الثلاثاء ١٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
نصوص قصيرة

رغبات

بقلم: سهيل ياسين
تلك هي الشجيرات..
في الشرفات المهجورة والاسطح المواجهة للفراغ، باسوارها الايلة للسقوط، في الابنية المغطاة بغبار الخرائب والحرائق،
هي وحدها في الخلاءات التي لم تطأها الارجل، عند خطوط الافاريز المحطمة وتيجان الاعمدة المثلمة وشقوق الحجارة الممجدة عند الزوايا القريبة المهملة واسقف الاسواق المكتظة بالمساومات،
في كل موضع قابل للمحو والزوال، هي وحدها بصمتها تنمو، في كل عام ترتعش عند اشراقة الضوء، اثر المطر، تورق، تزهر، في ايام معدودات، بعد كآبات بقايا الشتاء، تزهو بالوان شتى ثم تذبل سرعان ما تجف
لكنها لن تموت،بل تخبئ سرها، في الامكنة ذاتها، كي تحيا ثانية في مطلع عام جديد
تلك هي الشجيرات البرية المهملة.
 
رغبات..
كنا نستحث الايام على عجل
ماضين قدما باعتداد الرجال
على هدى الاباء المضللين
حالمين ان نكون بين عشية وضحاها
كبارا عند الصغر
وها نحن الان كبرنا
ننوء باثقال شتى
نسعى كي نشقى
مبطئين الخطى في دورة الزمان
كم نود لو نعود
صغارا
دون
رجعة
 
عارض الكتب..
اشتاتا يمرون به
عند النواصي
سقط من المشترين
لايملكون غير صدودهم
عن بضاعته الكاسدة
كتب بالية، مغطاة بالاتربة
محشوة بحكايا
واغان وامان خرفة
شتاء فشتاء
يشحب مثل الكتب
يتلاشى حرفا منسيا
بين اغلفتها الممحاة
والارصفة
اباطيل الطفولة
 
فيما مضى..
اقوى الرجال هو ابي
اجمل النساء في الحي، هي امي
اوسع البيوت واكبرها قاطبة، هو بيت الاهل
اشجع الفتية والصبيان انا وصحبتي
وليس هناك فاكهة الذ واطيب مذاقا من فاكهة امي تلك التي نلتقطها على عجل ونقضمها من سلة التبضع، حتى وان تغضنت
لم تظللني نبتة باسقة وارفة في الظلال من شجر المدينة سوى سدرة جدي المباركة
كان ذلك في ما مضى
اصبح الان كل شيء مفجعا مختلفا جدا
اكان ذلك حقا ام محض ا وهام اواباطيل من خرافات الطفولة
 
دورة الفصول..
في اول الصبا كانوا يقولون لبعضهم البعض:
تعال لنتسكع معا.. ما ابهى الحياة في التسكع
يطلقون سيقانهم على منبسطات دغلية
للريح.. للكرات.. على اجر الطرقات الرثة
هنا وهناك يطوفون في الدروب والساحات
بين الحافلات، يتعقبون الموضة الجديدة والفتيات
يتابطون كتبا ضخمة، يكركرون، ضاحكين ضد الجدوى
ضد الرائحين والغادين
يتبادلون النكات البذيئة والبريئة
يالسخرية الاقدار والفصول
لقد غدوا كبارا شيوخا يلوذ بعضهم ببعض
يقولون: تعال لنتبضع معا،مااشقى الحياة في التبضع
يطوفون في الاسواق متابطين اكياس الخضار
مغتمين مع الرائحين والغادين
يتبادلون الاتهامات، بضياع الفرص
وفوات الاوان.
بقلم: سهيل ياسين

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى