
نصوص قصيرة
رغبات
بقلم: سهيل ياسين
تلك هي الشجيرات..في الشرفات المهجورة والاسطح المواجهة للفراغ، باسوارها الايلة للسقوط، في الابنية المغطاة بغبار الخرائب والحرائق،هي وحدها في الخلاءات التي لم تطأها الارجل، عند خطوط الافاريز المحطمة وتيجان الاعمدة المثلمة وشقوق الحجارة الممجدة عند الزوايا القريبة المهملة واسقف الاسواق المكتظة بالمساومات،في كل موضع قابل للمحو والزوال، هي وحدها بصمتها تنمو، في كل عام ترتعش عند اشراقة الضوء، اثر المطر، تورق، تزهر، في ايام معدودات، بعد كآبات بقايا الشتاء، تزهو بالوان شتى ثم تذبل سرعان ما تجفلكنها لن تموت،بل تخبئ سرها، في الامكنة ذاتها، كي تحيا ثانية في مطلع عام جديدتلك هي الشجيرات البرية المهملة.رغبات..كنا نستحث الايام على عجلماضين قدما باعتداد الرجالعلى هدى الاباء المضللينحالمين ان نكون بين عشية وضحاهاكبارا عند الصغروها نحن الان كبرناننوء باثقال شتىنسعى كي نشقىمبطئين الخطى في دورة الزمانكم نود لو نعودصغارادونرجعةعارض الكتب..اشتاتا يمرون بهعند النواصيسقط من المشترينلايملكون غير صدودهمعن بضاعته الكاسدةكتب بالية، مغطاة بالاتربةمحشوة بحكاياواغان وامان خرفةشتاء فشتاءيشحب مثل الكتبيتلاشى حرفا منسيابين اغلفتها الممحاةوالارصفةاباطيل الطفولةفيما مضى..اقوى الرجال هو ابياجمل النساء في الحي، هي امياوسع البيوت واكبرها قاطبة، هو بيت الاهلاشجع الفتية والصبيان انا وصحبتيوليس هناك فاكهة الذ واطيب مذاقا من فاكهة امي تلك التي نلتقطها على عجل ونقضمها من سلة التبضع، حتى وان تغضنتلم تظللني نبتة باسقة وارفة في الظلال من شجر المدينة سوى سدرة جدي المباركةكان ذلك في ما مضىاصبح الان كل شيء مفجعا مختلفا جدااكان ذلك حقا ام محض ا وهام اواباطيل من خرافات الطفولةدورة الفصول..في اول الصبا كانوا يقولون لبعضهم البعض:تعال لنتسكع معا.. ما ابهى الحياة في التسكعيطلقون سيقانهم على منبسطات دغليةللريح.. للكرات.. على اجر الطرقات الرثةهنا وهناك يطوفون في الدروب والساحاتبين الحافلات، يتعقبون الموضة الجديدة والفتياتيتابطون كتبا ضخمة، يكركرون، ضاحكين ضد الجدوىضد الرائحين والغادينيتبادلون النكات البذيئة والبريئةيالسخرية الاقدار والفصوللقد غدوا كبارا شيوخا يلوذ بعضهم ببعضيقولون: تعال لنتبضع معا،مااشقى الحياة في التبضعيطوفون في الاسواق متابطين اكياس الخضارمغتمين مع الرائحين والغادينيتبادلون الاتهامات، بضياع الفرصوفوات الاوان.
بقلم: سهيل ياسين