الثلاثاء ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٩
بقلم حسن عبادي

جولة في معرض الفنّانة التشكيليّة تغريد حبيب

"إبداع، رابطة الفنّانين التشكيليّين العرب، رابطة غير ربحيّة، تأسّست نتيجة الظروف الخاصّة في الوسط العربيّ في البلاد، وتجاوبًا مع الحاجة لتأطير الفنّانين ضمن إطار واحد كون الموضوع بحدّ ذاته رافدًا من روافد المجتمع العربيّ الحضاريّ" ومقرّها كفر ياسيف الجليليّة.
سنحت لي الفرصة لأشارك مساء الجمعة 13 أيلول 2019 حفل افتتاح معرض "آثار الخطى" في صالة إبداع، للفنّانة التشكيليّة تغريد حبيب، (تغريد أديبة وفنّاة تشكيليّة جليليّة، زميلتي في منتدى الكلمة، اشتركت في معارض داخل البلد وخارجها، أصدرت مجموعات قصصيّة ورواية وقصص للأطفال) تلبية لدعوة تلقّيتها عبر صفحة منتدى الكلمة الثقافيّة. ضمّ المعرض أعمال قديمة وحديثة للفنّانة، من حيث فترة نجازها التي امتدت على مدار سنوات عديدة، وكانت موضوعاتها متعدّدة.

رسمت تغريد حكاية الوطن وأهله، همومه اليوميّة، الشخصيّة والعامة المجتمعيّة؛ جاءت لوحاته صارخة ضد قيود تكبّلنا، لكلّ لوحة قصّة وحكاية، وبدا أثر كونها كاتبة في لوحاتها وكأنّي بها ترسم الكلمات وتنحتها.

تساءلت حول غياب تسمية اللوحات وعنونتها؟ كلّ الأعمال بدون عناوين: هل هي رسالة منها للمشاهد والمتلقّي ليسرح معها ويقرأها كيفما يشاء؟ هل تركت لنا أمر قراءتها والتفاعل معها على كيفنا! أم سقط الأمر سهوًا؟ وهي الأديبة المتمكّنة من الكلمة وترويضها!

استعمت أساليب وتقنيّات وأليّات مختلفة ومتنوّعة، لجأت للحفر على الخشب بالألوان لتنجت "حوّائها" ولتخبّئ صاحبتها وراء الستار أو حين تصوّر "الخلاص" أو "الأنين"، استعملت الأكريليك والزيت على القماش في لوحة "صرخات" وكأنّي بركّابها قافلة الهجرة القسريّة والتشريد والهروب نحو المجهول واللجوء وكذلك لتخطّ در الآلام، استعملت عيدان الخشب بالألوان لترسم حيرة شخوصها وتيه كلّ منهم ولترسم لنا وجوه حائرة، استعانت بالأكريليك على القماش لتقتفي أثر خطوات أمّها وكذلك الأمر حين رسمت "نساء"، استملت تقنيّة أكريليك وفحم لترسم آثارهم ولجأت إلى تقنيّة الطباعة على الخشب لتصوّر الانتظار المقيت والأقنعة.
لقضيّة المرأة والأنثى حضور طاغٍ في المعرض، وخاصّة في لوحتها "العذراوات" وحين ترسم نساء حائرات في طريقهن للتحرّر من القيود والانتقام، بعد أن صرخن "كفى" ونزعن الأقنعة.
تتناول في لوحاتها فلسفة حياتيّة وقناعات وصلت إليها حول "دائرة العدميّة" والوهم وحباله اللا متناهية، بعد حيرة طالت، وآلام امرأة لتصل إلى شاطئ الأمان في "مدينة السلام".

موضوع الهويّة القوميّة، الثقافيّة والدينيّة حاضر في رسوماتها، كما هو الحال مع النكبة والتهجير فجاءت لوحتها التي تصوّر نساء يملن أطفالهن إلى المجهول وآثار خطاهن شاهد على ماضٍ بعيد ينزف دمًا والورقة المتروكة.

أضمّ صوتي لصوت صديقي د. عناد جابر، مدير منتدى الكلمة، الذي قال في حفل الافتتاح:
"تغريد رواية تمشي على قدمين: التجربة والخيال. قصيدة تحلّق بجناحين: الريشة والقلم، ولوحة تتجلّى بوجهين: الواقعي والتشكيلي. إذا رسمت فلوحتها قصيدة زاخرة بالفكر والإحساس"

من الجدير بالذكر أنّ الفنّان زهدي قادري منظّم/جامع المعرض، بذل جهودًا تركت بصماتها على المعرض وساهمت في نجاحه.

لفت انتباهي مرافقة افتتاح المعرض "كتالوج" راق مهنيّ التصميم بثلاث لغات: العربيّة، العبريّة والإنجليزيّة، يشمل أعمال الفنّانة المُحتفى بها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى