الجمعة ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم مريم سليم شمس الدين

اللهفة الحمراء

هناك في المدد الأعلى من الجسدِ
ظلاّن للرّوحِ ظلٌّ عابقُ الأبدِ
وآخَرٌ كاندلاع اللونِ مؤتنسٌ
لنفحةِ الوحي في تسبيحةِ المددِ
هناك في اللوحةِ الخضراءِ أفئدةٌ
تلاحقُ النّورَ باسم الواحدِ الأحدِ
عمّ الحنينُ ونبضُ البحرِ نورَسُهُ
تَأرجح القلبُ فوقَ الموجِ كالزبدِ
تواعدَ العشقُ أن يلقى قصيدتَهُ
كانتْ عن اللهفةِ الحمراءِ في البلدِ
وفي مراثي سطوعِ الدمع أسئلةٌ
تراودُ الموت عن أسمائهِ الجُدُدِ
وعن دماءٍ بها رمزُ الفدا سفرٌ
والآن ضُمّتْ جراحُ الأرض للأمدِ
يا قائد الدرب كم في الكأس من وله
يرنّمُ الماء حيث العشق كالرغد
يروّض العز في أرجاء ضحكته
يبدد الحزن كي يخفى إلى الأبد
بشهقة النار قام السيف مبتسمًا
يحرك الدمَ آنَ الرَّوع بالزرد
يدرِّسُ الموتَ لا يخشى عزائمه
يسبّح الفجر يروي جذوة الكبد
يعانق الغار كي يدنو لمعجزة
كثيفة الروح لا ترنو إلى بدَدِ
هنا حراؤك بحت فيه حُلْيته
وصوت جبريل منقوش على الجَلد
هبني الوصايا فجمع الأولياء هنا
"واقرأْ" تهزُّ وجودًا ضيق الأمد
هناك في شذراتِ الليلِ بسملةٌ
تحكي رجالًا أقاموا سورةَ الصمدِ
مروا على الحب عند الموت لم يقفوا
عند الزمان مضَوا كالجلمد الصلِدِ
مقاومون وعين البأس ترفدهم
تطرز الود والإيثار في الرَّفَد
هم هذه الأرض في أبهى جنائنها
يشيّدون لها سحرًا بلا عمدِ
أصواتهم ملء ألحان المدى وبهم
صوت الإله صدًى كالطائر الغرد
هو الشهيد بأي الشعر أكتبه
هو اللغاتُ فهل تكفي حروف يدي
يحدونيَ الليل، طير الخوف يحملني
إلى خيالك، ضوء الصفح معتمدي
رمقت فيك شرود العين أسألها
إن كان من رمدٍ؛ شوقي إلى الرمد
رأيتُ فيك انبعاث النصر تحفره
وتنحت الفخر شمعا في ذرى الخَلَدِ
رأيت فيك جمال الله تورثه
مقدسَ العهد من جَدٍّ إلى ولد
قل لي بحق الدماء الجائعات ،أنا
لا أفقه الريح في تأويلها العددي
أنا وجدت الجذور الملهمات يدا
تصافح المجد أشواقًا على الجسد
تزيل نزف بريد الكون عن يدها
يا أنت كالحب في مرساله الفرِدِ
لأنك الظل في موال هيثمه
لن يهدأ الليل؛ صوتُ الواحد الأحد
هو الشهيد ينير الفجر من دمه
يدلل الضوء كي ينهال بالعتد
هو الشهيد بزهر الله مشتعلٌ
والقلب عطرٌ من الفرسان في الصهد
يهجئ الكون من قرآن محجره
آياتَ شوق بها وصل من السند
والبئر في زمزم الأوقات منبجسٌ
وهاجرٌ تلمحُ الأمواه في الوُسُدِ
لأنك العشق في أصفى جداوله
أقسمت بالنهر تحريرا بلا صفد
أقسمت بالحق في أوصاف سبحته
أن تبصر الرّوض كالأحداق في السُهُد
في آخر الحرب زُفَّ الوحي ملتئمًا
في هودج الجرح يا للعرس والعمَد
كل الشهادة باسم الله مشرقها
وأنت أنت حديث الروح للجسد


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى