الثلاثاء ٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٥
بقلم ميادة مهنا سليمان

حوار مع الشّاعر البحرينيّ علوي الغريفي

موجز السّيرة الذّاتيّة للضّيف:

 السيد علوي السيد أحمد الغريفي
 بدأ خوض غمار الشعر في بداية الألفية الثانية (٢٠٠١)
 المشاركة في العديد من الأصبوحات والأمسيات الشعرية التي تقيمها المؤسسات الأدبية والثقافية في البحرين.
 المشاركة في المناسبات الدينية والاحتفالات.
 شارك في ملتقيات أدبية خارج البحرين كالسعودية ولبنان والكويت وعمان.

 تقول في رسالة للشّاعر المبتدئ:

" لا تخجل من عرض نصوصك.."

هل هذه الرّسالة من وحي بدايتكَ كشاعر،

كيف كانَ اكتشاف الموهبة؟

ومن كان محطّ ثقتك، فعرضتَ أشعارك الأولى عليه؟

في الحقيقة هو اكتشاف ذاتي واجتهاد فردي، كان الدافع له هو حب الشعر والتولع بقراءة القصائد، بدأت بالمحاولة وعرضت النصوص التي كنت أكتبها على أهل الاختصاص آنذاك والأهم في كل هذا أنني كنت أتقبّل كما يسدى ويوجه إلي من ملاحظات وأستقبلها برحابة صدر لأنني في النهاية أدرك أنها ستصب في فائدة تجربتي.

كان لدي معلم في المرحلة الدراسية وتحديدا المرحلة الثانوية، له تجارب شعرية وكنت أعرض عليه كل ما أكتب وقد استفدت كثيراً من ملاحظاته وآرائه.

 هل تتابع الأصوات الشّعريّة الشّابّة في البحرين، ماتقييمك لها، وما هي الأسماء، والأعمال الّتي أثارت اهتمامك؟

 نعم أحاول قد الإمكان متابعة أغلب التجارب في بلدي البحرين، ولدينا أصوات شعرية شبابية واعدة كما هو في الحال في بقية بلدان الوطن العربي، لدينا في البحرين شعراء شباب مميزون كالشاعر علي المؤلف والشاعر محمود القلاف والشاعر سعيد العصفور وغيرهم ممن تركوا بصمة في الساحة الأدبية.

- هل أثرى النَّقد مسيرتكَ الإبداعيّة، وهل ترى أنّ النّقد العربيّ مواكِب لما يُنشر من نصوص أدبيّة؟

 بالطبع النقد هو حالة صحية وهو عملية تقويم للقصيدة، كما يحتاج الإنسان للطبيب لأجل علاجه، فالقصيدة تحتاج للناقد لتقويمها، وفي الحقيقة أرى أن حالة النقد لدينا تحتاج لأن ترتقي فبعض النقّاد يحولون نقدهم إلى تصيّد أخطاء، وهو مخالف لمفهوم النقد الأدبي.

 يتشابه الاقتباس والتّضمين من جهة المعنى الاصطلاحيّ؛ إذ يشير كلاهما إلى استلاف نصّ إلى نصّ آخَر.

كيف يفرّق بينهما الشّاعر المبتدئ؟

وحبّذا لو تعطينا مثالًا من شعرك

على كلّ حالة.

الاقتباس يختلف عن التضمين وإن تشابها من جهة المعنى الاصطلاحي، فالاقتباس هو أن يستعمل الشاعر لفظا أو تركيبا من القرآن أو الحديث دون أن يغير فيه كثيراً، ودون التصريح بمصدره، مثال على ذلك في أبيات كتبتها: لأنك في مسامرتي نبيٌّ / فتحت إليك هذا الصدر غارا .. سأرضى عنك إن لم تتبعني / فلست كما اليهود ولا النصارى

اقتباس واضح من الآية الكريمة: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم)

أما التضمين فهو أن يضمن الشاعر بيتا من قصيدته من شعر غيره، او جزء من بيت أو مثل معروف وليس من نص قرآني أو حديث، مثال على ذلك:

أسميتُ حبك بالوضوح الغامضِ / وقرأتُ قلبك سورةً في المصحفِ
سأقول ما قد قال ابن الفارضِ / " روحي فداك عرفت أم لم تعرفِ "

 " تهفو القلوبُ إليك دون الناسِ
وتحجُّ نحوَ سناكَ خمسُ حواسي"

يُقال إنّ تكرار حرف السّين في القصيدة ﻣﻌناه "اﻟﺴّﻌﻲ اﻟﺪّؤوب ﻹرﺿﺎء اﳌﻤﺪوح واﻟﺘﻘﺮّب إﻟﻴﻪ"، لمن كتبتَ هذه القصيدة الجميلة؟

وماذا أضفى ﺗﻜﺮار ﺻﻮت اﻟﺴّﲔ في الرّويّ؟

هذه كتبتها بين الحرمين في كربلاء، وخرجت تلقاء نفسها.. وكنت فيها مخاطباً أبي الفضل العباس ع، للأمانة من أحب القوافي لدي هو السين، لما له من نغمة وانسيابية حتى على مستوى الإلقاء.

 "الليلة زينب ما يمر يمها المنام
تنطي بكتاب الصبر أعظم دروس"

متى تلجأ إلى شعر الفصحى، ومتى تكون العامّيّة الخيار الأفضل برأيك؟

أتراوح بين الضفّتين، في نظري أنها جناحان، يحلّق بهما الشعر، وأؤمن كثيرا بمقولة أن لكل مقام مقال، فبعض الأحيان ألجأ للشعر الشعبي إذا كنت بين عامة من الناس أو جمهور منتوع الأعمار والمستويات الفكرية، وخصوصا في قصائد اللطميات التي يحتاج فيها الشاعر أن يلامس إحساس المستمع صغيرا وكبيرا، لذلك لا غنى لي عن الشقين.

 لديك قصائد في رثاء الإمام عليّ،
والسّيّدة فاطمة الزّهراء، عليهما السّلام،
وفي زيارة الأربعين، وذكرى وفاة النّبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم.

كيف تستحضر طقوس الشّعر كي تكتب عن مناسبات، أو أشخاص لهم مكانة دينيّة، هل من خلال مصادر تاريخيّة، أم دينيّة خاصّة؟

في الحقيقة أستعين بما أملك من رصيد فكري وديني بحكم أنني نشأت في بيئة دينية، أما بما يتعلق بقصائد أهل البيت عليهم السلام فهي تعتبر مشروعنا الأبدي حيث لا نكاد نتوقف عن الكتابة فيهم مدحا أو رثاء.. وبلا شك الرجوع للمصادر التاريخية مهم جدا في حال أردت أن تكتب عن حادثة تاريخية معينة، وهنا تكمن ثقافة الشاعر.

- يرى الأديب الفلسطينيّ عادل سالم أنّ "هناك خطباء مساجد يُحرّضون النّاس على الكراهية والتّمترس الطّائفيّ"
هل هناك خطورة في أن يصلَ تأثير هذا التّمترس الطّائفيّ إلى الشّعر، والأدب؟

وكيف نساهمُ كأصحاب فِكر في عدمِ حصول ذلك؟

الشعر هو رسالة حب وسلام، وحين ينحرف عن هذا الهدف، يكون قد فقد الكثير من قيمته، الشاعر قد يكون أقل تأثيرا على الناس من الخطباء وعلماء الدين ولكن رسالته مهمة، لذلك أدعو كل الشعراء أن ينأوا بالشعر عن كل ما يوطد التمترس الطائفي ويدعو له.

- هل أدّى الشّعر العربيّ دوره تجاه الشّعب الفلسطينيّ، وانتهاكات حقوق الإنسان العربيّ بشكل عامّ؟

 برأيي نحن كشعراء عرب مقصرون جدا في التعاطي مع القضية الفلسطينية وإن كان هناك تضامن فقد يكون خجولا، رغم أنها هي قضيتنا الأولى التي أوصانا بها ديننا الحنيف، فإذا لم يكن للشعر دور في نصرتها فليس حريا أن يقال له شعر.

- كيف ترى دَور الأدب -بمختلف أجناسه- في مواجهة الغزوّ الثّقافيّ الغربيّ؟

 للأدب دور مهم في مواجهة كل الانحرافات، فكم من قصيدة ألهمت ودفعت وشحذت همة، والتاريخ فيه ما فيه من الشواهد والأمثلة لقصائد صنعت جيلاً وربّت شعبا.

- لمَ ليس لديك دواوين مطبوعة حتّى الآن، هل هو تريّث، أم بسبب صعوبة العثور على دار نشر تُرضي طموحك كشاعر؟

 في الحقيقة أشعر بأنني صاحب رسالة وأعمل جاهدا في إيصالها، الكثير من الشعراء يلجأون للدواوين المطبوعة لإيصال أصواتهم، أما أن فلدي قنوات أخرى لإيصال صوتي كشاعر، وهذا الأمر ربما له دور في تأخري في الطباعة، وهذا ليس مبررا إذ أنني أعمل الآن على أول ديوان مطبوع وفي المراحل الأخيرة لإتمامه.

 يُسعدنا أن يكون مسك الختام ممّا كتبته لأهلنا في فلسطين الحبيبة.

لا سامح الله من باعوا فلسطينا
وأبدلوا بالنفاق الماء والطينا

باعوا على القدس أحلاماً مزيّفةً
وطالما دنّسوا الزيتون والتينا

مدّوا جسوراَ لكي يبني السلام لهم
دينا ولكنهم لم يعرفوا الدنيا

ستكتب الأرض والتاريخ سوأتهم
لا سامح الله من باعوا فلسطينا

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى