السبت ٢١ تموز (يوليو) ٢٠١٨

المجاهد الزين سالم المدعو عنثر 1919-2001‎

بن عودة علي

ولد الزين سالم بدائرة بالعبادلة موطن قبيلته الأصلي.عاش طيلة حياته قبل الثورة في البادية وبالتحديد بادية زوزفانة كان يملك عددا هائلا من الإبل والأغنام هو وإخوته،حتى صاروا من أثرياء البادية أنداك،حيث ماتزال أثارهم موجودة إلى حد الآن،بمنطقة زوزفانة متمثلة في بئر يدعى بئر أولاد الحمادي نسبة،لأبيهم.

ففي بداية الثورة ووصول صداها،بمنطقة بشار أي الجنوب الغربي للجزائر كان السياسيون والمجاهدون الثوار أول ما يتصلون يتصلون،بأهل البادية الدين لهم ثروة حيوانية من الإبل والغنم ليستفيدوا من مساعداتهم لأجل الدعم المادي،لأن قبائل دوي منيع كانت من بين القبائل المتميزة في كسب هدا النوع من الثروة الإبلية تاريخيا بهده المنطقة فضلا عن الشعانبة والريقبات ، وقول الشعر الشعبي داك الوقت. وهكذا في 1956 يلتحق المجاهد الزين سالم وإخوته الخمسة كلهم،بصفوف الثورة بطريقة أو بأخرى،وهم على التوالي محمد والمبروك وعبد القادر وعلي الشهيد المقصف بالطيران الفرنسي رفقة المجاهد بالبشير العيد الذي لم يلق حتفه في تلك اللحظة،و في عام 1956تم تكليف الزين سالم ببلدة تاغيث قصد نشر صوت الثورة وجمع الاشتراكات والمعلومات وربط الصلة بين المقاوميين والمناضلين بهده البلدة والثوار بالمراكز في جبل بشار.

في بداية 1957 يسقط أخيه علي شهيدا في ميدان الشرف بواد زوزفانة بولاية بشارفيتطلع الاستعمار إلي متابعة كل عائلات الزين بما فيها اللقب والأسرة كخلية ثورية ومطاردتها فتجبرها على الرحيل الى العودة لموطنها الأصلي لها العبادلة وهناك أبقاها الاستعمار تحت الإقامة الجبرية إلى غاية 1958 وعليه تسربت الأسرة كلها نحو المغرب الأقصى خوفا من ابادة المعمر للقصر والنساء ،حيث بقي المجاهد الزين سالم هو ورفقائه بجبل بشار الي أن تحركوا نحو المركز العام بوجدة المغربية مركز جيش التحرير الوطني بجهة المغرب.
وفي نهاية 1958 يصل القائد هواري بومدين إلى بشار ويعقد اجتماعا يقرر على إثره بعث مجموعة من المجاهدين إلى مدينة تندوف التي يتوجب عليها أن تسقى بدماء المجاهدين،وعليه تكونت هده المجموعة بقيادة الحاج شبير المتواجد حاليا ببني عباس،فكان الزين سالم المدعو عنثر ضمن هده المجموعة،حيث بقي رفقة هده المجموعة مدة معينة في منطقة تندوف وعندما استبدلت بمجموعة أخرى سنة 1960 أي عندما رجع من منطقة تندوف،تم تعيينه في مركز لجبهة التحرير الوطني في بلدة بودنيب المغربية والحدودية وبقي في المركز المذكور إلى غاية 1962 حيث موعد الاستقلال،ثم يعين في الجيش بمنطقة زقدو مكلفا بمصلحة التموين والاقتصاد إلى غاية 1963 حيث وقع الخلاف بين الجزائر والمملكة المغربية ،فيتم تعيينه على رأس فرقة من الجيش في منطقة الجبل لحمر وهوجبل يقع بالحدود المغربية،ولما انتهت الحرب أنداك وهكذا بعد أن ذاقوا جميعا مرارة فرنسا بين جبال بشار وجبال العمور وغيرها كبقية المجاهدين المعرفون ببسالتهم امثال السايح مؤمن،والشيخ علال بن يحي لزغم،والخليفة ولد سالم مسعودي،ولخضر بوتليس،وغرور العيد،إلى أن توفي سنة2001ببشار. يمكنك مطالعة الهوامش أسفله

- هوامش:

 التعريف بصاحب الكتاب الطريق الشاق الى الحرية: هو مصطفى بن عمر مجاهد و مؤرخ جزائري عايش أحداث الاستعمار حتى فجر الاستقلال هو من ولاية الأغواط فضلا على أنه دبلوماسي ووزير سابق أما نسبه الكامل فهوا بن الحاج عيسى بن عمر بن عيسى محمد أولاد سيدي محمد بن يوسف المدفون بتاجرونة بالأغواط وأمه حاجة خيرة بومدين ابنة سي قدور بومدين رحمه الله.

 ألقى مصطفى بن عمرمؤخرا محاضرة بدعوة من الجمعية الثقافية والتراث بولاية الأغواط أي مسقط رأسه بمناسبة يوم الشهيد 20أوت يوم المجاهد 2011.

*مرجع الأسماء: للمجاهدين مأخوذة من صورة موثقة ملتقطة بشرق جبال العمور ونواحي أولاد نايل بما فيها الأغواط والجلفة بشار وبعض الهضاب العليا للجزائر ،والدي كان قائدا على جيش الصحراء هو زيان عاشور الشهيد يوم 07 نوفمبر 1956 وخلفه عمر إدريس ،فكتاب المجاهد بن عمر مصطفى بعنوان الطريق الشاق إلى الحرية ونحن أخدنا الصورة لمجاهدي بشار من فصل هؤلاء الأبطال héros C’étaient eux طبعت الكتاب دار هومة 2009 الجزائر هو مرجع هام وكانوا يلقبون أناداك بجيش الصحراء، وبعد مؤتمر1956 انضموا إلى الولاية الأولى سنة 1957. وفي صورة يظهر صاحب الكتاب نفسه مصطفي بن عمر مع مجاهدي الصحراء، وهم على التوالي مسعودي خليفة وغرور العيد ولزغم بن يحي و مصطفى بن عمر كما ذكرت سلفا والصورة الأخرى بها الطاهري محمد والسايح مؤمن والزين سالم ولخضر بوتليس وآخرون،وهي موثقة أيضا،بكتابه وما يؤخذ علي المجاهد صاحب الكتاب أن ما أخده من صور مجاهدي الصحراء/بشار أي الجنوب الغربي للجزائر كان يعتقد أنهم كلهم لقبيلة أولاد جريرالمعرفون بشجعانهم وتصديهم لفرنسا في حين أنهم كانوا خليط من الأجناس الشرفاء بحكم أنه ليس من المنطقة الدليل على دلك أن لخضر بوتليس من قبيلة العمور والزين سالم من قبيلة دوي منيع والحاج علال لزغم أصله من البيض وهدا بعيدا عن القبائلية ما كان سائدا هو الشجاعة والإقدام نحو الرصاص والصفوف الأمامية لدا هكذا عوفوا امثا ل هؤلاء الرجال القلائل بخصالهم الخالدة اليوم بغض النظر عن ما طرح من جهوية وصراعات بين الشاوية والقبائل وحب الزعامة أناداك الى حد التصفيات الجسدية.

 واد زوزفانة منطقة : هي حمادة وبادية رعوية شبه زراعية،غير أثرية حسب الأرشيف الفرنسي تعرف بالشجر الصحرواي والأحراش والنبتات الزراعية،تبعد عن بشار الولاية حوالي90كلم وهي منطقة عاش،بها الكثير من الأجناس أيضا بدايتهم حديثا كانت من القرنين التاسع عشر واواخرالثامن عشر لكن أقدمهم عبر العصور هم البربر حيث لايحصى متى سكنوها ،على حسب اسماء الأماكن البربرية المتواجدة بها ، أما بعد الانسان البربري فكل من سكنها الا من أجل الهروب من الفقر والمجاعة بحثا عن الكلأ وهم الرحالة عبر الزمن ليس إلا.أن اغلبهم حاليا تستوطنها قبيلة اولاد جرير الدين طال استوطانيهم بها حوالي مند 1923 واليوم ألفوا التردد على أراضيها والعودة إليها بغرض الزرع وهو الهدف المنشود مند أول إنسان عمر بها عامة،وهي الآن مهجورة تماما إلا في موا سم الحصاد الأرشيف الفرنسي وثائق الاستعمار حول الجنوب الوهراني.

 العبادلة : هي دائرة تبعد عن بشار الولاية جنوبا بحوالي 85كلم وهي منطقة زراعية وتكاد يعرف الجنوب الغربي خلال فترة السبعينات أيام الراحل هواري بومدين من القرن العشرين بسهل العبادلة كتسمية اقتصادية فضلا على أنها موطن الشعر الشعبي والمتعلميين، حيث الأباء ادمجوا أبناءهم مند القدم في سلك التعليم .

بن عودة علي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى