الضرب تحت الحزام النصّي
ليس ثمة شئ أكثر أهمية في العملية القصصية من انفتاح النص على ساميّة الفكرة، ومتعة السرد والوصف، التي تُطلق إشعاعاتها كافةً نحو الحواس القارئة، وهذا - بطبيعة الحال- لا يتأتى إلا بمؤامرة خفية يقترفها الكاتب بين الحدث و المجاز، و بين المنطقي والتخييل، حالة منالمد والجزر تعكس للمتلقي الصورة الوصفية التخيلية للمشهد برمته،أكثر منها استنطاقًا للوصفية الواقعية،التي قد تكون منتهكة معرفيًا قبلذلك.
هذا مايفسر قول الروائي "إدوراردو غاليانو"
"أنا لا أطلب منك أن تصف سقوط المطر ليلة وصول كبير الملائكة، أنا أطلب منك أن تجعلني أتبلل!"
كذلك بعض الخطابات القصصية جعلتني أشعر أنني داخل متن صحفي لا سردي، فالكاتب يُعزز متواليات أحداثه بقرائن تقريرية مجردة،أمثال: قد، لذلك، فعليه..، وتلك المُباشرة الغضّة، ومنطقية القصّ التي لا تقتل اللحن السرديّ وحسب، بل تحرق آلة العزف تمامًا.
ناهيك عن الإفراط في الاحتفاء باللغة داخل النص السردي، و هيجان متلاحمات المُضَارعة، حتى يكاد يصبح السرد كرباچًا لُغويًا يعزفلحن خلوده على ذوائق يدعسها ملاذها الأخير.