشكل جمالي".
وعاود د. طلب، التأكيد على أن مسابقة ديوان العرب تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على مكانة الشعر العربي وتشجيع الشعراء على الإبداع، وأن اللجنة حرصت على اختيار القصائد التي تعبر عن تجارب إنسانية حقيقية وتطرح قضايا تهم المجتمع العربي، مؤكدا على أهمية الشعر في حياتنا، ووصفه بأنه مرآة تعكس مشاعرنا وأفكارنا وتجاربنا. وأشار إلى أن الشعر هو لسان حال الأمة العربية، وله دور هام في الحفاظ على هويتنا الثقافية.
والشاعر الدكتور حسن طلب هو شاعر مصري ولد بعام 1944 في محافظة سوهاج، ونشأ في بيئةٍ ثقافيةٍ حاضنةٍ للإبداع، برز شغفه بالأدب والفلسفة منذ نعومة أظفاره، فاتجه لدراسة الفلسفة في جامعة القاهرة، وحصل على ليسانس الآداب عام 1968. وواصل مسيرته الأكاديمية حتى نال درجة الماجستير في الفلسفة عام 1984، ثم توجها بشهادة الدكتوراه عام 1992. ولها إسهامات أثرت المكتبة العربية بالعديد من الدواوين الشعرية التي تُجسد إبداعه وتُلامس مشاعر القراء. وسبق لديوان العرب تكريمه عام 2023 باعتباره رمزا من رموز الثقافة العربية.