الاثنين ٢٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

المأمون أبو شوشة

المأمون أبو شوشة الإذاعي الذي لم يخطىء في اللغة العربية قط

الإذاعي عبد الله المأمون عباس إسماعيل أبو شوشة الشهير بـ المأمون أبوشوشة من مواليد 28 ديسمبر عام 1926 بحي المنتزة بالإسكندرية وتنتسب عائلته إلى قبيلة خويلد العربية وحصل على الابتدائية من مدرسة الأورمان والثانوية مدرسة السعيدية وبدأت علاقته بالفنان نجيب الريحاني عام 1944 عندما كان والده يشغل منصب مدير إدارة الفنون الجميلة في عام 1953م

حصل المأمون أبو شوشة على بكالوريوس العلوم قسم الجيولوجيا من جامعة القاهرة عام 1954 وكان الطالب الوحيد الذي يدرس في هذا القسم وقتئذ كما درس في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية ومعهد الصحافة وفي عام 1955 التحق للعمل في الإذاعة وسجل اسمه على أنه ممثل وكانت له القدرة العجيبة في التمثيل و الغناء وتقليد الأصوات مثل نجيب الريحاني ويوسف وهبي وغيرهم كما أجاد الشعر والأدب وحصل 5 مرات علي ميداليات ذهبية في التمثيل

كانت القدرات اللغوية للإذاعي المأمون أبو شوشة بجانب مواهبه المتعددة من أهم العوامل التي جعلته ينجح في عمله كإذاعي ويترك بصمة وعلامة واضحة على الرغم من قصر المدة التي قضاها بالإذاعة فكان يجيد اللغة الإنجليزية إجادة تامة إلى جانب إلمامه باللغة الفرنسية مع قدرة فائقة علي إتقان اللهجات المختلفة وذلك بخلاف إتقانه للغة العربية باقتدار كبير

قدم الإذاعي المبدع المأمون أبو شوشة العديد من البرامج الشهيرة والناجحة من أهمها : ساعة لقلبك ومجلة الهواء وصواريخ وحول الأسرة البيضاء والأسبوع في ساعة وقصة حياة نجيب الريحاني التي قام فيها بتمثيل دور الريحاني بالإضافة إلى برنامجه اليومي المجدد صباح الخير الذي كان يخاطب فيه المستمع بقوله .. صديقي المستمع

الإذاعي المأمون أبو شوشة له ديوانان هما دموع المهرج وصلاة العبيد

يجمع شعره بين التراث والمعاصرة ويبدو تأثره بالشاعر محمود حسن إسماعيل من حيث ابتداعاته البعيدة في مجال الاستعارة خاصة وتشقيق الأفكار وتوليدها وقد تمكن الشاعر من أن يضع يده وحسه على نسيج العصر وما ينطوي عليه من متناقضات فتناول في قصائده موضوعات مثل : القبح والضجر والخوف، والإحساس الحزين بالموت، وعذاب الإنسان وهو يؤكد وجوده على الأرض لغته سهلة في ظاهرها قد تعطي مرامي بعيدة ويميل إلى القصائد متنوعة القافية

له أيض: مع الطير في مؤتمر وسلسلة من الشرق والغرب ونال ميداليات ذهبية في فن القصة وفي الرسم بالكاريكاتير والتمثيل المسرحي والخطابة

في مقابلة مع شقيقة الإذاعي المأمون أبو شوسة وابنها قالت: شقيقي أثناء عمله بالإذاعة تلقى خطاب شكر من مجمع اللغة العربية حيث أشاد بأنه الإذاعي الذي لم يخطىء في اللغة العربية قط

أول برنامج قدمته الإذاعية هدى العجيمي كان برنامج صباح الخير وتعرفت فيه على الإذاعى مأمون أبوشوشة الشاعر والفنان وكانت غرفة مكتبها بجوار غرفته فى منوعات البرنامج العام وكان يمر عليها في الصباح ويعطيها وردة حمراء وذات مرة قال لها: تعالى تدربى معي ففرحت جداً وبدأ يجعلها تقول عناوين للفقرات وعندما يمرض يقول لها قدمى البرنامج بدلاً منى وبالفعل حدث حتى توفى وعمرى 21 سنة وقتها فكانت أول صدمة لها فى حياتها وبعد وفاته قدمت البرنامج لفترة ثم قيل للمرؤوسين كيف لإذاعية شابة تقدم برنامجاً كبيراً بحجم صباح الخير وبالفعل قدمت البرنامج الإعلامية سامية صادق بشكل مميز

قال الشاعر الإذاعي المأمون أبو شوسة في قصيدته التي بعنوان غِبْ ودعني:

أيها الصادح الجديدُ على الغصن تَمهلْ لا تنخدعْ بظلالي

لم يعدْ لي هوًى يثيرُ أغانيك ويوحي إليكَ سحرَ الجمال

فالذي خلْته ابتساماً وعطراً وربيعاً صناعتي وخيالي

أنا مرّتْ يدُ الخريف بدَوْحي ورمتْ فوقه ذبولَ الّليالي

أيها الصادح الجديد تمهَّلْ ليس هذا ندى الصّباح الرطّيبِ

تلك أنّاتيَ العميقاتُ تجسَّمْنَ دموعاً يبكينني في مغيبي

وفي قصيدته ثورة شقراء قال:

خصلةٌ من شعرك الأشقرِ ثارت فوضوّيهْ

يضربُ النَّسْم عليها أغنياتٍ ذهبّيه

وعلى أهدابك الفرعاء سرُّ الأبديّه

وهْى توحي من سنا النّور ظلالَ العبقريّه

أطلقيها في مدى روحي أغاريداً وضيَّه

ذَوِّبيها في شبابي أطلقيها في يديّه

يوم 5 أبريل عام 1963 توفى الإذاعي الموهوب المأمون أبو شوشة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى