بَوْحُ النَّوارِسْ
(1)
هتفَ الفؤادُ
أنَا هُنا
أضحتْ قلوبُ التائهينَ نَوارِسَا
تبسَّمَ التاريخُ مُخَالِسَا
وفي عروجِ الروحِ
صَعِدَتْ .. مِئذنةْ
(2)
مِن ألفِ عامٍ أو يزيدْ
أنا الفقيدْ
أنا المسافرُ في عيونِ الصّمتِ
أرجو ولوجَ السّرِ
ولا أعودْ
وأستحيلُ في حِماه .. سَوسنةْ
(3)
على ضِفافِ الفجرِ
تَحبو لهْفتِي
تُقبّلُ الغَادينَ والرُّواحْ
حطَّ السؤالُ
في زَوايا العقلِ
وفي فضاءِ الأمكنةْ
مَنْ أنَا؟
(4)
أيُّها الضيفُ المسافرُ
يا من تَفرُ
في الفرارِ إقامتُكْ
الذكرياتُ تُلاطفُكْ
الأماكنُ تعرفُكْ
لكنَّكَ ... رغمَ الوجودِ
كذبةٌ ..ومُهادِنةْ
(5)
قلبي الطفوليُ المُعلّقُ بالمباهجِ
مازالتِ الدمعاتُ تذبحهُ
بنصلٍ مِن حنينْ
قلبي الصغيرُ
مازال يحْبو في سذاجتهِ
البريئةِ المُزيّنةْ
(6)
بلا جذورٍ .. تنداحُ في روحِي المُثلْ
تتسابقُ اللعناتُ .. الكلماتُ.. الطعناتُ
يحاصرُنِي المللْ
عبرتُ الدربَ يومًا حالِمًا
فنحَرتْني القُبلْ
تَتَدلى مِنها .. شفاهٌ مُلونةْ
(7)
قالَ الصديقُ
العمرُ لِصْ
والأمنياتُ نوافذٌ
صوبَ الضجرْ
والأغنياتُ غانياتٌ
والذكرياتُ عاهراتٌ ماجنةْ
(8)
لا شيءَ حقْ
لا حقَ حقْ
لا فرصةً للحالمينَ
سِوى السفرْ
في خيالٍ مائتٍ
أو
عبرَ الرُؤى المُذْعِنةْ
(9)
أنا الطّريقُ الأوحدُ
أنا الضُياعُ السيدُ
فيمَ أتيتُ؟
لا علمَ لي
شبحٌ يروّدُ خوفَهُ
ينثرُ الأيامَ
على وجوهِ الأزمنةْ
(10)
أنا مُذْ وعيتُ
لم أعِ
فتشتُ عني في المذاهبِ والمناقبِ والطرقْ
أنا مُذْ وُجدتُ
لم أجِدْ
إلا أنَا
(11)
قيلَ الإلهُ هناكَ
أو .. هُنَا
شُوهِدَ مِن قديمٍ
يعبرُ وسْطَنَا
ظِلٌ يُرافقُ ظِلَّنَا
شَهِدوا الإلهَ.. جميعًا
يكفكفُ دمعنَا
(12)
جاورتُ إبراهيمَ في التساؤلِ والنظرْ
كنتُ أنَا الخَليلاَ
انتظرتُ الطيرَ والنارَ .. وشَققتُ القمرْ
والأصنامَ تشخصُ ذاهلةْ
ما المعجزةْ
إلا الحقيقةُ ... خائنةْ
(13)
أَعْدُو ثقيلاً
أجرُّ عُمْرًا مُثقلاَ
أنا لم أُخيرْ
في الطريقِ أو الرفاقِ أو السفرْ
ولم أٌناقشْ في البدائلِ
بعضِ البدائل
حتى غيرِ الممكنةْ
(14)
خلعُوا عليّ عباءةً
قلَّدوني مُسوحَهمْ كفارسٍ يحتضرْ
لمْ أعتَرِضْ
قَالوا انْتَظِرْ
لمَّا انتبهتُ.. رأيتُهمْ
يلُوكُننِي
كَريمٍ واهنةْ
(15)
الآنَ .. وحْدِي
بلا رِفاقٍ
بلا عِناقٍ
بلا وجوهٍ أو دروبٍ أو سِياقٍ
الآنَ وحدِي أجترُ يأسِي
وألوكُ نفسِي
في شِعابي الداكنةْ
مشاركة منتدى
26 أيار (مايو), 01:02, بقلم أنس
طب ما تجربوا تكتبوا شعر بقى ياولاد الهطلة 😆
31 أيار (مايو), 17:00, بقلم أحمد وليد
مبدع
شاعر وفيلسوف